الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشاكل نفسية عديدة فما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع، والذي أصبحت أثق فيه كثيرا، لشموله والاتزان والصراحة في الإجابات، فلا أبالغ إن قلت إني تصفحت نصفه، فلكم مني فائق الاحترام.

أنا أعاني من رهاب، وهو ارتباك بسيط عند التحدث مع الآخرين، أو عندما أكون محط أعين الحاضرين وتركيزهم، لست أكره، ولكني لا أحب أن أجتمع بالآخرين.

أشعر ببعض نوبات اكتئاب وقلق وخوف من لا شيء، ففي أوقات أشعر بتفاؤل عجيب، وأوقات أشعر بأن الدنيا ليس لها طعم، حتى أهدافي العظمى تصبح لا شيء وأقول في نفسي، وماذا بعد؟ وبعض الأوقات أتمنى فقط أن أعرف مصدر قلقي كي أنزعه من حياتي بأكمله.

أضف إلى ذلك عدم الشعور بالاستقرار النفسي، وشعور بعض الأحيان "بالدونية" وأشعر بداخلي أني شخص جريء جدا جدا، وبالرغم أني أبدو في بعض المواقف جريئا، وخصوصا أني أتحدى نفسي، وخوفي في بعض المواقف "أسلوب المواجهة" إلا أنني أعتبر نفسي خجولا بالنسبة للجراءة التي أشعر بها في داخلي وعندما اختلي بنفسي.

مؤخرا أصبحت لا أستطيع النظر في أعين الآخرين، وأصبحت حركاتي غير متزنة، (من ناحية السلام والنظرات) ففي أوقات أقابل شخصا قريبا وأعامله بسطحية، وأحيانا شخص لا أعرفه وأعامله بجرأة، فمن يمشي معي دائما يشعر بتقلبات مزاجي، وهي مثل ارتفاع وانخفاض في الثقة بالنفس، في أوقات أكون مندفعا وفي أوقات أشعر بالعكس تماما.

بالإضافة إلى أني أصبحت وحيدا إلى حد ما، فلا أستطيع أن أكسب الأصدقاء بسهولة، وهذا يؤلمني جدا جدا.

منذ ما يقارب 6 سنوات وأنا أحارب هذه المشكلة، ولكن أعتبر نفسي الآن في أفضل حالتي، نظرا لاستقلالي بشخصي بعيدا عن الأهل, والتقرب إلى الله أكثر مما مضى، ووضعي الدراسي، حيث أن أغلب أساتذتي يجمعون على درجة ذكائي العالية، وسرعة بديهيتي، -ولله الحمد والمنة-.

اكتشفته مؤخرا وقرأت عنه كثيرا دواء "السيبرالكس" فهل هو مناسب لحالتي؟ فقد بدأت استخدمه منذ 4 أيام بجرعة 5mg ولا أشعر بأي شيء، فما هي الخطة المناسبة للعلاج؟ مع العلم أنني لم أستشر طبيبا معينا لتواجدي بدولة أجنبية ولكنني قرأت كثيرا عنه.

سؤالي الأخير: أنا لدي "أنيميا الفول" عندما كنت صغير جدا، ولا يوجد أعراض الآن سوى أني أشعر بدوخة في حالة نهضت فجأة مع ضباب بسيط، أو إذا ركبت سيارة ولم أنظر إلى الأمام، تأتيني أيضا دوخة وشعور بالغثيان.

جرحت قبل أسبوع، وكان لون دمي فاتحا جدا، حتى إني شعرت بأنه عصير أو صبغة، فما هي نصيحتكم، وهل يضرني السبراليكس في هذه الحالة؟

وفقكم الله وجزاكم خيرا كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأنا أشكرك كثيرًا، لأنك قد عرضت مشكلتك، وفي الوقت ذاته عرضت الحلول، فالحالة النفسية من رهاب ومخاوف وشعور بعسر المزاج قابلتها أنت -الحمد لله تعالى- بشعورك بتأكيد ذاتك، وتقربك إلى الله تعالى، وتحسن الوضع الدراسي، هذه كلها دعائم وركائز ممتازة من أجل العلاج والتأهيل والتعافي، فأسأل الله تعالى أن يديم عليك العافية والصحة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أعتقد أنه مهم ومطلوب، والعلاج الدوائي هو: إضافة لتحسّن من رغبة الإنسان في أدائه للتطبيقات السلوكية، والسبرالكس يتميز أنه دواء سليم وفعال جدًّا، وهو لا يتعارض مع أنيميا الفول، وأحد الأشياء التي تميز هذا الدواء بجانب فعاليته هي سلامته، وأعتقد أنك محتاج للدواء بجرعة صغيرة، وهي خمسة مليجرام يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجد فيه خيرًا كثيرًا.

سؤالك حول شعورك بالدوخة في حالة النهوض المفاجئ، هذا ناتج من انخفاض فسيولوجي حميد في ضغط الدم، هذه الظاهرة معروفة جدًّا، لذا أقول لك: حاول أن تنهض بشيء من التؤدة، وبالنسبة لشعورك بالغثيان حين تركب السيارة إذا لم تنظر إلى الأمام، هذا من وجهة نظري أيضًا ناتج فقط من التأثير العصبي على الجهاز السمبثاوي، وهي تعتبر أيضًا حالة بسيطة وحميدة، ولا علاقة لها أبدًا بأنيميا الفول.

سيكون -أخي الكريم- من الجميل أيضًا أن تُجري فحوصات عامة، تأكد من مستوى الهموجلوبين لديك، الدم الأبيض، مستوى السكر، هذه أسس جوهرية حقيقة للتأكد من كمال الصحة الجسدية -إن شاء الله تعالى-، وأيضًا قم بقياس ضغط الدم لتكون مطمئنًا.

حالتك -أخي الكريم- حالة واضحة، فقط طبق التطبيقات السلوكية التي أنت تداوم عليها الآن، هذا أمر جيد، وتناول الدواء بالصورة التي وصفناها لك، وكذلك اجر الفحوصات الطبية الأساسية، وهذه تحتاج فقط لمقابلة طبيب الأسرة ولا تحتاج أبدًا لمقابلة أي طبيب في تخصص آخر.

ولمزيد من الفائدة يراجع العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اخوك في الله

    السلام عليكم اخي في الله احييك ع سردك للمشكله وتقربك وتوجهك لله ولكن اخي اشعر انك لست بحاجه الي اي ادويه نفسيه ولكن اضطربات المزاج الدي لديك ماهي الا تربص الشيطان بك وسيطرته ع مزاجك فعليك برقيه ربما تكون محسود لا اعلم فانت ذكي وفطن وممكن ان يكون من حولك يخبئ لك الحقد ويضمر الحسد والغيره فانتبه اخي وفقك الله لما تحبه فانا ايضا اعاني مثل ماتعاني منه ارجو من الله ان يصلك جوابي وشكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً