السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ سنتين ظهرت لي فرقعة وألم بسيط في مفصل الفك الأيمن، فاستشرت طبيبا مختصا وقال لي هذا إجهاد، لأنك تأكل على جهة واحدة، وأعطاني جهازين لرفع (العضة) أحدهما قاسي وشفاف أضعة لشهرين، والآخر طري أضعه في الليل، ولم أستفد على شيء.

بعد مدة تحولت الفرقعة والألم للجانبين، ويظهر الألم خصوصا عند الأكل! فاستشرت طبيبا آخر وطلب مني صورة سيفالومتريك، وتبين معه بأن الفك ينمو نموا عكسيا إلى الخلف، مما يسبب طنينا في الأذن وصداع وبالفعل هذا ما يحدث.

قال لي بأن لديك تحورا في الأنياب والأسنان الخلفية، مما يدل على ذلك وطلب أيضا صورة للفك لتحديد العمر العظمي، وتبين أن العمر العظمي متوافق مع العمر الزمني.

قرر الطبيب إجراء تقويم لتعديل الأنياب والأسنان الخلفية لرفع (العضة) وتحرير الفك السفلي والحقيقة أنني لم أستوعب ما قال.

هل ذلك يسبب فعلا أذية سمعية؟ وهل للأنياب علاقة بالفك؟ وكيف ينمو الفك عكسيا.

أرجو التوضيح مع الإشارة بأن الطبيب الأول طلب بانوراما فكين، والثاني سيفالومتريك.
هل هناك خطر؟ أرجو التوضيح.

وشكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل نور الدين حفظه الله آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

المفصل الفكي الصدغي أحد أكثر المفاصل تعقيدا في جسم الإنسان، وهو يتيح لك تحريك الفك السفلي أثناء الكلام, الأكل والبلع, وهو يتألف من عظم الصدغ في الدماغ مع الفك السفلي والقرص الغضروفي بينهما.

عضلات الفك هي التي تحرك الفك فتحا وإغلاقا والحركة من جانب لآخر.
آلام هذا المفصل كثيراً ما يشابه آلام الأذن أو التهابات الجيوب أو العصابات الوجهيه مسبباً خطأ في التشخيص، وبالتالي بالعلاج ونجاحه.

علامات اضطراب وظيفة هذا الفك تظهر إما بشكل أصوات تنجم عن حركة المفصل عند الفتح والإغلاق أو الحركة الأمامية أو الجانبية، وهذه الأصوات تشير إلى عدم تناسق أو انسجام مكونات المفصل مع بعضها عند الحركة.

قد تكون الأصوات بشكل فرقعة، طقطقة، (هسيس) أو حفيف أو قد يكون هناك تحدد في الحركة الفكية: وهي نتيجة إعاقة لحركة المفصل، وأشكال الإعاقة هي: انحراف الفك السفلي عن مساره المستقيم، وفي بعض المرضى يكون هناك صعوبة عند الفتح أو في الإغلاق وكأن الفك يعلق مفتوحاً أو مغلقاً، قد تترافق كثرة الفتح والإغلاق مع الألم أحياناً.

في بعض المرضى يشعرون كصوت رنين في الأذنين مع شعور انتفاخ بهما أو آلام أذنية غير مرتبطة بالتهابات الأذن أو تشنج وآلام في عضلات الكتف والرقبة وأحيانا ألم وصداع خلف العينين وخلف الجيوب الفكية.

أغلب مشاكل المفصل الفكي الصدغي يمكن أن تعالج بتهيئة الراحة للعظم، والعضلات والقرص الغضروفي التي تكون هذا المفصل، وهذا يتم بالأشياء التالية:
إنقاص الإجهاد، وإعطاء مضادات التهاب، ومرخي العضلات، وتطبيق كمادات حارة.

عادة تعود اضطرابات المفصل الفكي الصدغي إذا اضطرب توازن هذا المفصل كالإجهاد والتركيبات السنية والرضوض.

الصور بالسيفالومترى تجرى لإجراء صورة للرأس، والمفاصل الفكية ولإجراء قياسات، بينما البانوراما تجرى لأخذ صورة واحدة تظهر فيها الفك العلوي والسفلي، وهي ليست للمفصل الصدغي، وقد يحصل عدم تطابق الأسنان ومنها الأنياب نتيجة بروز أحد الفكين أو تراجع الفك المقابل وهذا ما يقصد بالنمو العكسي.

لذا يجب أن تتابع العلاج مع الطبيب المعالج، ونرجو لك التوفيق.