الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأدوية النفسية ومضارها أثناء الحمل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتور: كنت قد أخبرتني أن الأندرال لا تحبذه أثناء الحمل، وأنا أخطط للحمل، أو بالأحرى زوجي يريده، وأنا متخوفة منه لأنني أتناول الأندرال بالأسبوع مرتين حسب الحاجة وسطيا، وأثناء حملي الأخير الذي أجهض كنت أتناوله بنفس الكمية، وطبيبتي على علم بذلك، وأخبرتني أنه لا يؤثر على الحمل نهائيا.

أنا أعيش بحيرة وخوف، كيف أخطط للحمل والأندرال لا زلت بحاجة إليه؟ هل بعد العلاج من القلق ونوباته يعود مرة أخرى؟ يعني الآن أشفى منها شفاء تاما؟ إلى الآن بين الفينة والأخرى عرض واحد من الأعراض الكثيرة يأتيني، مثل دوخة أو ضيق صدر، وخاصة بالسوق، أو رعشة أو جوع فجائي شديد، رغم أنها كانت مجتمعة عندي أثناء مرضي.

ما أقصده هل أفكر بالحمل الآن وعمر ابني سنة وتسعة شهور؟ وهل ستنتهي عني هذه الأعراض كليا؟ وأنا لي سنة كاملة منذ بدء أول نوبة، وتعالجت شهرين بسلبيرد 50 مع الأنديرال وتحسنت كثيرا.

أرجوكم أفيدوني من أجل الحمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالمبدأ العلمي المتفق عليه هو أن يتم تجنب الأدوية في أثناء الحمل، خاصة في مرحلة تخليق الأجنة وهي ثمانية عشر ومائة يومًا الأولى من الحمل، أي الأربعة أشهر الأولى، لكن هنالك حالات يضطر فيها الإنسان لتناول الدواء، وهنا يكون تناول العلاج تحت إشراف الطبيب ويُترك الأمر للطبيب ليتخير الدواء المناسب.

يعرف أن حوالي اثنين ونصف بالمائة من الأجنة غير طبيعية أصلاً، وقد تُولد ببعض الاختلافات الخلقية، لا أحب أن أسميها تشوهات، وهذه النسبة قد ترتفع قليلاً مع تناول بعض الأدوية.

هنالك أدوية أُثبتت سلامتها، ولكن إذا كانت الأم هي من الاثنين ونصف بالمائة اللواتي يُقدر لهنَّ أن تكون الأجنة لديهنَّ غير طبيعية فسوف يكون الدواء هو المتهم، حتى وإن لم يكن السبب، لذا التحوط والابتعاد من الأدوية في المرحلة الأولى هو الأفضل، لكن كما ذكرت هنالك أدوية مشهود لها بالسلامة، وهنالك أدوية لابد من تناولها نسبة لطبيعة المرض الذي يعاني منه الإنسان كارتفاع الضغط أو السكر أو القلب، هذه لابد من تناول العلاج حتى وإن كان هنالك حمل.

أنا أعتقد أن موضوعك بسيط، وأنا قلت لك إن الإندرال لا أحبذه، هذا لا يعني أنه ممنوع أبدًا، فالإندرال حتى جرعة أربعين مليجرامًا في اليوم يمكن تناوله أثناء الحمل، لكن يجب أن يكون هذا تحت المراقبة الطبية وأن تقوم طبيبة النساء والولادة بإجراء فحص الموجات الصوتية لمراقبة تكوين الجنين، وهذه تكون كل أسبوعين أو ثلاثة، هذا هو المبدأ الأفضل، ويمكنك أن تتبعي هذا المبدأ، واحتمال الضرر احتمال ضعيف وضعيف جدًّا، وأسأل الله تعالى أن لا يحدث.

هنالك أدوية أفضل وأكثر فعالية لعلاج القلق، مثل: عقار تفرانيل والذي يعرف علميًا باسم (إمبرامين)، وهو من الأدوية القديمة لعلاج الاكتئاب والقلق، وهو سليم جدًّا أثناء الحمل، بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا مثلاً يمكن أن يتناوله الإنسان، فترة خمسة أو ستة أو سبعة أشهر، ليس هنالك ما يمنع أبدًا.

الإندرال يعالج الأعراض الفسيولوجية ولا يقتلع القلق من أساسه، وهذه حقيقة علمية، ولا نستطيع أن نقول إن الإندرال يجب أن يستعمل لوحده لعلاج القلق، هذا خطأ، لأنه لا يعالج المكون الأساسي للقلق – أي المكون النفسي – ولكنه يعالج فقط المكون الفسيولوجي، والإندرال دائمًا يجب أن يُدعم بدواء آخر أكثر فعالية، وهنالك كثير من الأدوية التي لا تحتاج أن ندعمها بالإندرال.

لا أريد أن أُعقد لك الأمور، خلاصة الأمر: لا مانع أن تتناولي الإندرال أثناء الحمل، وتكوني تحت المراقبة الطبية، وإن شئت أن تتناولي التفرانيل فهو سليم جدًّا -إن شاء الله تعالى- وليس هنالك ما يمنعك أبدًا من الحمل إذن، وعليك أيضًا بالإجراءات العلاجية الأخرى مثل تمارين الاسترخاء، التفكير الإيجابي التفاؤلي، هذه كلها أمور طيبة وجيدة، وبصفة عامة فترة الحمل تقل فيها الأعراض النفسية، وهذه رحمة كبيرة من الله تعالى، فإذن أرجو أن لا تعيشي تحت القلق التوقعي، يمكن أن يحدث الحمل ولا تعاني من أي قلق أو خوف أو رعشة أو شيء من هذا القبيل.

بالنسبة للسلبرايد، نعم هو دواء متميز في علاج القلق، وإن كنتُ لا أفضله في النساء، لأنه قد يرفع من هرمون الحليب الذي يعرف باسم برولاكتين، وهذا قد يؤدي إلى اضطرابات الدورة الشهرية في حوالي أربعين إلى خمسين بالمائة من النساء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً