الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجاً للوساوس من دون الذهاب إلى استشاري

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على موقعكم الجميل, جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا إخواني أعاني من قبل عدة شهور من وساوس شديدة في الدين, وكانت تضايقني لدرجه لا تتوقعونها حتى أنني عندما أستيقظ من النوم تأتيني وتضيِّق علي والحمد لله خفَّت بشكل كبير في الآونة الأخيرة لكنها ما زالت تأتيني من وقت لآخر -خاصة إذا كانت هناك شبهه عن ديننا الحنيف- فتسكن الفكرة في رأسي ولا تزول إلا بعد ساعات, وأنا أريد التخلص منها, أريد علاجا أستعمله من دون الذهاب إلى استشاري فقط أشتريه من الصيدلية وأستعمله يساعدني على التخلص منها أتمنى الجواب عن الاستشارة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد العتيبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أود أن أؤكد لك أن هذه الوساوس كثيرة وموجودة، وهي إن شاء الله تعالى ليست دليلاً على ضعف إيمانك أو ضعف شخصيتك، بل هي تعتبر نوعًا من القلق النفسي.

العلاج يكمن أولاً: بأن تستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم ومن هذه الوساوس.

ثانيًا: الوساوس ذات الطابع الديني نحن ننصح الإخوة والأخوات دائمًا بأن لا يناقشوها مع أنفسهم أو يحاولوا أن يحللوها أو يخضعوها للمنطق، لأن الوسواس من هذا النوع حين تحاور نفسك حوله، أو تحاول أن تأتي بأفكار مضادة له، تجد أن الوسواس يتمدد ويتشعب ويزيد، وهذا يسبب الكثير من القلق.

التعامل مع مثل هذه الوساوس ذات الطابع الديني -خاصة حول الذات الإلهية – أن تقف في وجه الوسواس بكل حزم، وتحقِّره، وتقول في نفسك تخاطب هذا الوسواس: (أنت وسواس قبيح، كريه، أنا أحقرك ولن أهتم بك مطلقًا) هذه طريقة أفضل من طريقة المواجهة والمحاورة والمناقشة ومحاولة تحليل الوسواس, الإغلاق عليه هو الأفضل.

ثالثًا: هذه الأفكار الوسواسية أريدك أن تربطها دائمًا مع ما نسميه بالمنفرات: مثلاً حين يأتيك الوسواس فكِّر في أمر قبيح قد حدث، حادث مروري، أو كارثة كسقوط طائرة أو شيء من هذا القبيل، اربط ما بين الفكرتين: ما بين الحدث وما بين الوسواس.

فكرة أخرى أيضًا تدعم العلاج التنافري وهي أن تفكر في الفكرة الوسواسية وتشم رائحة كريهة مثلاً في نفس الوقت، وتكرر ذلك عدة مرات.

أو أن تفكر في الفكرة الوسواسية وتقوم بالضرب على يدك بقوة وشدة حتى تحس بألم شديد, كرر أيضًا هذا التمرين عشر مرات، ومن خلال هذا الربط ما بين الوسواس والمنفر سوف تضعف الوساوس.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأنا أبشرك بأنه توجد أدوية ممتازة أدوية فاعلة، لكن لابد أن ندعمها بالإرشادات السلوكية البسيطة التي ذكرتها لك.

من أفضل الأدوية ومن أسلم الأدوية وأنفع الأدوية إن شاء الله العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (بروزاك) واسمه العلمي هو (فلوكستين) يمكنك أن تحصل عليه دون وصفة طبية، وتبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة، تناولها يوميًا بعد الأكل، وبعد مضي شهر ارفعها إلى كبسولتين في اليوم، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

لا بد أن يكون هنالك التزام قاطع بتناول الدواء في وقته وحسب الجرعة المحددة والمدة المطلوبة، ودائمًا التحسن يبدأ في الأسبوع الرابع من تناول الدواء، لأن هذه الأدوية أدوية سليمة، غير إدمانية، وفعالة، لذا تجد أن البناء الكيميائي للدواء يأخذ بعض الوقت.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وبارك الله فيك.

ننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتحدث عنعلاج وساوس العقيدة سلوكيا:(263422 - 259593 - 260447 - 265121) ففيها خير كثير, وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً