الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حركات لاإرادية في عين ابني، ما علاجها؟

السؤال

ابني عمره (10) سنوات، منذ 5 سنوات بدأت معه حركات متكررة بالعين، يغلقهما ويضمهما بشدة، وكنت وقتها ملازمة لأمي -رحمها الله- في المستشفى، وتركته وأخته في رعاية إخوتي، ذهبنا إلى دكاترة العيون الذين أجمعوا بأن العين سليمة وكذلك النظر، وأنه يجب عدم الاهتمام وتجاهل تلك الحركات، وفعلاً ذهبت بعد دخوله المدرسة، ولكنها عادت العام التالي، ثم ذهبت أيضاً، ولكن المرة الثالثة لم تذهب إلى الآن، وأصبح أحياناً يلازمها حركات بالفم أو الرقبة، تذهب وتعود، ولكن حركات العين ثابتة.

حاولنا دعمه نفسياً دون إفراط، ولكن بلا فائدة، ثم لجأنا إلى الطب النفسي، فقالوا توتر وقلق بسيط، وأخذ تافرنين ودوجماتيل لمدة (5) أسابيع، و لم يأت بنتيجة، والآن وصف له الطبيب انابرامين (كلوميبرامين هيدروكلوريد 25مم) و oxaleptal (oxcarbazepine300 نصف قرص مساء، والأول نصف قرص يرفع إلى قرص بعد يومين، وأخاف أن يكون الدواء يسبب له مضاعفات أسوأ من الحركات.

أرجوك النصيحة، ماذا أفعل؟ الأمر بدأ يحرجه أمام أصحابه، وأخشى أن أهمله فيزداد، أرجو سرعة الرد كي لا أوقف العلاج إن كان سيفيده، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنالك أنماط كثيرة جداً للحركات اللاإرادية، وهذا النمط الذي يعاني منه الابن هنالك شبه إجماع أنه ربما يكون منشؤه نفسياً، لكن هنالك الإجراءات الفحصية لا بد أن تتم، ويفضل أن يعرض الطفل ليس على الطبيب النفسي أولاً، وإنما على طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب، هذا ضروري ومهم جداً، لأن طبيب الأعصاب لديه الوسائل والمقدرة المهنية التي يتأكد من خلالها أنه لا توجد أي علة عضوية، وأنا لا أعتقد أنه توجد عنده علة عضوية، ولكن لا بد أن يتم التأكد.

إذا اتضح أن الأمر نفسي فقط، فهنا أسس العلاج هي التجاهل وعدم انتقاد الطفل، وأن نجعله يكثر من ممارسة الرياضة، وأن نجعله يقوم بهذه الحركات اللاإرادية بصورة متكررة حتى يحس بالإجهاد، وهذا التمرين يكرر مرتين في اليوم، ونقول له كرر كرر، اعمل هذه الحركات باستمرار حتى يحس بالإجهاد، وهذه إحدى الوسائل التي وجد أنها مفيدة.

العلاج الذي يعطى له هذا يحتاج لمراجعة، وأنا لا أريد أن أخيفك أبدًا، ولكن عقار (oxcarbazepine) يعطى لحالات معينة، إذا كانت هنالك أي مؤشرات في رسم المخ، والذي يعرف برسم الدماغ إشارة إلى وجود نوع من الإفرازات الكهربائية الزائدة في مثل هذه الحالة، فيعتبر الدواء دواءً جيداً، لكن بخلاف ذلك هي تحفظات حقيقية لاستعماله في الحركات اللاإرادية التي تصيب الأطفال في منطقة الوجه، أنا احترم قرار الأخ الطبيب الذي وصف الدواء، ولا بد أن يكون لديه مبرر، ولكن الأدوية التي تستعمل في هذه العلة منها الكلوميبرامين الذي وصف، وهذا دواء جيد ويستعمل في هذه الحالة، كما أن البعض يستعمل عقار يسمى فافرين Faverin، والطفل الآن عمره عشرة سنوات ممكن أن يعطى الفافرين بجرعة صغيرة مع ما ذكرناه من إرشادات ونصائح سلوكية.

أريد قبل الشروع في الإجراءات النفسية الكاملة أن يعرض الطفل على أخصائي الأطفال المختص في أمراض الأعصاب وهذا أجود، وهذا سوف يجعلك -إن شاء الله- تحسين بالطمأنينة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً