الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هنالك دواء للذهان يجمع بين إزالة القلق ويعالج التركيز؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من شدة الخمول، والقولون العصبي، والقلق الزائد، وعدم القدرة على التنظيم والتركيز، وقد وصف لي استشاري نفسي الابليفاي نصف حبة صباحا 15ملج وزاناكس مرتين يوميا، وسيروكسات حبة يوميا 10 ملج، وقد سبب لي الابليفاي شدا في عضلات ساقي ورقبتي، وأشعر أني لا أستطيع قبض يدي بقوة.

قد استشرتكم ووصفتم لي الفلوناكسول مع السيبراليكس، وقد سبب لي الفلوناكسول كثرة الخمول والتثاؤب والنوم، ثم انتقلت إلى الدوجماتيل مع السيبراليكس، ولكن الدوجماتيل سبب لي خمولا شديدا.

علما أني أشعر بأن كل الأمراض مجتمعة في، من ضيق الصدر إلى الشد العضلي، وأود منكم أن تبينوا لي الفرق بين أدوية الذهان السابقة، فما هي الفروق بينها: الابليفاي نصف حبة والدوجماتيل والفلوناكسول؟ وهل أستطيع ترك مثلا الفوناكسول والذهاب إلى الابليفاي مباشرة؟

هل هناك دواء للذهان يجمع بين إزالة القلق والتركيز ولا يسبب الخمول ولا زيادة بالوزن؟ لأن وزني زائد وشهيتي زائدة، وعندما أتناول السيبراليكس أشعر بوخز في معدتي كالإبر، فهل السيبراليكس يسبب هذا؟

لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا بد أن يكون هنالك تحديد لنوعية الحالة التي تعاني منها من حيث التشخيص، فأنت ذكرت أنك تعاني من أعراض الخمول والقولون العصبي والقلق الزائد، والحالة بهذا الوصف هي ليست أكثر من قلق نفسي، وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: لماذا قام الطبيب بإعطائك الإبليفاي، هل كدواء مدعم؟ وهل كان يشعر بأنك في حاجة لهذا الدواء نسبة لتشخيص معين؟ .. هذه كلها أسئلة حقيقة لم أجد لها إجابة.

الأمر الثاني وهو أنه من الواضح أن لديك شيئاً من الحساسية للأدوية، فمثلاً الفلوناكسول وكذلك الدوجماتيل - والذي أعتقد أنك قد أحسنت بتناوله كبديل للفلوناكسول - هي أدوية بسيطة جدًّا، ويعرف عنها أنها لا تسبب الخمول، بل على العكس تمامًا الكثير من الناس يشتكي أن الفلوناكسول قد زاد من درجة يقظته وكذلك الدوجماتيل، ولذا ننصحهم كثيرًا بتناول هذه الأدوية في أثناء النهار، أما السبرالكس فحتى الشركة المصنعة تنصح بتناوله نهارًا؛ وذلك حتى لا يُضعف النوم، لكن بعض الناس قد يشتكي شيئاً من الاسترخاء، ولذا نقول لهم تناولوا الدواء في فترة المساء.

فيا أخي: أنا أرى أن تقبلك للأدوية ربما يكون فيه شيء من الحساسية، وهذا نلاحظه لدى بعض الناس. وفي مثل حالتك ربما يكون البدء بدواء واحد وبجرعة صغيرة، وبعد أن يستقر هذا الدواء على المستوى الكيميائي في الجسم يضاف الدواء الآخر إذا كانت هنالك حاجة له، ربما يكون هو المنهج الصحيح، لذا أرجو أن تنتهج منهج دواء واحد في وقت واحد، وإن كان هذا الدواء هو الإبليفاي فلا مانع من ذلك، علمًا بأن الإبليفاي أيضًا من الأدوية المنشطة والميقظة، ولا أعتقد أنه سوف يسبب لك أي نوع من الخمول.

فهنا أقول لك لا داعي لاستعمال الفلوناكسول، أو الدوجماتيل، ويمكنك أن تنتقل إلى الإبليفاي مباشرة، وتناوله بجرعة صغيرة (سبعة ونصف مليجرام) في اليوم لن يسبب لك إن شاء الله أي آثار جانبية مثل الشد العضلي الذي حدث لك في المرة الأولى.

سؤالك الثاني: هل هنالك دواء للذهان يجمع بين إزالة القلق ويعالج التركيز ولا يسبب الخمول ولا زيادة في الوزن؟

هنالك دواء يسمى (سدرولكت) وهو الاسم التجاري، والاسم العلمي هو (سيرتي إندول) هذا الدواء يقال أنه يحسن من التركيز كثيرًا، ويزيل القلق، وهو دواء محايد لدرجةٍ كبيرة فيما يخص زيادة الوزن، أي أنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن ولا يؤدي إلى نقصان، وجرعته هي ثمانية مليجرام إلى ستة عشر مليجرامًا.

لكن أرجو أن لا تتناول هذا الدواء دون استشارة الطبيب؛ لأن في بعض الحالات نحتاج أن نقوم بإجراء تخطيط للقلب قبل البدء في هذا الدواء.

عقار (سوليان) أيضًا والذي يعرف باسم (إمسلبرايد) يتميز جدًّا في أنه ممتاز لإزالة القلق وتحسين التركيز، ولكنه ربما يفتح الشهية للطعام قليلاً في الأيام الأولى للعلاج، وبعد ذلك نلاحظ أن هذه الزيادة لا تحدث.

فالحمد لله تعالى الخيارات موجودة وكثيرة، وتواصلك إن شاء الله مع طبيبك سوف يجعل الاختيار الصحيح متوفرًا.

ذكرت أنك عندما تتناول السبرالكس تشعر بالوخز في المعدة كالإبر، والسبرالكس والأدوية المشابهة ربما تؤدي إلى زيادة إفراز في عصارة المعدة، وهذا قد يحدث في الأيام الأولى للعلاج، ويظهر دائمًا عند الناس في شكل تقلصات أو انقباضات بسيطة في المعدة، أو شعور بالحموضة، لكن هذا بسيط جدًّا ويحدث في الأيام الأولى فقط من بداية العلاج، لذا تناول السبرالكس بعد تناول الأكل هي النصيحة التي ننصح بها، لأن مشاعر الوخز هذه أو التقلصات المعدية لن تحدث إن شاء الله تعالى، كما أن البدء بجرعة صغيرة من السبرالكس مثل خمسة ملجيرام مثلاً - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - لفترة قصيرة مثل أربعة إلى ستة أيام، ثم ترفع الجرعة إلى عشرة مليجرام، يساعد كثيرًا في تخطي أو تجنب أو عدم حدوث هذه الأعراض الجانبية البسيطة.

أؤكد لك أن السبرالكس دواء ممتاز ودواء نقي جدًّا، وأنا معجب بهذا الدواء كثيرًا، كما أن الأدوية الأخرى كلها أدوية مستحدثة وقدمت الكثير من الخير للناس بفضل من الله تعالى.

لا بد أن تركز أيضًا على الجوانب الغير دوائية لعلاج القلق والتوترات، ومنها ممارسة الرياضة، وممارسة تمارين الاسترخاء، وتلاوة القرآن بتدبر وتمعن، والتفكير الإيجابي... هذه كلها تضيف إن شاء الله لتحسن الصحة النفسية.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي عن العلاج السلوكي للقلق:
( 261371 - 264992 - 265121 )

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً