الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقاتي سطحية وليس لي أخت حميمة أو صديقة، فأرجو النصيحة.

السؤال

السلام عليكم

ما هي مشكلتي؟

عمري 32 أتذكر عندما كنت طفلة عندما يقول لي أحد أحبك يا صغيرتي أتضايق وأفتعل أموراً أجعله يكرهني بسببها، وما تركت أحداً يحبني.

ليس لي صديقة حميمة أو أخت حميمة، وكل علاقاتي سطحية حتى لو كان هناك من يفرض نفسه ليصبح عزيزا علي فأنا أسلك معه نفس الوتيرة حتى ييأس مني، لم يعد الأمر بإرادتي، فما هو السبب، وهل هذا مرض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كم وددت أن أعرف أكثر بكثير عن طبيعة خلفيتك وطبيعة علاقتك بوالديك، وخاصة أنك قلت أن هذه المشكلة تعود لطفولتك الأولى.

من خلال هذه المعلومات لا أقول أن هذا مرض نفسي، وإنما هو بالتأكيد "مشكلة" أو صعوبة وتحديث نفسي.

أعتقد أن هذا الأمر الذي وصفت يعود لشيءٍ أساسي في حياة الإنسان، وهو ما نسميه "تقدير الذات" واحترام هذه الذات.

وينشأ تقدير الذات من طبيعة تربية الأبوين ومن ثم دور المدرسة، وفي النتيجة يشعر الإنسان بقيمته واحترامه لنفسه، وقد وجد أن الإنسان الذي ينشأ في جوّ محبّ يقدم له العطف والرعاية فإن هذا الإنسان يصبح أكثر إيجابية وأكثر تفاؤلا، وأكثر تطلعا للتواصل مع الناس، ويستقبل الحياة بكل حماس ورغبة، وبالعكس فالطفل الذي ينشأ في بيئة غير محبة وغير حنونة فقد ينخفض عنده تقديره لذاته، وبالتالي يفضل الابتعاد عن الناس، وعدم الرغبة بالتواصل معهم.

ومن هنا نجد الله تعالى يخبرنا "ولقد كرّمنا بني آدم" ليشعرنا تعالى بأن لنا قيمة، ويقول لنا أيضا "وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض" وهذا أيضا ليزيد عندنا احترامنا وتقديرنا لأنفسنا، فما العمل الآن؟

أعتقد أن الأمر يبدأ بتصحيح موقفك من نفسك، بأن تعززي من تقديرك لنفسك، وتزيدي من هذا الاحترام، نعم أنت لا شك تقدرين بعض الناس في حياتك، ولكن لا تنسي نفسك أنت، والرسول الكريم يقول: "إن لنفسك عليك حقّ" أي أن الإنسان لا يهمل نفسه، وإنما يقدرها حق قدرها.

إن حصل هذا فستجدين أن ثقة بنفسك أكبر، مما يعطيك الجرأة والشجاعة والرغبة في لقاء الآخرين والتواصل معهم، بل ستجدين متعة من التواصل مع الناس، وما ذلك إلا لشعورك بقيمتك الذاتية، حفظك الله ورعاك.

أعتقد أن هذا من شأنه أن يبدأ بإصلاح الحال، وقد يأخذ بعض الوقت بسبب طول مدة السلوك السابق، وإذا طال أكثر مما تحبين فيمكنك مراجعة أخصائي نفسي قريب من سكناك، فلعل هذا يفيد في تسريع هذا التغيير، وأرجو أن تخبرينا عن تطور الأمور.

نشكر لكِ تواصلك مع إسلام ويب، ومن الله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً