الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يتعرض لتشنجات مع إغماءات متكررة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي يتعرض لتشنجات مع إغماءات متكررة، مع محاولة إيذاء وجهه، وفي بعض الأحيان يكون هناك صراخ بصورة أسبوعية أو كل أسبوعين لمدة سبعة أو عشرة دقائق منذ أربعة أشهر، وظهرت عليه هذه الأعراض بعد أن قام أخي الكبير بنهره بقوة أمام زملائه، فحصل له نوع من الانهيار العصبي في حالة لم أر مثلها من قبل، صراخ وضرب بالجدران.

لم يكن يستطع أن يتحكم في نفسه، وبعد أن هدأت حالته قمنا بعمل تخطيط للمخ، ولم يظهر فيه أي شيء، غير أنه يشكو من هذه التشنجات والإغماءات التي تحدث له، وبعد أن يفيق لا يتذكر شيئا مما حصل له ويرجع لحياته الطبيعية، وكتب له الدكتور دواء amitriptylin 10mg واصفا حالته بأنها نوع من التوتر، طبعا أخي عنيد ويرفض تماما استخدام الدواء، فأصبحنا نعطيه الدواء أثناء النوبات التي تحدث له، وعندما نريد أخذه إلى دكتور مخ وأعصاب يقول هل أنا مجنون؟ ويرفض الذهاب، وسؤالي هو: مم يشكو أخي في توقعاتك؟ وهل استخدام هذا الدواء بهذه الطريقة صحيحة، وما هي نصيحتك لي يا دكتور؟ وما هي درجة خطورة حالته؟

أرجوك طمئني يا دكتور فأنا أمر بحالة يعلم بها الله من كدر واكتئاب بسبب رؤيا أخي في هذه الحالة، وهو غير مهتم بشيء.


معلومات عن أخي:
العمر 26 سنة.
الطول 165 سم.
الوزن 60 كيلو.
أعزب.
يعمل بوظيفة مراسل.

وجزاك الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونشكرك لاهتمامك بأمر أخيك هذا.
أولاً في مثل هذه الحالات لابد أن نتأكد من التشخيص، هل هذا الأخ يعاني من تشنجات صرعية أم يعاني من تشنجات انفعالية؟ والتشنجات الانفعالية يسميها البعض بالتشنجات الهستيرية، ولكن لا أفضل هذا الاسم، وهو نوع من الإثارة النفسية السريعة جدّا، والتي تكون ناتجة من تراكمات وانفعالات وضغوط نفسية تعرض لها الإنسان في وقت آنٍ أو في وقت سابق، وفي بعض الحالات تكون التشنجات الصرعية الحقيقية مختلطة مع هذه التشنجات الانفعالية، وهذا قد يعقد الأمور في بعض الحالات.

بالنسبة لتخطيط الدماغ لا يعتبر فحصًا قاطعًا، فتشخيص الدماغ حتى بالنسبة لحالات الصرع الحقيقي – أي التشنجات التي تنشأ من زيادة في كهرباء الدماغ – لا تكون دقته أكثر من خمسين إلى ستين بالمائة؛ لذا تعتبر المشاهدة العينية – أي الشخص الذي يشاهد هذه الحالة ويصفها وصفًا جيدًا ودقيقًا – هذا يجعل الطبيب المقتدر أن يُشخّص نوعية الحالة، وأنا كثيرًا ما أنصح الأهل في مثل هذه الحالات بأن يقوموا بتصوير هذه النوبات وعرض الصورة على الطبيب، والحمد لله تعالى الآن هذه الكاميرات الموجودة في الجوال (التليفونات) سهلت كثيرًا أن تصور هذه النوبات وتعرض على الأطباء، فإذا كان هنالك إمكانية لذلك فأعتقد أن ذلك سوف يكون أمرًا جيدًا، لابد أن يتم التشخيص.

الدواء الذي أعطي لأخيك وهو (إميتربتلين) هذا الدواء هو في الأصل مضاد للاكتئاب، ولكن بهذه الجرعة يُستعمل في الحالات الانفعالية وحالات القلق.

هذا الأخ حقيقة يحتاج إلى رعاية طبية نفسية، يحتاج إلى تقييم حالته، أنا أقدر أنه يرفض الذهاب إلى الطبيب ويقول أنا لستُ مجنونًا، هذا أمر نسمعه أيضا، ولكن الإنسان يمكن إقناعه بعدة وسائل، منها أولاً يجب أن لا نقول له أنك مريض، نقول له مثلاً: (نحن نهتم بأمرك، ولاحظنا أن لديك بعض الانفعالات، وأنك لا تظهر في حالة من السعادة والراحة النفسية، لماذا لا تذهب وتجري بعض الفحوصات الطبية، وإذا كان هنالك حاجة لمقابلة الطبيب النفسي يمكن ذلك، والطبيب النفسي لا يتعامل الآن مع ما يسمى بالجنون، هذه حالان نادرة وقليلة، معظم الناس أصبحت الآن من القلق والتوتر وعدم القدرة على التوائم نسبة لضغوط الحياة وظروفها).

هذا النوع من اللغة يقنع الناس حقيقة بالاستفادة من الخدمات الطبية، وأنا كذلك من النصائح التي أوجهها ومن خبرتي المتواضعة، أن أفضل ما يُقنع الإنسان الذي يحتاج للعلاج النفسي هو شخص يكون له أثر على هذا الشخص، بمعنى أن لا يتدخل الجميع ويحاولوا إقناع المريض بالذهاب إلى الطبيب، يكون هنالك شخص واحد، هذا الشخص يكون ذا أثر عليه، وهذا ربما يكون طفلاً في بعض الأحيان، ربما يكون صديقًا، ربما يكون جارًا، ربما تكون أختًا.. هذه مهمة جدًّا، فيا أختي الكريمة: عليكم أن تختاروا الشخص الذي يقنع هذا الأخ بالذهاب إلى الطبيب.

وأنا أؤكد لك أن هذه التشنجات وهذه النوبات أيًّا كان نوعها سهلة العلاج إن شاء الله تعالى، إذا اتضح أنها تشنجات انفعالية فهو يكون محتاجًا لبعض الجلسات النفسية مع ممارسة تمارين الاسترخاء، وأن نسانده، وأن نشعره بأهميته، ويمكن أن يُعطى بعض الأدوية المضادة للقلق والانفعالات، وهي كثيرة جدًّا.

أما إذا كانت هنالك شكوك حول وجود نوبات صرعية فهذه سهلة العلاج، فهنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (تجراتول) وآخر يعرف باسم (دباكين) هذه كلها أدوية مفيدة جدًّا.

أريد أن أشير لحقيقة علمية أرجو أن لا تزعجك، لكنها مهمة، وهي أن التشنجات التي تصدر من الفص الصدغي من المخ، وهي منطقة معينة جدًّا في الدماغ حساسة جدًّا، هذه النوبات الصرعية إذا كان منشؤها الفص الصدغي لا تظهر في شكل الصرع المعهود الذي يكون فيه الإنسان تحدث له تشنجات وانقباضات عضلية وحركة ويقوم بعض لسانه ثم يفقد وعيه وهكذا، لا تكون أبدًا هذه النوبات الصرعية الناشئة من الفص الصدغي على هذا النسق والسياق، ربما تكون انفعالات زائدة، الإنسان قد لا يكون واعيًا ببعض التصرفات التي يقوم بها، بالرغم من أن الجميع يلاحظ أنه في حالة من اليقظة والانتباه قد تأتيه في شكل بعض الأفكار، قد تأتيه في شكل أنه يشم رائحة غريبة لا يشمها الآخرون، إذن النوبات الناشة من الفص الصدغي حقيقة هي أمر معقد جدًّا، لكن الأطباء المقتدرين يستطيعون حقيقة أن يشخصوا هذه الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله له الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ايمان

    سبحان الله ونا أيضاً تجيني هذي الحالة منذ ثلاث سنوات وأتعرض لإحراج كبير بعد ما أرجع لحالتي الطبيعية وهذي الحالة تأتي بمعدل مرتين الى ثلاث مرات فالسنة وبعد هذي الإستشارة إن شاءالله سأذهب للطبيب المختص

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً