الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة النوم والاكتئاب... مشكلة أريد حلها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل الخير على هذا الموقع المفيد.

أرجو أن تفيدوني في سؤالي:
أنا متزوجة من سنتين تقريبا، وعمري ثمانية عشرة سنة، وعندي طفل عمره تسعة أشهر وأعاني من كثرة النوم، أشعر بالاكتئاب وعدم الشعور بالساعدة في أي مكان أذهب إليه، وأشعر بخوف من ألم بركبي منذ فترة، وأخرى صداع خفيف منذ يومين تقريبا.

أنا وزوجي متفاهمان، ولكن بعض عصبيته تزعجنني وتشعرني بعدم الثقة بالنفس، وليس لي أهداف بالحياة! وأعاني من بعض الإضطرابات بالدورة منذ الولادة.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأسأل الله تعالى أن تكون هذه الحالة الاكتئابية حالة بسيطة، ومن الواضح أن أعراض الخوف هي التي تسيطر عليك، وبالنسبة للصداع أعتقد أنه ناتج من التوتر النفسي الذي لديك؛ لأن التوتر النفسي ينعكس على بعض عضلات الجسم، ويؤدي إلى توترها، ومن أكثر هذه العضلات توترًا هي عضلات الرأس؛ مما ينتج عنه الصداع.

عملية فقدان الثقة بالنفس أعتقد أنها مرتبطة بعسر المزاج، أي درجة الاكتئاب البسيطة التي تعانين منها، أما اضطراب الدورة الشهرية منذ الولادة فهو معروف، لأن هرمون الحليب يُفرز بكميات متفاوتة، وهذا قد يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، كما أن القلق والاكتئاب يعرف أنها من المكونات الرئيسية والعوامل المعروفة لأن تؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية.

مما لفت نظري أنك تعانين من كثرة النوم، وكثرة النوم حقيقة هي عرض من أعراض الاكتئاب في بعض الأحيان، بالرغم أن المعروف والشائع هو قلة النوم مع الاكتئاب، لكن حوالي عشرة بالمائة من الناس خاصة النساء يكون الاكتئاب لديهنَّ من أعراضه هي كثرة النوم؛ لذا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، وأفضل علاج هو عقار (فلوكستين) وهذا اسمه العلمي، واسمه التجاري هو (بروزاك) وفي سوريا قد يكون له مسميات تجارية أخرى؛ لذا اسألي عن الدواء تحت مسماه العلمي (فلوكستين)، وهو ليس في حاجة لوصفة طبية، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، وهي أن تتناولي كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجرامًا، يجب أن تتناوليها بانتظام بعد الأكل لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعليها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أنا على ثقة تامة من أن هذا الدواء سوف يساعدك كثيرًا ويحسن من مزاجك ويزيل الشعور بالخوف، ويحسن طاقاتك النفسية والجسدية إن شاء الله تعالى.

نصيحتي لك الأخرى هي أن تمارسي الرياضة، أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، فالرياضة سوف تقلل من العصبية، وتعطيك النشاط الجسدي والنفسي، وهذا يؤدي إلى تنظيم النوم إن شاء الله تعالى، وحتى الدورة الشهرية أعتقد أنها سوف تنتظم بعد أن يزول هذا الاكتئاب.

لابد أن تكوني حريصة في علاقتك مع زوجك، وأنت ذكرت أنها علاقة فيها الكثير من التفاهم، ولكن بعض العصبية من قبل زوجك تجعلك تحسين بشيء من الإزعاج، حاولي أن تتحملي، حاولي أن تتغاضي عن بعض الأمور، حاولي أن تتقربي منه، وأعتقد أن عسر المزاج الذي لديك أيضًا ربما ساهم لأنك أصبحت قليلة التحمل لتصرفاته، وإن شاء الله حين يزول هذا الاكتئاب عنك سوف تكون الأمور والعلاقة فيما بينكما أكثر إيجابية.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً