الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي تعاني من حركات لا إرادية في وجهها... فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ شهر تقريبا وابنتي تعاني من حركات لا أدري أهي إرادية أم لا أرادية في وجهها، ففي كل أسبوع تكون هناك حركة مختلفة، في الأسبوع الأول كانت تمد فمها للأمام، والثاني ترفع أنفها للأعلى، والثالث تغمض عيناها، حاولت أن أسألها فقالت إنها تأتي رغما عنها.

علما بأنها بعمر تسع سنوات وتعرضت لضغظ أحد المدرسات في المدرسة في كتابتها، وحفظ جدول الضرب قبل أن تأتيها هذه الحركات.

علما بأننا لاحظنا كثرة تصفيفها لشعرها، وإلحاحها في بعض الأمور، لكن ليس بكثرة, فماذا نعمل؟ وماذا تتوقع؟ وهل نتركها؟ وإن شاء الله تذهب هذه الحركات مع الإجازة أم نعرضها على دكتور؟ وهل هو النفسي أم المخ والأعصاب؟

علما بأن أكلها ممتاز، ونومها ممتاز، وكلامها ممتاز، وتلعب المشكلة فقط هذه الحركات.

السؤال الثاني: هل يجوز استعمال دواء أتراكس للنوم عند اللزوم؟ وكم الجرعة؟ هل هي 10 مجم أم 25 مجم أم لابد من المداومة عليه ليلا؟

أسأل الله لك طول العمر وصلاح العمل وعافية البدن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هذه الابنة - حفظها الله - تعاني من هذه الحركات، وهنالك ربط ما بين ظهور هذه الحركات وبعض الضغوط التي ظهرت عليها في المدرسة، وبجانب الحركات اللاإرادية يوجد أيضًا إكثار من تصفيف الشعر، وكثرة تصفيف الشعر يكون غالبًا سلوكًا وسواسيًا لدى الأطفال في هذا العمر، هو نوع من النمط الطقوسي الوسواسي.

أما بالنسبة للحركات اللاإرادية فهنالك احتمالان: الاحتمال الأقوى أنها ناتجة من القلق، وفي مثل هذه الحالة تعتبر حركات نفسية، أي أن منشأها نفسي، وهي تعبير عن القلق، وفي بعض الحالات النادرة توجد علة تسمى بعلة أو متلازة توريت تمسى بالإنجليزية (Tourette syndrome‏) تظهر فيها هذه الحركات اللاإرادية، وربما تصرفات وسواسية أخرى، لكن هذه الحالة نادرة وهي ليست خطيرة أيضًا، لكن إذا تم تشخيصها هنالك أدوية معينة تعطى في مثل هذه الحالة.

أخي الكريم: لا تنزعج أبدًا، أنا أفضل أن تُعرض هذه الصغيرة على طبيب الأعصاب، طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب، وذلك ليقوم بتقييم هذه الحركات اللاإرادية، وسوف يكون من الجيد إذا قمت بتصوير الابنة حين تصدر منها هذه الحركات، صورها بكاميرا التليفون مثلاً، عدة مرات لتعطي صورة تامة حين تعرضها على الطبيب، هذا سوف يكون أمرًا جيدًا ومساعدًا للطبيب.

إذا أوضح طبيب الأعصاب أن الحالة نفسية فهنا إن شاء الله تعالى يمكن فقط من خلال طمأنتها وتدريبها على تمارين الاسترخاء ومساعدتها في التقليل من تصفيف شعرها، وذلك بأن يتوقف السلوك الوسواسي، هذا أمر سهل ويمكن أن تساعدها أي أخصائية نفسية أو بمجرد التوجيه المنزلي سوف ينتهي هذا الموضوع إن شاء الله تعالى.

بالنسبة لسؤالك الثاني حول دواء (أتراكس)، فهو في الأصل دواء مضاد للقلق يساعد أيضًا في علاج الحساسية، وله سمة في أنه يساعد في تحسين النوم.

الدواء يستعمل بجرعة عشرة مليجرام ليلاً لتحسين النوم، وإذا لم تفد هذه الجرعة يمكن أن ترفع إلى خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً.

ليس منه خطورة أساسية، لكن المداومة والاستمرارية عليه بصورة مطلقة أيضًا غير مستحسنة، لأن الإنسان حين يبني هذه العادة وتتكون عنده لا شك أن ذلك سوف يقلل من فرص النوم الطبيعي السليم.

استعمال هذا الدواء عند الحاجة وعند الضرورة، ولا مانع أن يكون تناوله مرتين أو ثلاثا في الأسبوع، هذا أفضل، والتقيد بمحسنات الصحة النومية الأخرى هو أساس العلاج لحالات اضطرابات النوم، وهذه الخطوات أو المحسنات تنحصر في الحرص على أذكار النوم، وتثبيت وقت النوم ليلاً، هذا مهم جدًّا، مع ضرورة تجنب تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، والحرص على عدم النوم النهاري.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً