الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجازي الله من ظلم أو ارتكب معصية بأن يجازيه في أهله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة متدينة - ولله الحمد - وعندي سؤال أود أن أطرحه عليكم لأنه يشغلني كثيراً بسبب ما أسمع وأقرأ عنه، وهو موضوع الجزاء من جنس العمل، سؤالي هو: هل إذا ظلم الشخص إنساناً آخر أو سرقه، هل عقابه بأن يسلط الله عليه أحداً يظلمه أو يسرقه؟ وأيضاً إذا زنى الشاب أو الفتاة أو تحادثا معاً - والعياذ بالله -هل يسلط الله على أهلهم أو ذريتهم من يفعل بهم مثل ما فعلوا؟

وجزاكم الله خيراً ونفع بكم وبعلمكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ف - م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

هذا الموضوع الذي قرأت وسمعت عنه موضوع صحيح في الجملة، فإن الله عز وجل بالمرصاد لصاحب الذنب والمعصية، فلا ينبغي لمن وقع في معصية أن يأمن عقاب الله سبحانه وتعالى، وهذه العقوبة قد تكون عقوبة دنيوية وقد تكون عقوبة أخروية، أي أن يدخر الله عز وجل عقاباً لهذا الظالم أو العاصي، فيوافيه بذنبه فيجزيه الله عز وجل عليه يوم الحساب، ولكن قد يُعجّل الله سبحانه وتعالى لبعض الناس عقاب مظالمهم وآثامهم في الدنيا، وقد يؤخر عقابهم للآخرة، وقد يعفو سبحانه وتعالى على بعض الناس إذا شاء سبحانه، فإنه يغفر الذنوب جميعًا بالتوبة بما في ذلك الكفر والشرك، ويغفر ما دون الشرك وأقل منه لمن شاء من عباده.

وليس بالضرورة أن يسلط الله عز وجل على السارق من يسرق ماله في الدنيا أو على الظالم من يظلمه، فقد يفعل ذلك سبحانه وتعالى، وقد يدخر له عقاب ذنبه للآخرة كما قلنا.

وأما وقوع الشخص في الزنى - والعياذ بالله - سواء كان ذكرًا أو أنثى، فإن هذه الفاحشة عظيمة ومُقدماتها كذلك أمور عظيمة يجب على الإنسان أن يحذر من الوقوع فيها، وأن يعلم بأن الله سبحانه وتعالى لا يغفل عمّا يعمل الناس، وأنه سبحانه وتعالى مطلع عليهم لا تخفى عليه خافية، وكما أخبر سبحانه وتعالى بأنه لا يغفل عمّا يعمل الظالمون وإنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار، وهذه الفعلة الشنيعة القبيحة قد يُعاقب بها الإنسان في الدنيا - والعياذ بالله - بأن يفضحه الله جل شأنه ويُشهر أمره بحيث يركله الناس ويسقط من أعينهم فيعيش مهينًا حقيرًا، وقد يسلط الله سبحانه وتعالى من يستهوي أهله أو ذريته فيجرهم إلى الفاحشة، وقد يدخر الله عز وجل عقابه وعقاب الآخرة أشد وأنكى، فقد أخبر سبحانه وتعالى عن عقاب الزناة والزواني في سورة الفرقان لمّا قرنهم سبحانه وتعالى بمن يُشركون ويقتلون، فقال عن عباد الرحمن: {والذين لا يدعون مع الله إلهًا آخر ولا يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى آثامًا * يُضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مُهانًا * إلا من تاب} فعقاب الآخرة أشد وأنكى من فضيحة الدنيا وعقابها، وهذا كله يدعو الإنسان العاقل إلى الحذر من التهاون في تعاطي أسباب الوقوع في هذا الذنب الفاحش القبيح.

نسأل الله بأسمائه الحسنى أن يعصمنا وأن يعصم أبناءنا وبناتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً