الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الفالدوكسان مضر بالكبد؟ وهل له أعراض جانبية؟

السؤال

السلام عليكم.

أحييك دكتور عبد العليم، والله يجزاك خيراً يا رب، فأنت رجل ثقة، ودائماً من ضمن اختياراتي للاستشارات النفسية، لأنني أثق فيك بعد الله سبحانه، والله يبارك لك في صحتك ودنياك.

يا دكتور سبق لي الاستشارة أني أتناول حبة ايفكسر 75 مع لوسترال 50، وأريد أن أحذف اللوسترال، ومحتار بين الوولبترين والفالدوكسان، لكن يا دكتور عن نفسي أفضل الفالدوكسان عن الوولبترين، لأنه ينشط البؤرة الصرعية، وحقيقة الواحد يخاف من هذا الشيء ويحتاط، لكن المشكلة أن الفالدوكسان غير متوفر في السعودية، وأتوقع لن يصرح له إلا بعد عام من الآن، فهل تستطيع أن تدلني عليه سواء برقم شخص ثقة يأتي به لي عن طريق الشحن أو غيره؟ وكيفية طريقة استبداله باللوسترال؟ وهل الفالدوكسان مضر بالكبد أم ماذا عن الأضرار الجانبية؟

فحقيقة بحثت عن أدوية داعمة لايفكسر لكن كلها للأسف تزيد الوزن، والتي لا تزيد الوزن قد تكون مخصصة للصرع، فأريد أن تدلني على فالدوكسان وطريقة إبداله بلوسترال.

ولك خالص الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى كلماتك الطيبة في حق شخصي الضعيف، فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى أن يبارك لك في نفسك وأهلك وذريتك، وأن ينعم عليك بنعمة الصحة والعافية.

بالنسبة للفالدوكسان لابد أن أبدأ بحقيقة، وهي أن الدواء حين يكون مستحدثًا ويدخل سوق الأدوية تجد هنالك الكثير من الإشارة حوله والفضول حول الدواء، وإن كان سوف يفيد أم لا، والبعض قد يعتبره دواءً سحريًا، وهكذا.

في موضوع الإثارة حول هذا الدواء أعتقد أن هذا أمر طبيعي، ويجب أن نتوقع ذلك، وحقيقة من الناحية العلمية المثير حول الفالدوكسان أنه لا يعمل بالطريقة التي تعمل بها الأدوية الأخرى، فهو يعمل من خلال تنشيط الناقل العصبي المليتونين، وهذا أمر مثير بعض الشيء، والدواء حتى الآن يقال أنه لقي قبولاً واستحسانًا من كثير ممن تناوله، والدواء سليم بصفة عامة، لكن بالنسبة للذين يعانون من مرض الكبد لا يُنصح باستعماله، ربما يؤدي إلى ارتفاع بسيط في أنزيمات الكبد، لكن هذا لا يعتبر أمرًا مُخلاً؛ لأن الكثير من هذه الأدوية قد تؤدي إلى هذا الشيء، فاطمئن لسلامة الدواء.

بالنسبة لكيفية استبدال الزولفت بالفالدوكسان، فالذي أنصح به هو أن تحدث ما نسميه بعملية النظافة الكاملة أو التطهير من الدواء الأول، وهو اللسترال (الزولفت) في هذه الحالة ومن ثم تبدأ في تناول الفالدوكسان، يخفف اللسترال تدريجيًا، أنقصه إلى نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوع، ثم توقف عن تناول اللسترال بالكلية، وانتظر لمدة أسبوع آخر، وخلال هذه المدة سوف تكون على الإفكسر فقط، بعد انقضاء الأسبوع تناول الفادوكسان بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ولا تزد عن هذه الجرعة.

أعتقد أن هذه طريقة تحوطية وجيدة وحذرة، وسوف تضمن لنا -إن شاء الله تعالى- أنه لن تحدث لك أي آثار سلبية انسحابية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به وأن يشفيك وأن يعافيك.

بالنسبة للأدوية الداعمة للإفكسر: فالإفكسر نفسه حقيقة لا يؤدي إلى فعالية حقيقية إذا لم تصل جرعته إلى مائة وخسمين مليجرامًا في اليوم، هذا متفق عليه، لأنه بجرعة خمسة وسبعين مليجرامًا لا فرق بينه وبين الأدوية الأخرى مثل البروزاك والزيروكسات والفافرين واللسترال، فهو هنا - أي بهذه الجرعة الصغيرة - يعمل فقط من خلال الموصل العصبي الوحيد وهو السيروتونين، أما حين تُرفع الجرعة فيكون فعله مزدوجًا على مستوى الناقلات العصبية، أي أنه يعمل على السيروتونين والنورأدرنين في نفس الوقت، هذه حقيقة ضرورية ومهمة جدًّا.

ثانيًا: بالنسبة للأدوية الداعمة: قضية الأدوية الداعمة أصلاً حولها الكثير من الخلاف، لكن يعتقد أن الأدوية البسيطة مثل البسبار ومثل الفلوناكسول لا بأس أبدًا من تناولها، حيث إنها أدوية جيدة في حد ذاتها، تقلل كثيرًا من القلق، ولا تتعارض أبدًا مع دواء مثل الإفكسر، ومن هنا تعتبر أدوية داعمة.

زيادة الوزن هي قابلية حقيقة، هنالك الكثير من الناس يتناولون هذه الأدوية لكن لا تحدث لهم زيادة الوزن، لكن أتفق معك أن الذين لديهم استعداد وقابلية تكون زيادة الوزن بالنسبة لهم مشكلة، وزيادة الوزن دائمًا تكون في الأربعة أشهر الأولى، بعدها إذا حرص الإنسان على ممارسة الرياضة وترتيب الغذاء أعتقد أن ذلك سوف يساعد كثيرًا في أن لا يزيد الوزن.

البعض يلجأ لتناول التوباماكس، والتوباماكس هو دواء في الأصل مضاد للصرع، وفي نفس الوقت يقلل الشهية للطعام نسبيًا مما يمنع زيادة الوزن، وأنا أعرف من يتناول الإفكسر ومعه خمسة وعشرون مليجرامًا من التوباماكس، ولي صديق أيضًا يتناول الولبيوترين مع التوباماكس ومع الإفكسر، وهو بذلك ضمن أن التوباماكس سوف يحيّد الولبيوترين من حيث القابلية لتنشيط البؤر الصرعية، لأن التوباماكس في الأصل هو دواء مضاد للصرع.

هنالك ما يمكن أن نسميه بالحيل العلمية الكثيرة إذا جاز التعبير، وأعرف من يتناول الجلوكوفاج، وهو في الأصل دواء منظم للسكر، ويستعمله مرضى السكر خاصة من ذوي الأوزان الكبيرة، أعرف من يتناوله بجرعة خمسمائة مليجرام يوميًا مع الأدوية المضادة للاكتئاب مثل الإفكسر أو الزيروكسات؛ لأن كليهما قد يزيد الوزن بصورة واضحة.

عمومًا هذه كلها خيارات -والحمد لله تعالى العلم يسير في تقدم- لكن أيا من التغيرات والبرامج العلمية التي ذكرتها لابد أن تكون تحت إشراف طبي لصيق، هذا أفضل.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب وعلى ثقتك فينا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً