الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضعف عام وخمول ونزف دم بعد البراز، فهل ما أعانيه مرض القولون؟

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله عنا خير الجزاء.

أنا عمري 26 سنة، أعاني من تعب عام وخمول شديد، وقبل شهرين تقريباً صار عندي نزف بعد التبرز وبقيت في الفراش لمدة أسبوعين، وفقدت الشهية، وكنت لا أقوى على الحراك، ولكن بعد أن خفت هذا الأعراض بدأت أعاني من خمول وتعب من أقل مجهود، وضعف بالشهية، ووزني قل، وقمت بإجراء منظار للمعدة فتبين أني أعاني من قرحة الاثني عشر.

علماً أني أعاني من القولون العصبي أيضا، ولكني الآن أشكو من إجهاد مستمر، وآلام في جميع أجزاء البطن، خصوصا عندما أنحني، وكذلك رائحة البراز كريهة جدا، وأعاني من إمساك متواصل، وعندما أستيقظ في الصباح أشعر بتكسير في جسمي، ومناعتي ضعيفة جداً، وقمت بإجراء تحاليل للكبد والكلى ونسبة الدم، وكلها سليمة، فهل أعاني من ورم بالقولون كوني قد نزفت دما بعد التبرز، وما تشخيصكم للحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حاتم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن المهم معرفة طبيعة ولون النزف، فقد تم إجراء منظار للمعدة، فلا بد وأن البراز كان لونه أسود مثل القطران، فالنزف من المعدة والاثني عشري والجزء العلوي من الأمعاء يسبب أن يكون لون البراز أسود تماما إن كان من القولون، فإن كان النزف من أسفل القولون أي من المستقيم ونهاية القولون فيكون لونه أحمر، وإن كان من الشرج بسبب بواسير فيكون لونه أحمر قانيا، ويكون مغلفا للبراز، أما إن كان من الجزء العلوي من القولون فيكون ممزوجا بالبراز.

ومن المهم أيضا معرفة إن كانت القرحة في الاثني عشري كانت نازفة، أي أن هناك دما في المعدة أثناء المنظار، فهذا يدل على أن النزف من المعدة أو الاثني عشري، وقد يشكو الإنسان من قرحة إلا أن النزف يكون من مكان آخر.

وعادة ما يكون الدم أثناء النزف طبيعي إن كان النزف قليلا، وبعد عدة أيام فإن التحليل يظهر مدى نقص الدم عنده، لذا يجب إعادة تحليل الدم بعد عدة أيام، وإن لزم أعطي المريض أدوية تحتوي على الحديد لكي يعوض ما فقد من الدم، ويستمر على هذه الأدوية ثلاثة أشهر.

أما ورم القولون فلا يعطي نزفا ظاهرا، وإنما يؤدي إلى ما نسميه بالنزف الخفي، أي لا يظهر إلا بفحص الدم الخفي في البراز، وأعراضه تختلف باختلاف مكانه، ففي الجزء النازل منه يسبب الإمساك، وفي الجزء الصاعد يسبب فقر الدم، ونادرا ما يعطي الأعراض التي تشكو منها.

يجب إعادة تحليل الدم للتأكد من نسبة الدم، فقد يكون فقر الدم هو المسبب للأعراض التي تشكو منها، ومن ناحية أخرى فإن كنت تتناول حبوب الحديد فإنها تسبب الإمساك.

ونقص الدم بعد النزف قد يسبب الدوخة عند الانحناء بسبب انخفاض الضغط في وضعيات معينة.

لم تذكر ماذا تقصد بأن مناعتك ضعيفة جدا؛ لأن نقص المناعة يصيب الإنسان بالتهابات متكررة في الجهاز التنفسي أو في الدم أو في أماكن أخرى من الجسم، وأما الخمول والتعب فهذا ليس بالضرورة معناه نقص المناعة.

ومن ناحية أخرى قد يكون سبب هذه الأعراض هي الأدوية التي تعطى للقرحة؛ ولذا يجب مراقبة الأعراض، فإن اختفت بعد التوقف عن هذه الأدوية فتكون هي السبب.

أما إذا استمرت فيجب أن تراجع طبيبا مختصا بالجهاز الهضمي لتقييم الوضع وفحصك، وإجراء ما يلزم حسب ما يراه الطبيب بعد الفحص الطبي وإجراء التحاليل.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً