الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بعدم التركيز والنسيان... فهل السبب الزيروكسات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أنني كنت أستعمل سيروكسات (37.5 mg) وكنت مرتاحاً جداً، ولكن بسبب الآثار الجنسية التي سببها السيروكسات ذهبت للطبيب ونصحني بأن أخفض جرعة السيركسات إلى (25mg) بالإضافة إلى (150 mg) ولبترين، - والحمد لله - الحالة النفسية جيدة، ولا توجد مشاكل جنسية، ولكن بعد استخدامي لهذه الجرعة لمدة (19) يوماً أحسست فجأه أنني في عالم آخر، فقدت التركيز، وأصبت بسرعة النسيان، وسوف أبدأ إن شاء الله بتخفيض السيروكسات إلى (25 mg) وأرفع جرعة الولبترين إلى (300 mg) فما هو تفسير هذه الحالة؟ فأنا كأنني في عالم آخر، وأشعر بعدم التركيز والنسيان، وزغللة في العيون وصداع، فهل هي آثار انسحابية للسيروكسات بسبب تخفيضه، أم أنها تفاعلات سلبية بين الأدوية، أم أنها نوبة صرع بسبب الولبترين؟ آمل تفسير حالتي.

وهل تنصحني برفع جرعة الولبترين وتخفيض السيروكسات؟ علماً بأنني أعاني من القلق والاكتئاب منذ (4) سنوات.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد توجد عدة تفسيرات لحالتك، فتخفيض جرعة الزيروكسات قد يكون هو السبب الذي جعلك تحس بهذه الحالة القلقية الغريبة، وهي ما نسميه بالتغرب عن الذات، أو اضطراب الأنّية، الذي من سماته أيضًا تشوش الأفكار وضعف التركيز، ونعتبرها حالة عارضة - إن شاء الله تعالى -.

الوليبوترين أيضًا ربما يكون ساهم في هذه الحالة، لأنه يرفع درجة اليقظة لدى الإنسان بشكل واضح جدًّا، وحين ترتفع اليقظة لدى الإنسان هذا قد يؤدي إلى إفراز زائد في مادة الأدرنالين، وقد ينتج عنه هذا القلق، والقلق يؤدي إلى كثير من التشوش في التركيز.

هذه التفسيرات التي أراها، أو ربما تكون الحالة لا علاقة لها مطلقًا بكل هذه الأمور، فهي حالة قلقية عارضة، وسوف تنتهي - إن شاء الله تعالى -.

أخي الكريم: الذي أراه هو أن تستمر على الزيروكسات بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا، ولا داعي لأن ترفع الوليبوترين لثلاثمائة مليجرام، فالمائة وخمسون مليجرامًا كافية جدًّا، وهي جرعة سليمة مع الزيروكسات.

أرجعُ مرة أخرى وأقول لك إن النوبة التي حدثت لك ليست نوبة صرعية أبدًا، نعرف أن الوليبوترين ربما يسبب نوبات صرعية لبعض الأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك، لكن ليس مع هذه الجرعات، فالحالة حالة قلقية وليست أكثر من ذلك.

أخي الكريم: أنصحك أيضًا بأن تتناول عقار (فلوناكسول) والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) لمدة قصيرة جدًّا، تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها لمدة أسبوعين أو ثلاثة، هذا الدواء متميز جدًّا في إزالة القلق والتوتر ويحسن من التركيز.

نصيحتي الأخرى لك هي أن تركز كثيرًا على تمارين الاسترخاء، وكذلك على التمارين الرياضية، فالرياضة تقضي على الطاقات النفسية السلبية، وتحسن التركيز، والاسترخاء كذلك يفيد كثيرًا، كما أن قراءة القرآن بتؤدة وتمعن وتدبر تحسن كثيرًا من تركيز الإنسان، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت} وأفضل الذكر هو قراءة القرآن.

أخي الكريم: الأمور كلها إيجابية، وأرجو أن لا تنزعج، والاكتئاب الذي بك سوف يزول تمامًا، ومن أهم الوسائل التي يتخلص من خلالها الإنسان من الاكتئاب أن يكون إيجابيًا في فكره، انظر إلى ماضيك بإيجابية، وكذلك حاضرك ومستقبلك بأمل ورجاء، وانظر إلى ذاتك أيضًا بإيجابية، وكذلك للعالم من حولك، وإدارة الوقت بصورة فعالة دائمًا تشعر الإنسان بالرضى، وهي من الوسائل الطيبة للتنمية البشرية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً