الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس أني أرى الأشياء كالحلم وأنها غير واقعية.. فما السبب والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 21 سنة متضايق كثيرا من موضوع يحدث لي من زمن، أحس أني أرى الأشياء كالحلم، وأنها غير واقعية مع إني أحس وأعرف كل ما هو أمامي لا أعرف ما يسمي هذا.

أنا بطبعي هادئ، وأتضايق من هذا الأمر، وأنزعج منه كثيرا، وأدعو ربي ليلا ونهارا يخلصني منها، وكثيرا ما أحلم أني ذهبت إلى السوق، وألاقي أناسا كثر سواء في المطعم أو أي مكان آخر، وألاحظ إضاءة كثيرة، وعندما يشرح الأستاذ ووراءه يكون الجدار لونه أبيض لا أركز أبدا، وأشعر أنه موجود أتمنى أن أعرف العلاج.

أنا إنسان تعبت نفسيا من الناس، مرة بسبب أن صوتي ناعم قليلا، وأنا من النوع الهادئ، جاءت فترة كانوا يشبهوني بالنساء والبنات بسبب صوتي، وتأثرت بداية كثيرا، وكنت أستحيي أتكلم أمام الناس، أما الآن الحمد لله أحسن، وأتمنى أن تفيدوني كيف أقدر أغير صوتي، وجزاك الله خيرا، والله يفرحكم دنيا وآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن فحوى شكواك الرئيسية يدل على أنك تعاني من حالة قلقية، والقلق له عدة أنواع، وقد يظهر في صور متعددة ومختلفة.

أحد مظاهر القلق هو أن يحس الإنسان كأنه في وضع غير طبيعي، وضع متغير فيما يخص مشاعره واستقباله للعالم من حوله، والبعض يصفها بنوع من التغرب عن الذات، والبعض يصفها كأنه في حالة حلم، أو شيء من هذا القبيل.

إذن هذا كله نوع من القلق النفسي، وربما يكون القلق لديك مرتبطا أيضًا بما نسميه بدرجة بسيطة من الخوف أو الرهاب الاجتماعي، فيظهر أن تفاعلاتك الاجتماعية فيها شيء من الخلل، وأنت مطالب بأن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن تتجاهل هذه الأعراض، وأن تتواصل مع الآخرين.

نصيحتي لك أيضًا هي: أن تمارس الرياضة، وأن تحضر حلقات العلم والدروس، وأن يكون لك وجود اجتماعي - هذا مهم جدًّا - وعلى النطاق الأسري كن مشاركًا في قرارات الأسرة، لا تقبل بالتهميش أبدًا، صل أرحامك، أكثر من الاطلاعات المفيدة، هذا أيضًا يزيد من مهاراتك المعرفية والاجتماعية مما ينتج عنه المزيد من الثقة في بالذات.

فيما يخص موضوع أن صوتك ناعم، وأنهم كانوا يشبهونك بالنساء في فترة من الفترات، هذا يا أخي الكريم أمر يجب أن تتجاهله تمامًا، ما دمت أنت رجل تفعل أفعال الرجال، وتتصرف تصرفاتهم، وليس لديك أي مشكلة هرمونية حقيقية فيما يخص هرمون الذكورة فيجب أن لا تنشغل بهذا الموضوع أبدًا.

أما إذا كان لديك تأخر في البلوغ أو أن العلامات الثانوية للبلوغ مثل نمو شعر العانة والإبطين وشيء من هذا القبيل، إذا كان لديك أيّ من هذا فأنا أنصحك بأن تتواصل مع طبيب مختص في الغدد أو الذكورة، وسوف يقوم الطبيب بإجراء تحاليل طبية، هذه التحاليل تشمل معرفة مستوى الهرمونات المختلفة، خاصة هرمون النمو وهرمون الذكورة، وهي فحوصات بسيطة جدًّا.

أرجو أن لا تنزعج لكلامي هذا، فهو كلام افتراضي، لأنه يقوم على أساس إذا كان لديك أي مؤشرات تدل على تأخر البلوغ، أما إذا كان البلوغ لديك مكتمل ويأتيك الاحتلام وهذه الأمور، فالحمد لله تعالى أنت لست في حاجة لأي إجراءات، ويجب أن تبني انطباعات إيجابية عن نفسك، وأن تفعل أفعال الرجال - هذا مهم جدًّا - وأن تكون صداقاتك مع الطيبين والخيرين والفعالين من الناس، وأن يكون لك حضور ووجود على مستوى الأسرة، وهذا كله كما نصحناك يأتي من خلال تطوير المهارات الاجتماعية والمعرفية.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ولا أعتقد أنك محتاج لأكثر من ذلك، إذا زاد عندك موضوع القلق وشعورك بهذه الحالات التي تدل على وجود التغرب عن الذات أو ما يسميه بالاضطراب الأنية من الدرجة البسيطة، هنا يمكن أن تتناول دواءً مضادا للقلق، دواء بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (ديناكسيت) وهو متوفر في الأردن، يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة في الصباح لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم حبة واحدة صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • Ashraf

    شكرا لكم نعم إنه قلق

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً