الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق لي سؤال الخاطب عن سبب الطلاق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقدم لي شخص مطلق، فهل يجب أن أسأله عن سبب الطلاق؟ وإن ذكر سبباً عاماً مثل عدم التفاهم، فهل يفضل أن أطلب التفاصيل بحجة أنه قد يكون لدي نفس المشكلة مثلاً؟ أم هل يكفي سؤال أهلي عنه إذا تبين أنه شخص محافظ على صلاته، وذو خلق حميد؟

علما بأن السؤال عنه سيكون عن طريق أهلي في المسجد الذي يذهب إليه، وفي عمله، وربما لن أتمكن بهذه الطريقة من معرفة سبب الطلاق.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلاً بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين به في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما سألت عنه أيتها الفاضلة فإن الإسلام قد حدد لنا طريقاً أساسياً لقبول المتقدم من عدمه، وهو الدين والخلق، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فإذا كان المتقدم ممن يخاف الله عز وجل، وصاحب خلق رصين، فهذا أساس البناء الزوجي الصحيح.

بقي هناك موضوع معرفة علة الطلاق، وهذا من حقك ضماناً لسير العملية الزوجية سيراً طبيعياً، وأتصور أن معرفة الأمر منه أو سؤاله يعود إلى أمرين:

1- طبيعة شخصيته.

2- طبيعة سبب الطلاق ذاته.

أما طبيعة شخصيته فقد يكون رجلاً كتوماً لا يحب أن يتحدث فيما مضى من حياته، وقد يكون رجلاً منفتحاً يحب أن يخبر زوجته بما يجنبه ويجنبها آفات السير غير المعتدل، والرجل بطبيعة حاله يتوقع أن تسأله المرأة الثانية عن الأولى، وعن طبيعة العلاقة التي كانت بينهما.

الأمر الثاني: طبيعة سبب الطلاق فقد يكون عدم توافق أو شيئاً أكبر من ذلك أو أقل.

ولذلك أرى أن تتبعي ثلاثة أمور:

1- أن تتأكدوا من دين الرجل وخلقه، وأشركوا في السؤال جيرانه من الصالحين فهم أدرى الناس بطبيعته.

2- ألا تبادريه بالسؤال، بل عليك أن تعطيه مقدمات تعريفية حقيقية عن نفسك، وأن تسأليه ما يحب منها وما يكره، وما ينبغي أن أتجنبه وما ينبغي أن أفعله، هذا بدوره سيدفعه إلى الحديث عن طبيعته، وساعتها قد يتطرق إلى الأمر من غير أن تسألي عنه.

3- إذا التبس عليك الأمر ولم تفلح تلك الطرق مع الاطمئنان إلى دينه وخلقه، فقولي له: أنا أتمنى أن أعيش معك سعيدة، وأن أسعدك، وأعلم أن لكل حياته الخاصة، والذي كان بينك وبين طليقتك ليس من حقي اقتحامه أو الولوج فيه، ولكني أخشى أن أفعل بعض ما تكره دون علمي أنك تكرهه فأقع فيما لا أحب ولا تحب، ومن هذا المنطلق سأسألك ولك أن تجيب أو تمتنع، ولكني أريد أن أطمئن على سير حياتنا.

أتصور بهذه الطريقة سيجيبك إن كان الأمر خاصاً به وليس فيه ما يسيء إلى طليقته، أو يخبرك إجمالاً بأنك من كنت أريد دون تفصيل، وعليك إذا قال ذلك ألا تبادريه بالسؤال مرة أخرى، بل اهتمي بمستقبلك.

وفي الختام أوصيك بصلاة الاستخارة، وكثرة دعاء الله عز وجل، والتمسك به، واعلمي أن الله لا يضيع عبده ما احتمى به.

نسأل الله الكريم بمنه وفضله أن يرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً