الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع عناد ابنتي؟

السؤال

أنا ربة منزل، ولدي (3) بنات وولد، أعمارهم متقاربة جداً، مشكلتي في التعامل مع ابنتي الثانية والتي تبلغ من العمر (4) سنوات، فهي عنيدة وعصبية، تحب كسر الأشياء، وتضرب أختها الأصغر منها (3) سنوات، أختها الصغرى تأخذ كل ما يحلو لها وتحظى بالحب من الجميع، وتخاف من أختها الأكبر (5) سنوات، وهي دكتاتورية الطبع, متسلطة نوعاً ما، بعد ولادة الصبي (3) أشهر بدأ يزداد الأمر سوءاً، فبدأت تتبول على ملابسها دون خجل، مع العلم أنها خجولة، أنا ووالدها لا نفرق بالتعامل معهم، ويقضون أغلب وقتهم معي، لكنها تلجأ إلى الخادمة دوماً، تعاملت معها بنظام الثواب والعقاب ولم يفلح، وبالكلام والسياسة ولم يفلح، حتى الضرب لم يفلح، وأنا عصبيه نوعاً ما.

ما الحل برأيكم ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فيظهر أن ابنتك عنيدة بعض الشيء، وهي مفتقدة للأمان، ولا شك أن عصبيتك البسيطة عقدت الأمور وجعلت تحملك أقل لتفاعلاتها وتصرفاتها، فعليك بالصبر، واعلمي أن الأطفال ليسو بشريحة واحدة، وأنهم يكثر لديهم العناد والغيرة، لكن هذه غالباً تكون مرحلة عابرة وليست أكثر من ذلك،.

كثيراً ما نقارن بين أطفالنا، وحين نرى الطفل الهادئ المنضبط نفكر أن جميع الأطفال يجب أن يكونوا على هذا المستوى، وهذا ليس ممكناً أبداً، ولا بد أن نقبل هذه الفروقات الفردية بين أطفالنا، وهذا لا يعني أن نسكت على التصرفات الخاطئة والعناد الشديد من جانب الطفل، فهذه الطفلة - حفظها الله - سيظل مبدأ الثواب هو الأفضل بالنسبة لها، ومبدأ العقاب أرجو أن لا يركز عليه كثيراً، ولا شك أن الضرب يزيد الطفل عناداً ويضعف من شخصيته، وفيه الكثير من الانتهاك لحقوق الطفل إذا كان ضرباً مبرحاً، فحاولي أن تتجنبيه، وقربي ابنتك إليك وأشعريها بالأمان، واجعليها ذات خصوصية، العبي معها وانزلي معها لمستوى طفولي، واجعليها كأنها مشرفة على أختها الصغرى، هذا يعطيها كينونة ويشعرها بالأمان، ويجعلها أكثر مرونة وتقبلاً للإرشاد، هذا هو خط العلاج الأول.

خط العلاج الثاني: لا بد أن يكون مبدا الإثابة والتحفيز مقنناً، وأفضل تقنين لها في هذا العمر هو تطبيق طريقة النجوم المعروفة لدى الأمهات، وهي تثبيت لوحة بالقرب من سرير الطفلة، اشرحي لها هدف هذه اللوحة وما هو هدف النجوم والثواب والعقاب، وما تكسبه من نجوم سوف يكون أمراً ضرورياً لتحصل على ما تريد، وهكذا ... قومي بعد ذلك وأعطيها ثلاث نجوم على كل عمل إيجابي من الدرجة الأولى، وإذا كان التصرف إيجابياً من الدرجة الثانية - أي أقل من الأول - تعطى نجمتان، وفي حالات التصرفات الإيجابية البسيطة تعطى نجمة واحدة، أما في حال الاضطراب السلوكي والعناد الشديد تخصم منها ثلاث نجوم، وفي حالة التصرف السلبي والمتوسطة تخصم نجمتين، وفي التصرف السلبي البسيط تخصم نجمة واحدة، وهكذا ... وهذه عملية تتطلب الصبر ولكنها مفيدة جداً، ونشرح للطفل أن مكافأته سوف تعتمد على عدد النجوم التي سوف يكتسبها، فهي طريقة مفيدة وفعالة ومجربة.

أختي الكريمة: هذا هو الذي أنصحك به، وعليك بالدعاء لأبنائك، وتذكري أن هذه الأمور أمور عرضية، أعط ابنتك فرصة للعب مع الأطفال في عمرها، وحاولي أن تستفيد من الألعاب ذات القيمة التعليمية والفائدة العلمية التي توسع مداركها وتشد انتباهها، وهذا النوع من الألعاب يمتص طاقات الغضب لدى الطفل.

ونسأل الله لها العافية والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً