الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قررت تناول أدوية نفسية أرجو ابداء رأيكم فيها

السؤال

السلام عليكم.

السيد الدكتور / محمد عبد العليم، وفقك الله وأعاد عليك هذه الأيام المباركة بكل نجاح وتقدم.

لدى استفسار أرجو أن يتسع وقت سيادتكم للنظر فيه.

أصبت منذ بضعة سنوات بمرض القلق ونوبات الهلع، ومررت في فترة العلاج بالعديد من الأدوية، والان تحسنت الحالة نوعا ما، ولكن طول فترة العلاج أصابني باكتئاب شديد في الفترة الأخيرة.

وقررت بناء على بعض نصائح قدمتها سيادتك لحالات شبيهة أن أتناول دواء مودابكس ( سيرترالين ) بجانب دواء ديباكين.

( وهو من الأدوية القديمة التي أتناولها كمثبت للمزاج ومهدئ ) ولكن دواء مودابكس وعلى قدر فعاليته الملحوظة في تحسين الاكتئاب أصابني بأرق شديد وفقدان للشهية، وببعض من البحث عرفت أن دواء تريتيكو ( ترازودون ) يحسن الأرق وكذلك يفتح الشهية، واخترت لنفسي وصفة أود من سيادتكم إبداء الرأي تجاهها وهي كالتالي:

1- مودابكس حبة واحدة صباحا.
2- ديباكين 200mg حبة صباحا وحبة مساء.
3- تريتيكو 50mg حبة صباحا وحبة مساء.

أرجو من سيادتكم التكرم بالنظر في هذه الوصفة، هل تصح أو يوجد تعارض فيما بينها، وإذا وجد تعارض فبماذا تنصح سيادتك سواء بتعديل الجرعات أو تغيير نوعية الدواء؟
وشكرا مقدما على سعة صدركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المصري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنشكر لك كثيرًا تواصلك مع إسلام ويب، وثقتك في شخصي الضعيف، ونسأل الله تعالى أن يعيد علينا وعليك هذه الأيام الطيبة بالخير والبركة.

فيما يخص العلاج الدوائي لابد أن نطبق المبادئ والأسس العلمية الرصينة، ومن أهم هذه الأسس هو أن يختصر الإنسان عدد الأدوية التي يتناولها بقدر المستطاع، لكن أي دواء يتناوله يجب أن يكون بالجرعة الصحيحة وللمدة المطلوبة، وأن يكون هنالك التزامًا قاطعًا بتناول العلاج في وقته.

بالنسبة للمودابكس: أنا أتفق معك تمامًا أنه ربما يزيد درجة اليقظة لدى بعض الناس، وإن كان معظم الناس يقولون أنه قد حسّن من نومهم.

الترازدون دواء قديم، لكنه دواء جيد جدًّا لعلاج الاكتئاب النفسي، كما أنه محسن للنوم ومحسن للشهية للطعام. الترازدون لديه عيب واحد وهو أنه في حالات نادرة ربما يؤدي إلى انتصاب مؤلم لدى الرجل، هذا الانتصاب يكون انتصابًا مستمرًا ولفترات طويلة، هذه الحالات نادرة لكنها قد تحدث، وودت من الواجب أن أنبهك لها. هذه العلة أساسية حول هذا الدواء وإن كانت هذه الحالات قليلة الحدوث، وغالبًا لا تحدث مع الجرعات الصغيرة.

الأمر الآخر هو أن المودابكس ينتمي إلى مجموعة تعرف بمثبطات استرجاع السيروتونين بصورة انتقائية، والترازدون يمكن أن نقول أنه شبيه لدرجة كبيرة لمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وإن كان هنالك درجة بسيطة من الاختلاف ما بينه وما بين هذه المجموعة من الأدوية، والنصح الطبي العام هو أن لا نعطي مثبطات استرجاع السيروتونين مع مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وإذا كان لابد ومن الضروري إعطاء المجموعتين مع بعضهما البعض فيجب أن تكون الجرعات صغيرة.

لذا يا أخي الكريم وكنوع من التحوط والتطبيق العلمي الصحيح أود أن أقترح عليك الآتي:

تناول المودابكس بجرعة خمسين مليجرامًا في الصباح، وتناول التريتكو – وهو الترازدون – بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً. الخمسين مليجرامًا سوف تكون كافية جدًّا من وجهة نظري فيما يخص مساعدتك في علاج الاكتئاب وكذلك تحسين النوم، وفي نفس الوقت نكون ضمنا إن شاء الله تعالى أنه لن يحدث أي نوع من التفاعل السلبي ما بين الترازدون والمودابكس حسب ما أوضحت لك سابقًا.

بالنسبة للدبكين: أنا أفضل أن تتناول الدبكين الذي يعرف باسم (دبكين كرونو) تناوله حبة واحدة من فئة خمسمائة مليجرام، وتناولها ليلاً.

إذن بهذا نكون قد اختصرنا العلاج بصورة جيدة وإيجابية وعلمية جدًّا، فتناول التريتكو ليلاً ومع الدبكين كرونو بجرعة خمسمائة مليجرام ليلاً، وهذه كافية جدًّا، وتناول المودابكس بمعدل حبة واحدة في الصباح.

أعتقد أن هذا أفضل لك وأجود، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

لا أريدك أبدًا أن تستاء من طول مدة العلاج، فإن شاء الله تعالى تستفيد من هذه التركيبة العلاجية، فقط عليك الصبر عليها، والاستمرار عليها، فكثيرًا ما تظهر فعالية الأدوية الحقيقية بعد فترة من الزمن قد تمتد إلى أشهر.

ونصيحتي الأخرى لك يا أخي هو أن لا تنسى الآليات العلاجية الأخرى، وأقصد بذلك الآليات السلوكية من تفكير إيجابي، وإدارة جيدة للوقت، وتغيير نمط الحياة، وتطوير المهارات الاجتماعية، وأن تكون دائمًا في معية الله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر حلمى علام

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً