الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق التنفس وألم خفيف في الصدر، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ فترة كنت أعاني من الغازات وما زالت حتى الآن، وجاءتني بعدها نوبة بواسير حادة وذهبت، وبعدها أحسست بألم في الظهر من جهة الكلى، وصاحبني معها حك في الجلد، واصفرار في البول، فشككت بأني مريض بالكلى -لا قدر الله- فذهبت إلى الطبيب -والحمد لله- لم يجد أي شيء، وعملت فحص دم وكانت النتائج سليمة.

لكني حتى الآن لدي ضيق في التنفس، وفي أغلب الأحيان من كثرة ما أفكر فيه يأتيني ضيق التنفس، يعني أنا شخص وسواسي جدا, وهذا الضيق يصاحبه ألم في القلب والصدر أحيانا، ولدي وجع رأس يأتيني مؤلم جدا، في بعض الأحيان.

أحس أن عيني أيضا تؤلماني، لست أدري ما هذا؟! أرجوكم ساعدوني، مع العلم أني في 20 من عمري، وأمارس الرياضة بشكل يومي (الفنون القتالية من النوع القوي أي فيه شد وحمل).

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mhamad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
حالتك واضحة جداً وقد شرحتها بشكل متقن، والأعراض التي تعاني منها من الواضح أنها أعراض نفسية، وليست أعراضا جسدية حقيقية، ومثل هذه الحالات تسمى بالنفسوجسدية، أن السبب في الأعراض يكون سبباً نفسياً لكنها تظهر في شكل أعراض جسدية.

ضيق التنفس هو المحور الأساسي لشكواك، كما أنك ذكرت أن شخصيتك ذات طابع وسواسي، وهذا كله يدل على أنك تعاني من نوع من القلق البسيط إلى المتوسط.

الضيق في الصدر ناتج من الانقباضات العضلية، ويعرف تماما أن الإنسان حين يكون قلقاً أو متوتراً تحدث انقباضات عضلية خاصة في منطقة الصدر، وكذلك الرأس وأسفل الظهر، والبعض تأتيه انقباضات وتقلصات في القولون أي الأمعاء، لذا نجد كثيراً من الشكوى من ما يسمى بالقولون العصبي أو العصابي، وموضوع الغازات التي تعاني منها أعتقد أنه ذو علاقة وثيقة بحالة القلق التي تعاني منه.

خلاصة الأمر أن كل الذي تعاني منه ناتج من قلق والوساوس النفسية -والحمد لله تعالى- لا توجد أي أعراض للاكتئاب النفسي، لأن الاكتئاب كثيراً ما يكون مصاحباً للقلق، وهو أحد مكوناته ومن الجميل أنك تمارس الرياضة لأن الرياضة ذات قيمة علاجية كبيرة في إزالة القلق.

بجانب ذلك أريدك أن تسفيد من وقتك بصورة جيدة وإيجابية، وأن لا تترك للفراغ مجالا كي لا يدخلك في وساوس وتأملات سلبية.

استمر على التمارين الرياضية وهنالك أيضاً تمارين تسمى تمارين الاسترخاء، أريد أن تتدرب عليها وهي بسيطة وسهلة ومفيدة جداً، يمكنك أن تتحصل على كتيب أو شريط أو سي دي أو تتصفح أحد مواقع الإنترنت لتتعلم كيفيك تطبيق تمارين الاسترخاء.

الجزء الآخر في هذه الوصفة العلاجية هو أن نصف لك أحد الأدوية السليمة الجيدة المفيدة والتي تعالج أعراض القلق والوساوس، سوف أصف لك دواءً رئيسيا وداوءً مساعدا، والدواء الرئيسي الذي سوف يفيدك في هذه الحالات يعرف باسم سيروكسات، واسمه في المغرب هو ديروكسات واسمه العلمي هو بروكستين، ويمكن أن تجده تحت مسميات تجارية أخرى فقد أسأل عنه تحت مسماه العلمي وهو دواء لا يحتاج إلى وصفة طبية أبداً في تناول البروكستين بجرعة نصف حبة (10) مليجرام تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة ستة أشهر ثم خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر ثم توقف عن تناولها.

بجانب الديروكسات سيكون الدواء المساعد هو الدوقماتيل الذي يسمى علمياً باسم سلبرايد أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة في الصباح وكبسولة في المساء وقوة الكبسولة هي (50) مليجرام تناولها هذه الجرعة يومياً لمدة شهرين ثم اجعلها كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر ثم توقف تناول الدوقماتيل، ولكن يجب أن تستمر على السيروكسات كما وصفة لك سلفاً.

أخي نصيحة أخيرة، أرجو أن لا تترد كثيراً على الأطباء فحالتك هي حالة نفسية بسيطة في المقام الأول، وأسأل الله تعالى يشفيك وأن يعافيك وأن ينفعك بما ذكرناها لك من إرشاد.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً