الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الصرع... فما علاقته بنقص الكالسيوم وما العلاج؟

السؤال

عندي صرع من قريب، ولا أعرف له سببا، وأنا مستمر على علاج carbamazibin منذ أكثر من 4 سنوات ، وقد سمعت أن مريضا يراجع من نفس المشكلة، وطلع عنده نقص بالكالسيوم، واستمر على أخذ الكالسيوم، وأوقف علاج الصرع.

السؤال:
هل صحيح أن نقص الكالسيوم يسبب التشنجات؟ وهل يمكن أن يكون عندي نفس مشكلة هذا الشخص؟

أرجو الإفادة إخواني ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فؤاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
فمرض الصرع ليس بالمرض النادر، فنستطيع أن نقول أن واحداً إلى اثنين من كل مائتي شخص يعانون من الصرع، وكلمة الصرع ارتبطت بشيء من الوصمة الاجتماعية، وهذا خطأ كبير جدًّا، فالصرع هو مرض من الأمراض مثله مثل الأمراض الأخرى، وفي معظم الحالات لا تُعرف أسبابه، وإن كانت هنالك دراسات تشير إلى التأثير الوراثي في بعض الحالات، لكن ليست الوراثة المباشرة، بمعنى أن التأثير الوراثي هو فقط نوع من الاستعداد لتغيير كهرباء الدماغ، وليس هو السبب في تغييرها المباشر.

هنالك أنواع من الصرع تكون مرتبطة بإصابات الرأس أو حدوث حميّات كثيرة في الصغر، خاصة في السنة الأولى من العمر، وأكثر مناطق الدماغ تأثرًا منطقة تعرف بالفص الصدغي.

بالنسبة للأملاح المعدنية مثل الكالسيوم وخلافه تعتبر مهمة، ونقص الكالسيوم قد يؤدي إلى تشنجات صرعية، وتشنجات غير صرعية أيضًا، لكن نقص الكالسيوم هو أمر نادر، ونادر الحدوث جدًّا، وغالبًا يكون السبب فيه هو اضطراب في إفراز الغدة (جار الدرقية) وهي الغدة التي تنظم إفراز الكالسيوم.

فحص الكالسيوم فحص بسيط جدًّا، ودائمًا حين نفحص الكالسيوم يجب أن نفحص أيضًا مستوى المغنيزيوم في الدم؛ لأنه المركب المعدني المقابل للكالسيوم.

فيا أخي الكريم: ليس هنالك ما يمنع أن تقوم بإجراء فحوصات عامة، افحص نسبة الدم لديك، وكذلك الدم الأبيض، وتأكد من نسبة هذه الأملاح مثل الكالسيوم والمغنيزيوم والبوتاسيوم والصوديوم، وهي فحوصات بسيطة جدًّا ومتاحة وليست بالمكلفة أبدًا.

أنا لا أعتقد أن لديك نقصا في الكالسيوم؛ لأن هذا الأمر نادر جدًّا، وله أعراض أخرى، لكن ليطمئن قلبك أرجو أن تقوم بتلك الفحوصات.

الـ carbamazibin الذي وصفه لك الطبيب من الأدوية الممتازة جدًّا، ومن المهم جدًّا أن تكون الجرعة جرعة صحيحة، والجرعة تُحسب حسب وزن الإنسان، والذين ينتظمون في علاجهم ولا تأتيه نوبات لمدة ثلاثة سنوات هؤلاء يمكن أن يفكر الطبيب في تخفيض الدواء بالتدريج، ومن ثم التوقف عن العلاج، لكن يعرف أن أربعين بالمائة من الناس قد تأتيهم انتكاسة أخرى، وفي هذه الحالة يكون تناول الدواء بصفة مستمرة.

أرجو أن أكون قد أوضحتُ لك بعض المعلومات المفيدة، ونصيحتي لك أخي الكريم هي أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، يجب أن لا تحس بأي نوع من النقص والإعاقة، فهذه حالة طبية منتشرة وهي كثيرة، وبفضل من الله تعالى قابلة للعلاج، وتوجد عدة أدوية الآن أفادت الناس كثيرًا.

لا شك أن قيادة السيارة يجب أن يكون هنالك حذر حولها، خاصة إذا لم يتم التحكم في النوبات التي لديك، لكن إذا كان هنالك تحكم كامل فلا مانع من أن تقود السيارة، ولكن تجنب الإرهاق وقيادة السيارة لمسافات طويلة، أيضًا ننصح بعدم دخول البحر أو برك السباحة إلا إذا كان مع الإنسان مرافق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً