الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي مشكلة غريبة في الرأس، فهل هي مشكلة نفسية؟

السؤال

لدي شبه صداع، أو ضغوطات على الرأس، بمعنى بعض الأحيان ألم في الرأس ورغبة في النوم، أو ضغط على العين اليمنى أو اليسرى، أو صداع في مقدمة الرأس.

ذهبت إلى دكتور عيون ودكتور أنف وحنجرة، لكن بدون فائدة! فذهبت لدكتور باطنية فقال لي إنها تقرحات بسيطة لكنها لا تسبب لك هذه المشاكل التي في الرأس، والبعض قال لي إن آلام المعدة هي التي تسبب لك هذه المشاكل، رغم أخذي لحبوب المعدة، لكن لا جديد! كما أن لدي ألماً أسفل الظهر، وقشعريرة نادرة، ولدي أيضاً توتر في حياتي، لا أعلم ما هو سبب هذه المشاكل.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا النوع من الصداع والضغوطات التي تحدث على فروة الرأس مع وجود ألم في أسفل الظهر، والصداع في مقدمة الرأس، من الواضح أنها ناتجة من قلق نفسي، وأنت ذكرت أن لديك توترات في حياتك، ولا شك أن زيادة الانفعالات تؤدي إلى انقباضات عضلية شديدة، والانقباضات العضلية تحدث أكثر في عضلات الرأس والبطن وأسفل الظهر، وهذا يفسر بصورة جيدة جدًّا هذه الآلام التي تعاني منها.

مما اتضح أنك قد قمت بكل الفحوصات الطبية المطلوبة، والحمد لله تعالى هي مطمئنة، وربما يكون من الأفضل أيضًا أن تجري صورة مقطعية للرأس وكذلك للجيوب الأنفية، إذا كان ذلك ممكنًا أعتقد أن ذلك سوف يكون أمرًا جيدًا ومطمئنًا؛ لأن الهدف من هذا النوع من الصور هو التأكيد القاطع أنه لا يوجد التهاب في الجيوب الأنفية، فإن كان هذا الفحص ممكنًا فقم به وإن لم يكن ممكنًا فلا تزعج نفسك.

فيما يخص العلاج: الحرص على التمارين الرياضية سوف يكون مهمًا جدًّا، حيث إن الرياضة تؤدي إلى استرخاء عضلي، وتؤدي إلى زوال الطاقات النفسية السلبية، وتشعر الإنسان بالكثير من السكينة والارتياح، فكن حريصًا على ممارسة الرياضة بصورة مستمرة.

ثانيًا: التوترات النفسية في حياتك لا تنظر إليها نظرة سلبية، فالحياة أصلاً هي مكابدة وجهد واجتهاد، وأن يقلق الإنسان على أمور معينة في الحياة هذا أمر طبيعي جدًّا، والقلق بالرغم من أنه مزعج لكن من أهم فوائده أنه هو الوقود أو الدافع الذي يحرك الإنسان من أجل الإنجاز والنجاح، فلا تنظر إليه نظرة سلبية، وحاول أن تتذكر إيجابياتك، فهي كثيرة إن شاء الله تعالى، وعليك أيضًا بالتواصل الاجتماعي، فالنفس تحتاج لمثل هذه الأنشطة.

أخيرًا: أود أن أصف لك أدوية أسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها الخير والفائدة، هنالك أدوية مضادة للقلق والتوتر، وهي مفيدة جدًّا، ومنها عقار يعرف تجاريًا باسم (إفكسر) والجرعة المطلوبة هي 25 مليجرام في اليوم، تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وهنالك دواء آخر مساعد يسمى تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويسمى علميًا باسم (فلوبنتكسول) سيكون أيضًا من الجيد إذا ألحقته بالإفكسر لأنه يدعم فعاليته وفي نفس الوقت يزيل القلق إن شاء الله تعالى، وجرعة الفلوناكسول المطلوبة هي حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً