الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما هممت وتحمست لعمل مشروع يصيبني فتور وأعجز عن اتمامه!

السؤال

مستشاري الكريم:

أنا أحب عمل المشاريع التجارية، وبدأت في دراسة جدوى لأحد المشاريع التي أنوي عملها بإذن الله، ولكن المشكلة أني دائماً أكون في البداية متحمسة جداً، ثم أمر بمرحلة أشعر وكأنه جبل أمامي ولا أستطيع إكمال الموضوع، وينتابني فتور عن الموضوع، ثم في النهاية أتركه.

عشت سنوات وهذا شعوري، وأنا حالياً بصدد إنشاء مشروع - بإذن الله - وشعرت بنفس الحماس، وأقوم حالياً بعمل دراسة الجدوى لدى جهة مختصة، لكني بعد ذلك انتابني نفس الشعور، رغم أني عازمة في طريقي ولن أعود للخلف - بإذن الله - لكن أريد أن أفهم هذا الشعور وكيف أتغلب عليه.

شاكرة لكم تعاونكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ العزيزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن افتقاد الحماس والفتور بعد أن يخطط الإنسان لشيء ما ينتج من أن الإنسان قد لا يكون قد وضع مبررات صحيحة لهذا المشروع، أو أنه لم يراع التحديات التي سوف تقابله أو أنه لم يستخر، وهذا سبب له شيئاً من التردد، فأي مشروع من هذا النوع حسب العلوم السلوكية من المفترض أن تكون هنالك مبررات واضحة، هناك مدخلات واقعية، وأركز جدّا على واقعية، لأن هذا هو جوهر الأمر، ومن ثم توضع التحديات التي سوف تواجه هذا المشروع، وفي نهاية الأمر يستطيع الإنسان أن يصل إلى بعض الخلاصات أو المخرجات أو المآلات التي سوف ينتهي عليها المشروع، ولابد لأي مشروع أن يلامس الواقع، أن يكون في حدود إمكانيات الشخص، توضع مقوماته الأساسية، والإنسان قبل ذلك لابد أن يستخير الله تعالى في هذا الموضوع، لأن عدم الاستخارة ينتهي بالإنسان إلى التردد، والتردد يؤدي إلى الشعور بالإحباط، والشعور بالإحباط يؤدي إلى الفشل.

والإنسان أيضًا محتاج لأن يستشير أهل المعرفة، وأنت قطعًا تسلكين هذا الطريق، ما دمت تقومين بدراسة الجدوى عند بيت الخبرة، واستشارة أيضًا من هم من أهلك وأقربائك ومعارفك الذين لديهم أكبر خبرة في هذه المواضيع.

كذلك لابد أن تكون توقعاتك في حدود المعقول، لأن بعض الناس يبدأ يفكر في مشروع ما ويضع توقعات غير واقعية، ولا تكون المبررات ملموسة، ولا يعطي للتحديات التي سوف تواجهه أي حسابات، وهذا بالطبع في نهاية الأمر يؤدي إلى افتقاد الحماس، ويتحول الفكر والطاقات الإيجابية إلى فكر وطاقات سلبية، وهذا يؤدي إلى الفشل.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وبارك الله فيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً