الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب والقلق والمزاج السيئ، ما العلاج الأمثل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني من الاكتئاب والقلق والمزاج السيئ، وأتناول دواء ساليباكس، لكن في الفترة الأخيرة لاحظت عندما أكون في حالة حزن يأتيني ألم في الصدر والقلب، مع ألم في اليد اليسرى، وأحيانا في الذراعين، وتستمر لفترة وتختفي عندما ترتاح نفسيتي.

هل هذا ناتج عن القلق أم أنه فعلا مرض في القلب؟ مع العلم عند ذهابي للمستشفى دائما يكون ضغطي مرتفعا، لكن لا أشعر بذلك.

ملاحظة : أنا غير متزوجة ولا أعمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لطيفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

يعرف أن القلق النفسي الناتج من الضغوط النفسية كثيرًا ما يؤدي إلى أعراض جسدية، ومن المناطق التي يحس فيها الإنسان بالألم هي الصدر، لأن الناس أصلاً مشغولة بأمراض القلب، ووجد أن هنالك ما يسمى بالربط الإيحائي، أي أن التقلصات العضلية الناتجة من التوترات حين تكون في منطقة الصدر تهيئ للإنسان أن هذا ربما يكون ألمًا قلبيًا، لأن آلام القلب في طبيعتها تكون أيضًا في منطقة الصدر، وقد يسري هذا الألم ليشمل اليد اليسرى، وكذلك الرقبة في بعض الأحيان.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا لا أستغرب أبدًا نوعية هذه الأعراض التي تصيبك، وأن القلق هو المسبب الرئيسي لها وليس مرض القلب، لكن حتى تكوني في جانب التحوط وليطمئن قلبك، أنا أنصح بأن تقومي بإجراء تخطيط للقلب، وهذا فحص بسيط جدًّا.

قناعتي قوية جدًّا كما ذكرت لك أن الحالة هي حالة نفسية وليست عضوية، لكن الآن الإمكانات الطبية أصبحت متوفرة وسهلة جدًّا، فلماذا لا تطمئني بإجراء هذا الفحص البسيط.

بالمناسبة نوعية هذه الأعراض - أي الآلام في الصدر وفي اليد اليسرى التي تكون مرتبطة بالقلق والتوتر النفسي - تستجيب دائمًا لتمارين الاسترخاء.

هذه التمارين تمارين فاعلة جدًّا ومفيدة جدًّا، فاحرصي على أدائها وتطبيقها بانتظام والتزام، ويا حبذا أيضًا لو أضفت عقارا يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول)، هذا دواء جيد جدًّا لعلاج الأعراض النفسوجسدية المرتبطة بالقلق، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة، تبدئي بحبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناوليها يوميًا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة صباحًا وحبة ظهرًا لمدة شهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة في الصباح لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الفلوناكسول، ولكن استمري في تناول الساليباكس.

هذا هو الذي أنصحك به، وأنا على ثقة تامة إن شاء الله تعالى أن حالتك نفسية وليس أكثر من ذلك.

ارتفاع ضغط الدم: هذا كثر الحديث عنه: هل هنالك ما يعرف بضغط الدم النفسي أو العصبي أو العصابي كما يسميه البعض؟

هنالك خلاف كبير حول هذا الموضوع، لكن أعتقد أن الرأي السديد هو أن القلق الشديد ربما يؤدي إلى ارتفاع بسيط في ضغط الدم، لكنه ليس ارتفاعًا شديدًا، وإذا استمر هذا الارتفاع في ضغط الدم بصورة مستمرة مع كل نوبة قلق فهذا ربما يكون دليلاً أن الإنسان لديه القابلية والاستعداد لأن يصاب بضغط الدم الغير نفسي، أي بضغط الدم العادي المعروف لدى الناس، ومثل هؤلاء الناس نقول لهم: راقبوا أنفسكم، وراجعوا الطبيب، ويجب أن يقاس ضغط الدم بصورة منتظمة، وتُجرى فحوصات أخرى مثل التأكد من مستوى الدهنيات في الدم، وإذا استمر ضغط الدم في الارتفاع فهذا يعتبر ضغط دم مرتفعًلا ويجب أن يعالج بالطرق والمناهج المعروفة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً