الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاضطراب الوجداني..فهل من علاج لا يؤثر على الجنس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، هذا ما قرره عدة أطباء، والحمد لله بصحة وعافيه بفضل الله، ثم بهذه الأدوية التي استخدمها، علما أني أتناول حاليا جرعة دواء الديباكين 500ملم وليثيوم 400ملم والريسبيريدال 4ملم في المساء و2 ملم في الصباح، وأنا أتمتع بصحة جيدة ولله الحمد.

ما ينقصني في هذه الدنيا إكمال نصف ديني، علما بأن الريسبيريدال يضعف القدرة الجنسية، ويمنع في الساعات الأولى من عملية القذف.

أرجو إذا كان بالإمكان النصح بدواء ليس له تأثير على القدرة الجنسية.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ salime حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً: أود أن أشكرك كثيرًا على رسالتك الطيبة هذه، وأشكر لك أيضًا روح التفاؤل والصبر وإرادة التحسن التي هي واضحة جدًّا في رسالتك، وأسأل الله تعالى أن يديم عليك نعمة العافية، وأن يجعلنا جميعًا من الشاكرين لها.

لا شك أن الأدوية التي تتناولها هي من أفضل ما يُعطى لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وأنت الآن تتناول ثلاثة أدوية، وهذه فلسفة ينتهجها بعض الأطباء، وهناك أطباء آخرون يعطون دواء واحدًا لكن بجرعة أكبر، ومعظم الأطباء قد يلجئون إلى دواءين.

أخي الكريم: جرعة الدباكين التي تتناولها هي جرعة صغيرة نسبيًا، وكذلك جرعة الليثيوم، وأحد البدائل قد يكون بتناول جرعة الدباكين ألف مليجرام في اليوم، وتناول الليثيوم بجرعة أربعمائة مليجرام في اليوم، وهذا قد يجعلك تحتاج إلى الرزبريدال بجرعة اثنين مليجرام مساءً، ولا داعي للأربعة مليجرام.

البديل الآخر هو أن تجعل الليثيوم ثمانمائة مليجرام في اليوم، والدباكين خمسمائة مليجرام في اليوم، وتظل على اثنين مليجرام من الرزبريدال.

بهذا نكون قد تخلصنا من الأربعة مليجرام من الرزبريدال دون أن تفقد الفعالية الدوائية، لأن الارتفاع في جرعة الدباكين أو الليثيوم سوف يعوض تمامًا الأربعة مليجرام من الرزبريدال التي نصحناك بالتوقف عنها، وجرعة الرزبريدال الصغيرة - أي الاثنين مليجرام - إن شاء الله تعالى لن يكون لها أي أثر سلبي على أدائك الجنسي.

أخي الكريم: هذا خيار أرجو أن تنظر فيه، ولا شك أن تواصلك مع طبيبك سوف يكون أمرًا جيدًا، وأن تطرح له ما طرحناه عليك، وأنا متأكد جدًّا أن الطبيب سوف يوافق على هذه الاقتراحات إن شاء الله تعالى.

الطرح الآخر هو أن تتناول الدباكين بنفس هذه الجرعة والليثيوم بهذه الجرعة، وتتوقف عن تناول عقار رزبريدال، وتستبدله بدواء يعرف تجاريًا باسم (إبليفاي) ويسمى علميًا (إريببرازول) والجرعة المطلوبة هي خمسة عشر مليجرام في اليوم.

يعرف عن الإبليفاي أنه ليس لديه أي تأثيرات جنسية سلبية، كما أنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، ولا يؤثر مطلقًا على هرمون الحليب الذي يعرف باسم (برولاكتين) وهذا هو الهرمون الذي قد يؤدي إلى الضعف الجنسي عند الرجال، وبالنسبة للنساء يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية.

إذن (الإريببرازول) بنقائه ودرجة سلامته العالية أعتبره أنا خيارًا جيدًا وممتازًا، ودراسات كثيرة جدًّا بين أيدينا أشارت أنه دواء فعال جدًّا لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

هذا أخي الكريم طرح آخر وخيار آخر يمكن أن تفكر فيه، وهنالك حلول كثيرة جدًّا موجودة، لكن ربما تكون هذه هي الأقرب لتصلح في حالتك.

أخي الفاضل: هنالك أمر ضروري جدًّا أود أن أذكرك به بخصوص موضوع المعاشرة الزوجية، فكثير من الناس يكون لديهم تخوفات قبل الزواج حول هذا الأمر، ومعظم هذه التخوفات تتمركز حول القدرة الجنسية، ويا أخي نحن نقول من يأتيه انتصاب مرة واحدة في الشهر خاصة الانتصاب الصباحي يعتبر إن شاء الله كامل الذكورية، ولا شك أن الإنسان حين يلتقي بزوجته وتكون هنالك المثيرات الجنسية المعروفة هنا يكون الحكم الحقيقي على الأداء الجنسي.

عمومًا: أرجو أن لا تفكر في الفشل؛ لأن الخوف من الفشل هو الذي يؤدي إلى الفشل في المعاشرة الزوجية، والتزامك بالدعاء حين تلتقي مع زوجتك وملاطفتها وملاعبتها، وأن تحس أنك في لحظات سعيدة، هذا قطعًا يحسن من أدائك الجنسي.

كما أن ممارسة الرياضة تعتبر أحد الشروط المطلوبة جدًّا لتحسين الأداء الجنسي، والتخلص من الشوائب النفسية السلبية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وقد سعدتُ كثيرًا برسالتك هذه، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، وأن تلتقي مع زوجتك على الخير والسكينة والرحمة والمودة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر شريفية

    السلام عليكم
    أنا أيضا شخّص لي الطبيب نفس المرض وبقيت أشرب الدواء لفترة وعندما تزوجت قطعته ولم أشربه، والآن مرّت فترة عامين والحمد لله .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً