الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التأتأة في الكلام منذ الصغر.. فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني من التأتأة في الكلام منذ الصغر، والآن أبلغ من العمر (21) سنة، لقد عانيت منها كثيراً.

أعاني منها حين أتحدث مع أخوتي في المنزل، وحين أتحدث مع زملائي، ومع أبناء عمي، ومع كل الناس.

في الصغر كانت قوية جدا، أما الآن فهي موجودة، ولكن ليست مثل الصغر! في الصغر كنت آخذ وقتا أكثر للكلام، مثل قولي اسم أحمد، فأقول أ أ أ أ أ أأأ ومن ثم أقول أحمد، أما الآن فأقول أ أ أ أ أحمد.

توجد عندما يسألني شخص ما، كالدكتور في الجامعة، وإذا كنت أريد التكلم سواء أمام مجموعة أو التحدث مع زملائي، فهي ملازمة لي، لا تكاد تخلو جملة إلا وهي موجودة.

تزداد عند قراءة اللغة الإنجليزية، وأنا الآن -ولله الحمد- تخصصي طب، فلا تخلو كلمة من الكلامات إلا وتواجهني، وقد يطلب منا بعض الدكاترة الخروج أمام الطلاب، وإلقاء كلمة، وتكون باللغة الإنجليزية، وقبل ما يأتي دوري للكلام، أتعب نفسياً، وجسمي يبتل من العرق.

أيضا أعاني منها إذا شخص سألني عن اسمي، علماً بأنني لم أستخدم أي علاج ولم أذهب إلى دكتور من قبل، فالرجاء السماع لي وبذل الجهد من أجل العلاج، لأني -والله العظيم- تعبت نفسياً منها، وفي بعض المرات عندما يسأل الدكتور سؤالاً وأعرف إجابته أسكت بسبها!

ملاحظة : أخي عمره ثلاث سنوات، لاحظنا عليه نفس التأتأة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أقول لك إن التأتأة ليست منقصة، والتأتأة توجد لدى الذكور أكثر من الإناث، وهي كثيرا ما تكون مرتبطة بالقلق والتوتر، والبعض يحدث أنها أيضا بسبب العوامل الوراثية، لكن هذه ليست مؤكدة.

خطوات العلاج هي كالآتي:

أولاً: ادع الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك.

ثانياً: أرجع وأقول لك مرة أخرى إن التأتأة ليست منقصة، وليس فيها أي نوع من التقليل أو الإخلال بقيمتك كشخص.

ثالثاً: أرجو أن لا تراقب نفسك حين تتلكم، فمراقبة الذات المطلقة تجعل الإنسان يتلعثم في الكلام.

رابعاً: حدد الحروف التي تجد صعوبة في نطقها، وتخير خمسين كلمة تبدأ بكل حرف من هذه الحروف، كرر هذه الكلمات ثم أدخلها في جمل وكرر هذه الجمل وهكذا.

خامساً: تدرب أيها الفاضل الكريم على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين الشهيق والزفير.

سادساً: أرجو أن تتواصل مع أحد المشايخ لتتعلم منه مخارج الحروف ومداخلها بصورة صحيحة.

سابعاً: قم بقراءة بعض المواضيع ثم قم بارتجالها، وبعد ذلك قم بتسجيلها ثم استمع لما قمت بتسجيله، وسوف تكتشف أن أداءك جيد، وإذا كان هنالك أي خلل قم بإعادة هذه التسجيل مرة أخرى، ثم استمع إلى ما قمت به من تسجيلها..هذا تمرين يتطلب التكرر.

ثامناً: أريد أن تتصور أنك أمام جمع كبير من أصحاب المناصب وأنه قد طلب منك أن تلقي كلمة أو محاضرة أو عرض أمامهم كما يحدث الآن أثناء الدراسة، وقم بهذا العرض، وتصور أن هؤلاء الناس أمامك، ومهما كانت درجتهم العلمية وحظوظهم في الدنيا، يجب أن تتخيل أنهم بشر، وهم بالفعل كذلك لا يختلفون عنك في أي شيء، هذا نسميه التعرض في الخيال والتعرض في الخيال مهم ويساعد الناس كثيراً.

الأمر الأخير هو أنني سوف أنصح لك ببعض الأدوية التي أثبتت فعاليتها وجدواها، وهي تفيد من خلال إزالة الخوف والتوتر وإزالة القلق عند المواجهات.

الدواء الأول يعرف باسم فلوناكسولFlunaxol والاسم العلمي فلوبنتكسول Flupenthixol، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها لمدة ثلاثة أشهر.

أما الدواء الثاني وهو الأهم فيعرف باسم زيروكسات Seroxat وأيضا اسمه باكسيل Paxil واسمه العلمي هو باروكستينParoxetine.

أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة (10) مليجرام أي نصف حبة تناولها ليلاً بعد الأكل استمر عليها لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك ارفعها إلى حبةٍ كاملة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه الأدوية أدوية سليمة وفعالة وممتازة، وهنالك أدوية أخرى أشارت دراسات كثيرة أنها قد تكون مفيدة أيضاً، منها عقار يعرف باسم سيرانيز Serenace والاسم العلمي هو هلوبربادول Haloperidol وآخر يعرف باسم زبركسا لكن أعتقد أن الدواءين ستجد منهم إن شاء الله فائدة كبيرة بإذن الله تعالى.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي عن علاج التلعثم والتأتاة سلوكياً:
265295 - 266962 - 280701 - 2102145

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً