الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الموت لدرجة أني أفزع من النوم لكي أتوضأ وأصلي

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا طالب في الجامعة، عمري20 سنة، أعاني من الاكتئاب والخوف من الموت لدرجة أني أفزع من النوم لكي أتوضأ وأصلي، أحس أن ملك الموت سوف يأخذ روحي، علما بأنني أراجع الطبيب النفسي وتناولت الأدوية التالية: (سوليان) و(زلاكس) و(سبرالكس) و(رزيدون) ونسيت أن أقول أنني أحس أن الناس تستهزئ بي، ولي سنة كاملة منذ تناولت العلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

فهذا النوع من الاكتئاب المصحوب بالخوف من الموت والدرجة بسيطة من الشكوك التي تجعلك تحس أن الناس تستهزئ بك تستجيب للأدوية المضادة الاكتئاب بصورة ممتازة، وهذه الأدوية يجب أن تدعم بجرعة صغيرة من الأدوية المضادة للذهان، وقد أفلح الطبيب حين وصف لك سوليان مع السبرالكس؛ لأن كلا الدواءين يتميزان بفعالية كبيرة في علاج مثل حالتك، لا أعرف لماذا لم تستجب حالتك بصورة جيدة هل لأنك لم تلتزم بفترة العلاج أم كانت الجرعة أقل مما هو مطلوب؟

عموماً أود أن أصف لك الآن مجموعة أخرى من الأدوية، أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، الدواء الذي أريد أن تتناوله يعرف باسم زولفت (Zoloft ) وأيضا اسمه لسترال ((Lustral واسمه العلمي هو سيرترالين (Sertraline أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين أي (100) مليجرام، يمكنك أن تتناولها ليلا، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، والدواء الآخر الذي يجب أن تتناوله يعرف باسم رزبريادال (Risporidal) والاسم العلمي هو (رزبريادون)(Risperidone) والجرعة المطلوبة هي: واحد مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها (2) مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم واحد مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء، لا بد أن يكون هنالك التزام قاطع بتناول هذه الأدوية حتى تحصل على فائدتها -إن شاء الله تعالى-.

والوسائل السلوكية الأخرى التي يجب أن تتبعها هي أن تمارس تمارين الاسترخاء، وهي مهمة جداً، وتعلم هذه التمارين، إما بأن تقابل الأخصائي النفسي وليس الطبيب النفسي أو يمكنك أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، وفي ذات الوقت عليك أن تشغل نفسك، وعليم بإدارة الوقت بصورة فعالة وممتازة، ولا تضع أي مجال أو فراغ لتقذف هذه الأفكار في خيالك، ووجدانك مما يسبب لك الخوف والقلق.

الرياضة لابد أن تعطيها اهتماما خاصا فهي ذات فائدة كبيرة جداً، عليك بصلاة الجماعة فهي إن شاء الله تعالى فيها فائدة كبيرة جداً، وسوف تجعلك تحس بحسن الظن حيال الآخرين لأن الإنسان حين يلتقي بإخوة في المسجد هذا يطمئنه كثيراً، ويجعله يبتعد عن الشكوك والظنون.

ولا بد أن تكون لك نظرة مستقبلية متفائلة فأنت في بدايات الشباب، والمستقبل إن شاء الله هو للشباب، اسعَ وطور نفسك وسوف تجد إن شاء الله تعالى أن تماسكك النفسي واتزانك النفسي قد تحسن كثيراً.

الخوف من الموت بهذه الصورة المرضية جزء من حالة الاكتئاب والمخاوف التي تعاني منها، لكننا كلنا نحتاج لدرجة من الخوف من الموت وذلك حتى نعمل لآخرتنا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

وننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتحدث عن علاج الخوف من الموت سلوكيا(261797 - 272262 - 263284 - 278081)، والعلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121) ففيها خير كثير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً