الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو أفضل دواء لعلاج الأفكار الوسواسية ليس له آثار جانبية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السادة الأفاضل: أريد أن أسأل عن أفضل دواء لعلاج الأفكار الوسواسية ولا يكون له آثار جانبية.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الحقيقة الأدوية كثيرة جدًّا ومفيدة في علاج الوساوس القهرية أفكارًا كانت أو أفعالاً، ويعرف أن الأفكار الوسواسية تستجيب بصورة أفضل من الأفعال الوسواسية للعلاج الدوائي، وكلاهما - أي الأفكار أو الأفعال أو الاندفاعات أو المخاوف الوسواسية - لا بد للإنسان أيضًا أن يعالجها سلوكيًا بجانب العلاج الدوائي.

أول دواء تم تداوله وأثبت فعاليته في علاج الوساوس القهرية هو عقار (أنفرانيل) لكن نسبة لآثاره الجانبية الكثيرة فالبعض لا يستعمله الآن بكثرة.

حين نقول ما هو أفضل دواء لعلاج الوساوس؟ هذا يعتمد على التركيب الوراثي والجيني للإنسان، فالناس تتفاعل بصورة مختلفة مع هذه الأدوية من ناحية الفعالية، ولكن الالتزام بالجرعة هو الأمر الضروري جدًّا لأن يتحصل الإنسان على الفائدة.

كما أن هذه الأدوية لا بد أن تستعمل بالجرعة الوسطية أو الجرعة القصوى حتى يجني الإنسان فائدتها، ويعرف عن الأدوية المضادة للوساوس أن الإنسان لا يتحصل على نتائجها الحقيقية قبل ثمانية إلى اثنى عشر أسبوعًا من بداية تناولها.

هنالك دراسات كثيرة جدًّا أشارت إلى أن عقار (فافرين) والذي يعرف باسم (فلوفكسمين) ربما يكون هو الأفضل، لكن يجب أن تصل الجرعة 200-300مليجرام في اليوم، ويجب أن يكون التناول بالتزام شديد كما ذكرنا.

هذا الدواء يتميز بأن آثاره الجانبية قليلة جدًّا، ربما يسبب حموضة بسيطة في المعدة في بداية العلاج، وهذا يمكن تجنبه من خلال أن يتناول الإنسان جرعة صغيرة بعد الأكل، وبعد ذلك يبني الإنسان الجرعة تدريجيًا. هذا هو العقار المفضل.

الدواء الثاني هو (بروزاك) ويعرف علميًا باسم (فلوكستين)، ويتميز الفلوكستين بأنه دواء لا يسبب أي نوع من النعاس أو الكسل، وهو دواء رائع وممتاز، لكن يعاب عليه أنه ربما يؤخر القذف المنوي بدرجة بسيطة لدى بعض الرجال، لكنه لا يؤثر أبدًا على هرمونات الإنجاب أو مستوى هرمون الذكورة عند الرجل، وبعض الناس أيضًا يقول أنه قد شعر بضعف جنسي بسيط، لكن هذا الأمر فيه الكثير من الخلاف، لأننا قد شاهدنا ورأينا الذين تحسن أداؤهم الجنسي بعد تناولهم لهذه الأدوية.

فإذن الفافرين يعتبر هو الدواء الأفضل، يأتي بعده البروزاك، وبقية الأدوية أيضًا مفيدة وهي لسترال وزيروكسات وكذلك السبرالكس، لكن ربما تكون آثارها الجانبية فيما يخص تأخير القذف لدى الرجال أقوى مما نشاهده مع الفافرين.

أخي الكريم: في بعض الحالات نحتاج لاستعمال أكثر من دواء، مثلاً أنا في بعض الحالات المقاومة - أي التي لا تستجيب لدواء واحد أو لا تستجيب بالصورة المطلوبة - أعطي جرعة من الفافرين وقد أضيف لها جرعة بسيطة من البروزاك، وقد أضيف لها عقاراً ثالثاً يعرف باسم (رزبريادون) برجعة صغيرة. لكن أخي الكريم هذا الأمر أمر تخصصي جدًّا ولا تشغل نفسك به، ويجب أن يكون هذا المنهج العلاجي تحت إشراف طبي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ايمان عبدالعاطى

    مفيد

  • salah

    شكرا لكم وجزاكم الله الف خير

  • أمريكا صلاح

    شكرا لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً