الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب بخوف وضيق عند قيادة السيارة لمسافات طويلة

السؤال

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته.

أطلب من الله ثم منكم مساعدتي في معاناتي، وهي الخوف أثناء قيادة السيارة، وهذا المرض أعاني منه تقريباً منذ سنتين، مع أني أقود السيارة أكثر من عشرين سنة، لكن قبل سنتين كنت أعاني من مخاوف تأتيني أثناء القيادة للمسافات الطويلة، حيث أني أحس بأني سوف أفقد السيطرة على السيارة أثناء القيادة، وأحياناً أحس بضيقة وينشف الريق والحلق، وأحياناً أحس أني سوف يحصل لي حادث، حاولت أن أقاومها لكني تعبت ولم أستطع، مع أن هذه الحالة في قيادة السيارة في الأماكن القريبة لا تأتيني، وأقود السيارة بشكل طبيعي في مدينتي، لكن عند السفر لمدينة ثانية تأتيني هذه الحالة.

آمل أني قد وفقت بالشرح، أشكر وأقدر لكم تعاونكم معنا، ودمتم بود.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

فهذه الحالة بسيطة، وهي تعتبر من القلق الوساوسي المصحوب بالمخاوف، وهذا من المخاوف الوسواسية الشائعة جداً، وربما يكون السبب فيه أنك قد مررت بتجربة معينة أثناء قيادة السيارة، أو سمعت عن حوادث سيارات، والثابت والمعروف أن مثل هذه التجارب السلبية هي التي تؤدي إلى اكتساب هذا النوع من المخاوف، إذن الخوف الذي لديك هو خوف مكتسب ومتعلم، وكل ما هو متعلم يمكن أن يفقد؛ وذلك من خلال التعليم المضاد، والتعليم المضاد المقصود به أن لا تتجنب قيادة السيارات، حاول أن تحقر الفكرة، وقم بقيادة السيارة إلى مسافات طويلة بصورة متكررة حتى تعرض نفسك لمصدر خوفك؛ لأن هذا من أفضل البرامج والأدوات السلوكية التي تخلصك من المخاوف.

نصحيتي لك أيها الأخ الكريم أن تحرص جداً على دعاء الركوب، وأن تذكره بتأمل وتدبر، هذا يفيد ويبعث درجة عالية من الطمأنينة في نفس الإنسان.

بقي أن أصف لك دواء معروفاً ومضموناً بفائدته المتميزة في علاج هذا النوع من المخاوف، دواء يعرف باسم زيروكسات Seroxat وأيضاً اسمه باكسيل Paxil واسمه العلمي هو باروكستين Paroxetine أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة يومياً في المساء، ونصف الحبة تحتوي على (10) مليجرام تناولها بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة استمر عليها ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء، هذا الدواء دواء سليم والجرعة التي وصفناها لك جرعة صغيرة، -وإن شاء الله تعالى- بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من بداية تناولك للعلاج سوف تحس بفائدته.

أخي أيضاً حاول أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جداً، ويمكن أن تتحصل على سي دي أو شريط أو كتيب من إحدى المكتبات لتطبيق هذه التمارين.

الفكرة الوسواسية التي تأتيك خاصة فكرة أنه سوف يحدث لك حادث هذه الفكرة يجب أن تحقرها، ولا تهتم لها أبداً، وتجاهلها.

مرة أخرى أذكرك بدعاء الركوب، فيعرف أنه يقلل من مثل هذه المخاوف والهواجس والوساوس، وتذكر دائماً أنك في معية الله، وأسأل الله تعالى أن يحفظك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر سمير الطاكسي

    عندي نفس مشكلة السائق و لكن لا يوجد عندي حادث سابق

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً