الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نزول المذي بشكل كبير جداً، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

منذ أن بلغت وأنا أعاني من هذه المشكلة -المعروف أن المذي ينزل من الإنسان الطبيعي عند التفكير بشهوة للأسف أنا أجده دائماً-: بعد النوم، بعد القيام بأي مجهود، لعب كرة، جري، حمل الأثقال، أصبحت حياتي صعبة جداً: فالصلوات تفوتني، ولا أستطيع في وقت أن أنام إلا إن ضمنت أني أستطيع أن أغتسل, وذهبت لدكتورين كلاهما قال: إنه لا يوجد لدي أي مشكلة، وحل مشكلتي هي الزواج، لكني لم أقتنع -حقيقة- بكشفهما.

لعل الله أن يكتب الشفاء على يديكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنزول إفرازات مع النوم والرياضة قد يعني وجود التهاب بالبروستاتا، وليس شرطاً أن يكون هذا مجرد مذي فقط أو مجرد احتقان بالبروستاتا؛ نتيجة التعرض لمثيرات جنسية دون إشباع جنسي كامل- كما يحدث في الزواج- وبالتالي يكون هذا السائل ما يُعرف بالودي، لذا أرى أفضلية عمل تحليل لسائل البروستاتا إذا أمكن ذلك، وفي حال صعوبة ذلك عليك بالتواصل معنا كي أوضح لك بعض العلاجات البسيطة التي -بإذن الله- تقلل هذه الأمر.

انتهت إجابة الدكتور/ إبراهيم زهران أخصائي الأمراض التناسلية والذكورة/ وهذه إجابة المستشار الشرعي الشيخ/ أحمد الفودعي:

نشكر لك تواصلك -أخي الحبيب- مع إسلام ويب، ونحن ننصحك بأن تتبع النصائح الطبيبة التي أرشد إليها الطبيب، فإن الله -عز وجل- ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.

أما من الناحية الشرعية وحكم الطهارة والصلاة في هذه الحالة، فالجواب أن الله -عز وجل- لم يجعل عليك في دينك من حرج، ورفع عنك المشقة, ولا يكلفك إلا ما في وسعك، فإذا كان هذا السائل الذي ينزل منك لا ينقطع عنك في وقت الصلاة زمنًا يكفي لأن تتطهر وتصلي صلاة بطهارة كاملة فأنت من أصحاب السلس، وإذا كنت من أصحاب السلس فإن الواجب عليك هو أن تتطهر بعد دخول وقت الصلاة، ثم تتوضأ وتصلي بهذا الوضوء الفرائض وما شئت من النوافل، حتى يدخل وقت الصلاة الأخرى أو يخرج وقت هذه الصلاة، فإذا خرج الوقت تحتاج بعد ذلك إلى وضوء للصلاة الأخرى، وهكذا، فتتوضأ في وقت كل صلاة فتصلي، ولا يضرك إن نزل شيء منك أثناء صلاتك، فأنت معذور، وهذا ما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- المرأة المستحاضة الذي ينزل منها الدم ولا ينقطع، وهكذا ألحق العلماء من كان عذره مثلها.

هذا كله إذا كان لا ينقطع عنك وقتًا يكفي لأن تتطهر ثم تصلي، أما إذا كان ينقطع عنك زمنًا يكفي لأن تتطهر وتصلي فمن الواجب عليك أن تنتظر ذلك الوقت ما دام ينقطع عنك، فإذا جاء هذا الوقت تطهرت وصليت بطهارة كاملة، وإذا كنت صاحب حالة غير منتظمة، بمعنى أنه ينزل منك هذا السائل خلال وقت الصلاة لكن ليست لك عادة منتظمة فلا تعلم هل ينزل الآن، بعد قليل، أو لا ينزل، فأنت في هذه الحالة أيضًا صاحب سلس، فعليك أن تتوضأ وتصلي لكل صلاة كما ذكرنا من قبل.

الخلاصة أنه: إما أن تكون عارفًا عالمًا بأنه سينقطع عنك وقتًا يكفيك لأن تتوضأ وتصلي فالواجب في هذه الحالة أن تنتظر لذلك الوقت فتتوضأ وتصلي.

وإما أن تكون عالمًا بأنه يستمر النزول ولا ينقطع ففي هذه الحالة عليك أن تتطهر بعد ذلك في وقت الصلاة وتتوضأ وتصلي ولا يلزمك غير ذلك.

والحالة الثالثة هي: أن يكون النزول غير منتظم فينزل وينقطع، فأنت في هذه الحالة أيضًا صاحب سلس، عليك أن تفعل مثل ما أرشدناك إليه.

نسأل الله تعالى لك العافية، وأن ييسر لك الخير كله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر سليمان

    شكرا لكم اجابة مفيدة
    وفقكم الله لما فيه صلاح وخير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً