السلام عليكم

أنا طالب قد أنهيت المرحلة الثانوية قبل عام، عمري الآن 19 عاما، أعاني من تعرق شديد في اليد وارتجاف عندما أعرض شيئا في المدرسة أمام الطلاب، وتكثر الغازات في بطني، وأشعر بألم شديد يبعدني عن التركيز فيما أقول.

أشعر بارتجاف شديد برجلي ويدي، وأعاني من كثرة التفكير عندما أكون خاليا، وأعاني من كثرة الخجل، وسرعة الغضب، وأحب أن أكون منفردا طول الوقت، وأكره الجلوس مع الناس.

اطلعت على استشارات سابقة مشابهة لحالتي منها: (2114204) و (2102295) و (2113412) و (2111386)، وقد نصحتهم بأدوية مختلفة مثل (فافرين - سبرلكس - فلوزاك)، فلا أدري أي واحد ينفع حالتي؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالقلق هو جزء من حياتنا، وهو مفيد لأن يكون الإنسان مندفعًا اندفاعًا إيجابيًا وفعالاً وناجحًا في حياته، لكنه في بعض الأحيان قد يتزايد القلق أو قد يسير في اتجاه خطأ، وهذا يؤدي إلى هذه الأعراض.

القلق الذي تعاني منه هو من النوع البسيط ويسمى هذا بالخوف أو الرهاب الاجتماعي الظرفي -أي الذي يحدث في ظرف معين- والأعراض الجسدية لديك واضحة جدًّا وهي: التعرق الشديد والارتجاف في المواقف التي تتطلب المواجهة، وتكثر حركة الأمعاء، كما ينتج عنه الغازات وآلام شديدة، وكذلك يوجد لديك ارتجاف في الرجل، ولا بد أن يكون هنالك درجة من الخوف تحس بها، وتنتابك أفكار كثيرة, وربما شيء من ضعف التركيز، وما وصفته بالخجل -حقيقة- هو الرهاب الاجتماعي، وسرعة الغضب قد تكون مرتبطة بحالة القلق العامة التي تعاني منها.

أولاً: أنصحك بأن تتفهم أن هذه الحالة حالة بسيطة، وأنها لا تعالج فقط من خلال الأدوية، ولكن تعالج بالمواجهة والإصرار على المواجهة، وأن لا تتجنب المواقف الاجتماعية التي تخاف منها، هذا مهم جدًّا.

وأريد أن أوضح لك حقيقة، وهي أن الخوف وبهذه الصورة التي جربتها ليست بهذه الشدة أبدًا، هذا مجرد شعور يأتيك، لكن حقيقة الأمر أن التعرق وحتى الرجفة وحتى الخوف هي أقل بكثير مما تشعر به، وهناك حقيقة أخرى وهي أنني أود أن أوضح لك أنه لا يوجد أي تلعثم في كلامك، فكلامك واضح ولكن ربما يخيل لك أنك تتعثر وتتلعثم في الكلام وأنك ترتجف.

هنالك أيضًا طرق مهمة جدًّا للمواجهة، ومن أهمها أن تمارس رياضة جماعية مع زملائك مثلاً مثل كرة القدم، هذه وجدت أنها مفيدة جدًّا، كذلك الصلاة في الصف الأول في المسجد، والذهاب إلى مراكز التحفيظ في المساجد، هذا كله يجعل الإنسان يتفاعل تفاعلاً إيجابيًا, ويزيل منه الخوف، وعليك أيضًا أن تكثر من الزيارات لأرحامك، وأن تلتقي بأصدقائك، وأن تكون كثير الاطلاع والمعرفة؛ وذلك لأن التسلح بالعلم والمعرفة يجعل الإنسان أكثر ثقة في نفسه ومقدرة على الحوار مع الآخرين، وهذا يجعلك لا تتخوف ولا تتهيب هذه المواقف، بل تحس بالرضا أمام الآخرين.

أما العلاج الدوائي، فتوجد أدوية ممتازة فعالة، من أفضلها دواء يعرف باسم (لسترال) ويسمى أيضًا (زولفت) واسمه العلمي هو (سيرترالين) وهو متوفر في قطر في الصيدليات الخارجية الخاصة، والجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجرامًا- تناولها بعد الأكل، واستمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، بعد ذلك توقف عن تناول الزولفت.

وهنالك دواء آخر أريدك أن تتناوله كعقار مساعد، هذا الدواء يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول)، واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول) والجرعة المطلوبة هي حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك توقف عن تناوله.

أؤكد لك أن هذه الأدوية أدوية سليمة وممتازة وفعالة جدًّا، وعليك بالتطبيقات السلوكية السابقة الذكر مع الالتزام بتناول الدواء، وسوف تكون النتائج طيبة ورائعة جدًّا -بإذن الله تعالى-.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.