الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبة أختي شاب تعرفت عليه عبر النت، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله في هذا الموقع العظيم، وفي كل المقيمين هنا في هذا الموقع الواسع الذي لا يضيق على أحد قد لجأ إليه لاستشارة كانت أو لطلب علم.

أنا أرتاح لهذا الموقع كثيراً، وألجأ إليكم اليوم لاستشارتكم عن العلاقات التي تقع في النت، شاب يتحدث مع فتاة أو العكس ، ليتسلوا، أو للبحث عن الحب الذي يفتقدونه في الواقع!

أحب أن أسال عن هذه العلاقة بشكل عام، وعن عواقبها، فهي لا شك لها عواقب لا تخفى على الكثير، ولكنني أريد أن أستشيركم عن العلاقة التي وقعت بين الشاب والفتاة عبر النت، وهم مدركون أن العلاقة هذه محرمة، ويريدون الارتباط على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهل يجوز الارتباط بهذه الطريقة؟

استشارتني أختي في موضوع، بأن شابا يريد أن يتقدم لها، ولكنها خائفة من إخبار أهلي عنه؛ لأنها ببساطة تعرفت عليه "عبر النت" ، ولكن من حسن الحظ إنه من المعارف، ويستطيع أهلي السؤال عنه دون خوف، ولكنها خائفة جداً، ولا تعرف كيف تتصرف، نصحتها وقلت لها تصلي صلاة الاستخارة ولا تتعجل في أمرها، وتحدثت مع الشاب وأشارت إليه أن يصلي هو أيضاً الاستخارة.

صراحة هو شاب متدين وذو خلق، ويكبرها ب6 سنوات، وهي 18 سنة، ولاحظت من الطريقة التي تحدثت بها عنه أنه يريدها، وخاصة عندما علم أنها من المعارف، هو لا يعرفها، ولم يرها سابقاً، وهي معرفتها به كانت سطحية لأنه ممثل "فيديو كليب"، وأختي الحمد لله إنسانة محترمة، ولكنها أعجبت بتمثيله، وشاركت كعضوة في موقعه، وتحدثت إليه لتسأله عن أمر فأخذهم الحديث، وتعرفوا على بعض، وأخبرتني أنها لم تتجاوز معه، وهو أيضا نفس الأمر، فقالت لي إنها لا تريد أن تخبر أهلي بحقيقة الأمر " بأنها تعرفت عليه عبر النت "، لأنها خائفة أن يسيئو الظن بها، فبماذا تنصحوها؟ وماهي الطريقة الصحيحة لأخبار أهلي ليتفهوا الأمر؟ وهل يجوز الاعتماد على الكذب في مثل هذا الأمر لإرضاء الأهل؟

أسئلة كثيرة تدور حول هذه المسالة، ولأني أحب أختي فأريد نصحها بما يرضي الله ويرضي ضميرها، ولكن لا أريد الإطالة حتى لا أشعركم بالملل من استشارتي.

بارك الله فيكم جميعا وسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ S.A حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن أول خطوات التصحيح تبدأ بالتوقف، ثم التوبة إلى الله، وعليه بعد ذلك أن يأتي البيوت من أبوابها، وليس من المصلحة إخبار الأهل بالمعرفة والعلاقة السابقة، ولا ننصحها بالتسرع في الأمر حتى يتمكن أهلها من التعرف على أحواله، كما أن الشريعة تعطيه الحق الكامل في السؤال عن الفتاة.

أرجو أن يعلم الجميع أن التعارف عن طريق الهاتف أو الإنترنت لا يجوز شرعاً، كما أنه لا يعطي الصورة الحقيقية، لأن الكلام المعسول وإظهار الغنى والجمال والذوق فنون يجيدها كل أحد، كما أن الرجل الذي تقدم له الفتاة تنازلات لا يحترمها مستقبلاً، بخلاف من تدعوه إلى إخبار أهلها ومشاورتهم، والرجل يجري وراء المرأة التي تلوذ بعد الله بإيمانها، وتتمسك بحيائها، ويهرب من الفتاة التي تتساهل وتتنازل.

الإسلام أكرم الفتاة المسلمة وأرادها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، ولذلك لا يستطيع أكرم الرجال أن يصل إلى بيت الفقير المؤمن إلا بالمجيء للبيوت من أبوابها، وبعد تقديم صداق يدل على صدقه، وبعد أن يثني عليها وعلى أسرتها ويطلب القرب منهم، وإذا أخذ الرجل الفتاة من بين أهلها أكرمها وأدرك أن وراءها رجالا، أما إذا وجدها بسهولة فإنه سوف يقصر في احترامها وإكرامها، وربما قال لها أنت التي كنت تجرين ورائي.

لا يخفى عليك أن الكلبات فيها مخالفات في الغالب، فما هي الكلبات التي يخرجها؟ وما الذي أعجبك منها؟ وهل فيها عري وموسيقى؟ وكيف أنت مع الصلاة والتدين؟ وهل هو من المصلين أصحاب الأخلاق الفاضلة؟ ولا أظن أنكم بحاجة إلى إخبار الأهل بالطريقة التي حصل بها التواصل لأنه من المعارف، وله أخوات، ويمكن أن يراك في أي مكان، وعليه أن يتقدم رسمياً لطلب يدك، وعلى أهلك أن يسألوا عنه ويتعرفوا على أحواله، فإذا ثبت أن عنده دينا وأخلاقا وقدرة على تحمل المسئولية، ووجدت في نفسك الميل إليه، واستخرت وشاورت من حضر من محارمك فلا مانع من القبول به زوجاً.

نحن في الحقيقة نشكر لك هذا الحرص على نصحها، وهذا واجب المسلمة تجاه أختها، وأنت بلا شك أعلم بأحوالها وأحواله، ونسأل الله لك ولها التوفيق والسداد.

هذه وصيتي لك ولها بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وذكريها بأن مشوار الحياة الزوجية طويل فلا داعي للاستعجال.

ونسأل الله أن يقدر لها الخير ثم يرضيها به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً