الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بمخاوف وتنميل في فروة الرأس بعد أن تخاصمت مع صديقي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل ما يقارب السنة حصل شجار مع صديقي المقرب، واستمرينا على هذا المنوال ما يقارب ثمانية أشهر، وبعد الثلاثة أشهر الأولى حصل لي تنميل في فروة الرأس، وألم شديد في أعلى البطن.

علماً بأني راجعت المستشفى، وأوضحوا لي بأني سليم، والحمد لله، لكن الألم استمر ما يقارب شهرين أو أكثر بقليل، وراجعت
المستشفى، وعملت منظارا سفليا، فتأكد الطبيب بأني سليم.

استعملت دواء لم يصفه لي أحد وهو السركوسات المطور 25 وزال الألم ولله الحمد ولكني أعاني من دوخة مستمرة وضغط شديد في الأذنين، وضيق في النفس، وبالتحديد عندما أخرج خارج البيت!

أصبحت أخاف عندما أخرج من البيت، وأحس بأنني سأموت، ساءت حالتي، وأصبحت سجين البيت، وعندما أخرج خارج البيت يصيبني ضيق تنفس شديد، ودوار، أنزعج وأقلق وأعود إلى البيت، علماً بأن حالتي تحسنت، وانتكست من جديد، وأنا مقبل على الزواج، ولا أريد أن أظلم زوجتي بهذا الزواج.

أرجو منكم تشخيص حالتي، ووصف أي دواء ترونه مناسباً لي، وتحديد الجرعة والوقت المناسب لتستقر حالتي، ولكم مني كل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكرك لك التواصل مع إسلام ويب.

هذه الحالة التي حدثت لك بعد هذا الخلاف مع الصديق، هي حالة قلق نفسي مصحوبة بالمخاوف، والمخاوف التي تعاني منها تسمى بالمخاوف الاجتماعية البسيطة.

هذا التغير النفسي مرتبط بهذا الخلاف مع الصديق، وهذا يدل على حسن خلقك، وأنك تأثرت لا أقول بالخصومة، ولكن عدم التوافق بينك وبين صديقك، فيظهر أنك رجل حساس، وتكونت لديك تبعات نفسية سلبية، وعليه أسأل الله تعالى أن تكون الأمور قد عادت بينك وبين صديقك، وأصبحت على خير يرام.

لهذا أخي الكريم: يحثنا ديننا الإسلامي الحنيف على حسن العلاقة مع الآخرين، وأن لا نخاصم، وأن نتحمل الأذى، وأن نساند بعضنا البعض فيما نتفق فيه، ويعذر بعضنا البعض فيما نختلف فيه، هذا نوع من التربية الإسلامية الراقية جدا، وأنا أعتبرها نوعا من التربية الوقائية لتطوير النفس البشرية نفسيا وسلوكيا واجتماعيا.

من جهة أخرى أقول لك إن علاج حالتك علاج بسيط، لأنها بسيطة والعلاج يتكون من علاج دوائي، وعلاج نفسي، وعلاج اجتماعي.

العلاج الدوائي هو الأدوية المضادة للمخاوف، ومنها الزيروكسات، وهو دواء جيد، ولكن يعتبر عقار سبرالكس أفضل، وذلك حسب دراسات كثيرة أشارت لذلك.

لذا أنصحك بتناول السبرالكس بجرعة 10 مليجرام تناولها ليلا بعد الأكل لمدة شهرين، بعد ذلك ارفعها إلى 20 مليجرام يوميا لمدة 3 أشهر، ثم خفضها إلى 10 مليجرام لمدة 6 أشهر، ثم اجعلها 5 مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تناول هذه الجرعة البسيطة يوميا لمدة شهر ثم توقف عن هذا الدواء.

هناك دواء آخر نعتبره مدعما ومساعدا لعلاج مثل هذه الحالة، ويعرف باسم سلبرايد، هذا هو اسمه العلمي واسمه التجاري دوجماتيل، تناوله بجرعة 50 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم بعد ذلك 50 مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

يتميز الدوجماتيل أنه مساعد حقيقي للسبرالكس وهو مفيد جدا للأعراض النفسوجسدية، خاصة الشعور بالدوخة والطنين في الأذنين، وإن شاء الله تعالى سوف تتحسن بإذن الله، وتحصل على فائدة كبيرة منه بإذن الله تعالى.

من الناحية السلوكية يجب أن تحقر فكرة الخوف، ويجب أن تصحح مفاهيمك حول نفسك، ولا تقلل من قيمة نفسك، فأنت لست أقل من الآخرين في أي شيء، والحمد لله لديك الوظيفة ولديك الأسرة ومقبل على الزواج.

هذه أخي الكريم أمور إيجابية، وفي نفس الوقت أؤكد لك أن المخاوف التي تشعر بها وتجعلك تحجم على التفاعل من الآخرين هي مشاعر لا يحس بها الآخرون، لا أحد أبدا سوف يلاحظ أنك مضطرب أو أنك تتلعثم أو سوف تسقط أرضا، أو أنك تفقد السيطرة على الموقف، أو شيء من هذا القبيل، هذه كلها أعراض نفسية خاصة بك ولا يشعر بها الآخرون.

من العلاجات النفسية المفيدة جدا التواصل الاجتماعي، فهو ذو فائدة في أمور الدين والدنيا، أيضاً الصلاة في المسجد في الصف الأول تفيد الناس في القضاء على الخوف الاجتماعي، فالإنسان يحس بالطمأنينة ويجد نفسه يتفاعل مع مجموعة طيبة من الناس.

حضور حلقات التلاوة ومجالس العلم ومشاركة الناس في مناسباتهم الاجتماعية فيها خير كثير، وكذا صلة الرحم..هذه كلها علاجات سلوكية جيدة.

أن تطور نفسك أيضا في عملك ووظيفتك، وتحسن من مهارتك، هذا علاج سلوكي واجتماعي فاحرص عليهما.

أود أن أضيف أن ممارسة الرياضة تعتبر أمرا جيدا ومفيدا، وكذلك تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تحرص على كل هذه الرزمة العلاجية، وأنا على ثقة كاملة أن ما بك سوف يزول تماما، وسوف تقدم على الزواج وليس هناك ما يمنعك منه أبدا، فالزواج مودة وسكينة ورحمة.

وأسأل الله تعالى أن نسمع عنك أخبارا طيبة وأن يشفيك وأن يعافيك، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً