الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي غضبان علي لأني رسبت، فكيف أرضيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أبي حفظه الله ورعاه عصبي جدا، في يوم من الأيام جئت بالتقرير، وأول مرة في حياتي أرسب وأنا في المرحلة الجامعية المستوى الأول، ثم علم أني رسبت، وغضب مني كثيرا، وهو غاضب مني، ولا أعرف كيف أرضيه فساعدوني.

جزاكم الله خيرا

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا وسهلا بك ولدنا الحبيب في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وفي والدك.

بدايةً: حرصك على إرضاء والدك أمر يدل على خير فيك، فاجتهد أن تنميه بارك الله فيك.

ثانيا: من العسير على أي والد يحب ولده وينظر إلي مستقبله أن يسمع أنه رسب، فالأمر مفجع بالنسبة له؛ لأنه من عانى وكابد من أجل أن تكون غدا إنسانا صالحا تستطيع أن تخدم نفسك ودينك.

ثالثا: أتمنى أن تقوم بهذه الأمورالتالية:

1- أصلح ما بينك وبين الله أولا، فإن العبد إذا أصلح ما بينه وبين ربه أصلح الله ما بينه وبين الناس، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف شاء.

2- اعقد العزم الآن على ألا تعود إلي الكسل مرة أخرى، وأن تجتهد لا لتنجح، ولكن لتحظى بأرفع الدرجات، واعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

3- اكتب ورقة لأبيك مضمونها:

والدي الحبيب الحنون:

كم هي المعاناة التي أعيشها، وأنا أعلم أنك غاضب علي، وإني لأستحق أضعاف ما فعلت بي، وإني لأتحسر على أن فعلت بنفسي وبك ما أوصلني إلي هذا الأمر.

إني في حزن عميق، وبأس وضيق، وإن كنت لست أهلا لأن تسامحني لعظم ما وقعت فيه فإن قلبك الحنون وعطفك علي أهل لأن يحتضنني.

أبي الحبيب الغالي: أرجوك سامحني، وعهد الله علي ألا يصيبك من الألم ما قد أصابك.
انتظر يا أبي أن تلقي علي السلام، وأن تخصني برعايتك وحنانك، وأن تضمني إلي صدرك، وأن تقول لي كما قال يعقوب لولده: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين).

أحبك يا أبي.

اكتب هذا الكتاب أو شبيها به، وضعه في جيب والدك، وإن شاء الله سيزول ما في صدر أبيك على أن يكون هذا آخر رسوب يا حبيب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً