الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من التشتت الذهني والنسيان؟

السؤال

السلام عليكم

أبلغ من العمر (21) سنة، كنت أدرس بالثانوية بالصف الثالث، تركت الدراسة منذ سنتين، والآن أريد مواصلة دراستي، لكن لدي مشاكل تقف أمامي لا أستطيع تحملها:

أولاً: نسيان شديد للغاية، لا أستطيع أن أتذكر أي شيء عملته بالأمس مثلا، وعدم التركيز، وتقريباً خلال السنتين التي تركت فيهما الدراسة نسيت كل شيء يتعلق بالدراسة.

ثانياً: أنا أمارس العادة السرية، وسببت لي أضراراً كثيرة، منها آلام في أسفل الظهر، وعدم التركيز في شيء، من الممكن أن أقول أنه شتات ذهني، كذلك كثرة الوساوس، حتى في الصلاة، الوساوس أرهقتني وجعلتني دائماً أفكر في أشياء غريبة ومستحيلة، كذلك سببت لي ضعفاً في النظر، وذهبت إلى الطبيب المختص وكتب لي نظارة، كذلك لا أستطيع التركيز في كلامي مع أصدقائي وأصحابي، أحس بإحباط، وأشعر أني أقل منهم، حاولت الإقلاع عنها كثيراً لكن لم أستطع، وحاولت التوبة أكثر من مرة، ولكن لم أوفق، أرجوكم رجاءً خاصاً أن تنصحوني وتحلوا هذه المشكلة.

ثالثاً: ما علاج الشتات الذهني؟ وما هو علاج النسيان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صدام حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

إن حالة الشتات الذهني، وكذلك النسيان، وعدم الاستقرار النفسي، وتقلب المزاج، وعدم الإنجاز الدراسي، كلها مؤشرات تدل أنك تعاني مما نسميه بالقلق الاكتئابي البسيط، ونقصد بذلك أنه لديك أعراض اكتئاب نفسي بسيطة، وكذلك أعراض قلق، ولا شك أن ممارسة العادة السرية وبالصورة التي ذكرتها تزيد من القلق والتوتر لديك، والشعور بالذنب المصاحب لا شك أنه يعقد الحالة النفسية لديك.

أخي الكريم: عليك أن تُقلع عن هذه العادة، والإنسان يغيّر نفسه ما دام عرف طبيعة وحجم المشاكل التي هو فيها، وهذا الأمر تحت إرادتك بصورة تامة، وعليك بالصبر، وهنالك ممارسات إيجابية جدًّا إذا قام بها الإنسان يساعد نفسه للتخلص من هذه العادة الرذيلة المضرة، وأنا أقول لك ليس ضررها في ألم أسفل الظهر فقط، إنما ضررها في القلق، الاضطرابات الجنسية اللاحقة، والتشتت الذهني، فاستبدلها بأمور إيجابية كثيرة كممارسة الرياضة، الصبر، والصوم متى ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، والتفكير في الزواج، ويجب أن لا تكون محدودية الإمكانات المالية مانعة للزواج، لأن الزواج هو نفسه باب من أبواب الخير والرزق.

أخي الفاضل: أنت محتاج لعلاج دوائي - والحمد لله تعالى - الأدوية متوفرة في السودان، هنالك دواء يعرف علميًا باسم (فلوكستين) ويعرف تجاريًا باسم (بروزاك) وله مسميات تجارية كثيرة، وفي السودان يوجد مركب هندي ممتاز جدًّا لا أذكر اسمه التجاري بالضبط، لكن أعرف أنه متوفر في الصيدليات، فاسأل عن الدواء تحت اسمه العلمي وهو (فلوكستين) وابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، تناولها بعد الأكل، وبعد شهر اجعل الجرعة كبسولتين في اليوم، واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية السليمة والفعالة جدًّا، والتي تزيل القلق والاكتئاب وكذلك الوساوس، وسوف تحس أن صدرك قد انشرح -بإذن الله تعالى- وأن تركيزك قد تحسن، وهذا يجب أن يكون دافعًا حقيقيًا لك من أجل المثابرة والاجتهاد والاستفادة من الوقت بصورة صحيحة، والتفكير الإيجابي، والتأمل فيما هو نافع، وأن تعرف أنه لديك مميزات كثيرة وطاقات متى ما تم استغلالها بصورة صحيحة فسوف تجد أنك قد تحسنت كثيرًا.

عليك بالصحبة الطيبة والرفقة الحسنة، كن مع شباب الحي من المصلين، كن من رواد المسجد، سوف تجد أن هنالك أموراً طيبة كثيرة قد أتتك، فليس هنالك ما يدعوك للتشاؤم، فالخير دائمًا أكثر من الشر، ويغلبه -إن شاء الله تعالى-.

عليك بقراءة القرآن بتدبر وتأمل، فهذا من أفضل الوسائل التي تحسن التركيز وتزيل شتات الذهن، والرياضة كما أكدت لك أيضًا هي ضرورية ومهمة من أجل تحسين صحتك النفسية والجسدية.

ضعف النظر يجب أن لا يكون شاغلاً لك، ويجب أن لا يُشعرك أبدًا بالدونية، فهذه الأمور يمكن علاجها، وإن لم تُعالج فعليك بقبول الواقع والتعايش معه.

ولمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة الاستشارات حول علاج النسيان وعدم التركيز سلوكيا: 226145 _264551 - 2113978 - 269001 - 269270
وأضرار العادة السيئة: (38582428424312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية حسام سليمان

    والله تقريباانا اعاني من نفس المشكلة ولكن ان شاء الله اتطبق كل اللى في المقال والله الموفق

  • مصر محمد التائب - مصر

    سبحان الله اعانى نفس المشكلة لاننى من ممارسى هذه العادة ، اجاهد نفسى كثيرا ، أحيانا أصيب وأحيانا أخطئ وارتكب المعصية وأعود إلى الله مرة أخرى ، قرأت الكثير عن هذا أهو نفاق أم ماذا ووصلت إلى اجابتى انها سلسال من الشيطان افكه تدريجيا بعون الله فكما قلت تارة انجح وتارة لا ، لا أريد إلا أن يعفنى الله من هذه العادة فأنا واثق تمام الثقة بقدرتى على الإبتعاد عنها لأننى أفعل العادة السرية بارادتى وهذ ما يحزننى ولكن لا بأس سأصبو إلى ما أريد وأثق فى أن الله لن يترك عبده مهما كانت الظروف فأنا لاجئ إليه،هذه أول مرة أشارك فيها بتعليق فى مثل هذه الامور ولكنى من ناحية أريد إخراج ما بنفسى من كتمان هذه العادة و ناحية أخرى أريد مشاركة تجربتى حتى ينتفع منها الأخرون ويعلمون أنهم ليسوا وحدهم لأننى أدرك أن هناك من هو فى شرك هذه العادة أيضا .
    أدعو الله ان يساعدنى على تخطى هذه العقبة وان شاء الله تتمكنون منها بعون الله . :)

  • السعودية سامي

    الله يجزاك خير يا دكتور ونفع بك وزادك علماً

  • Fatima

    الله يجزاك خير يادكتور انا مسببه لي نفس المشاكل ادعولي الله يشفيني منها

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً