الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يعاني من التأتأة.. فكيف نعالجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعادة الدكتور الفاضل / محمد عبد العليم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلدي ابن عمره ست سنوات وستة أشهر، ويعاني من التأتأة، وتزيد حدتها أحيانا وتقل أحيانا، ولكن هناك حروف يصعب نطقها فيكررها وحروف أخرى يقف عليها كثيرا، وبعض الجمل يكررها قبل النطق بها، وله على هذه الحالة أكثر من ثلاث سنوات ونصف، أحاول أهيئ له جوا هادئا والأمن الأسري قدر الإمكان، ولكني أخشى أن يكبر وتكبر معه ويعيره الناس بذلك، وهو حساس جدا جدا، فيزيد الأمر سوءا.

سؤالي: سعادة الدكتور هل أبدأ معه في علاج دوائي؟ وما هو الدواء المناسب لسنه والذي يفيده في ذلك؟

علما أني ألمس أطرافه وأجدها في أكثر الأحيان باردة، وربما يعاني من القلق كحال أبيه .. أم تنصحونني بالتريث قليلا وفي هذه الحالة ما هي الأشياء التي يجب علي العمل بها؟

جزاكم الله خيرا ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف الجنوبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
فقطعا في مثل هذا العمر لا ننصح باستعمال أي دواء مضاد للقلق من أجل المساهمة في علاج التلعثم والتأتأة.

هذا الابن -حفظه الله- كل الذي يحتاجه هو: أن لا ننتقده، أن نشعره بالأمان، أن نشجعه، وأن نحفزه، هذه هي الأسس الرئيسية لعلاج مثل هذه الحالات، وسوف يكون من الجيد جدا إذا تمت مقابلة أخصائي التخاطب؛ حيث أنه سوف يدربه على تمارين معينة خاصة الربط ما بين التنفس والكلام.

وسوف يكون من الجميل جدا أن تتحدث مع هذا الابن بشيء من اللغة البسيطة التي تحمل له شيء من الطمأنة، وأن كلامه جيد، لكن فقط عليه أن يتريث، ويعطى له أمثلة أن أطفالا ما كانوا على النسق أيضا، لكن الحمد لله قد تحسنوا كثيرا.

أيضا الطفل يجب أن نشعره بأن أهميته داخل المنزل مهمة جدا، وسوف يساعده كثيرا.

إلحاقه أيضا بدور تحفيظ القرآن، وما سوف يجده من عناية من الشيخ في كيفية مخارج الحروف ونطقها؛ حيث يساعده كثيرا.

حاول أيضا أن تعين الأحرف التي يجد صعوبة في نطقها، واكتب هذه الأحرف واجعله يكررها خلفك، وعليك أن تشجعه وتحفزه، وبعد ذلك أدخل هذه الأحرف في كلمات، ومن ثم اجعله ينطق هذه الكلمات، ودعه يقوم بتسجيل صوته، والاستماع إلى ما قام بتسجيله هذا يحفز الطفل جدا.

أعطه أيضا الفرصة أن يبني بعض صفات القيادية داخل البيت، أن يرتب خزانة ملابسه، أن تستشيره في الأمور البسيطة هذا إن شاء الله يشجعه كثيرا، وعليك بالدعاء له، وأن شاء الله تعالى تزول عنه هذه العلة.

أما بالنسبة للأدوية فلا أعتقد أنه في هذا العمر سوف يكون أمرا جيدا أن نعطيه أدوية بعد أن يبلغ عمر سبع سنوات، إذا لم يتحسن ربما يكون إضافة دواء مثل: (تفرانيل Tofranil) أو الذي يعرف باسم (امبرمين Imipramine )، بجرعة عشرة مليجرام، ربما يكون أمرا معقولا.

بالنسبة لبرودة الأطراف بالطبع هذه ناتجة من القلق؛ لأن الطفل يحس بشيء من عدم الأمان والقلق والانزعاج حين تأتيه التأتاة، لذلك نحن نركز كثيرا على السعي دائما لأن نطمئن الطفل ونشعره بالأمان، هذا إن شاء الله يزيل عنه القلق ويجعله أكثر انطلاقا.

أسأل الله تعالى أن يزيل هذه العقدة من لسانه وأن يجعله قرة عين لكم.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً