الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التنميل في الوجه والفم مع الزغللة في النظر..ما تشخيصه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا كان عندي تنميل بسيط في الشفة العليا واللسان، وثقل في الجفون، وتنميل في رؤوس الأصابع، وكنت أشعر بالغثيان، واستفراغ.

ذهبت إلى المستشفى وفحصوا لي السكر والضغط، وقالوا ما عندي شيء، استمرت الحالة عندي أسبوعا والآن شفيت والحمد لله، لكن عندي شعور بالخوف من الموت، وقلق مستمر.

هل هذا التنميل له دخل بالجلطات؟ مع العلم أني أشعر بزغللة بسيطة في النظر.

أرجو منكم الرد على سؤالي بسرعة. وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم لجين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن الأعراض التي أصابتك من تنميل بسيط في الشفة العليا واللسان، وثقل في الجفون، وتنميل في رؤوس الأصابع، وكذلك الشعور بالغثيان، هذا لا يعني أبدًا وجود أي مؤشرات لجلطات أو سكتات دماغية، إنما قد يفسر هذا الموضوع بوجود قلق بسيط، هذا هو التفسير الأكبر وهذا هو التفسير الأرجح.

لكن لنطمئن أكثر إذا كان هنالك فرصة لأن تعملي صورة مقطعية للدماغ، فهذا يعتبر أمرًا جيدًا ومطمئنًا، لأنه توجد حالة نادرة جدًّا تسمى بالتصلب اللويحي، في بعض الأحيان قد تكون بدايتها مثل هذه الأعراض، ويكون هنالك أيضًا تغير في النظر أو زغللة بسيطة في النظر..هذا قد نشاهده في بعض حالات التصلب اللويحي كما ذكرت لك.

أرجو أيتها الفاضلة الكريمة أن لا يسبب كلامي هذا أي نوع من القلق لديك، هذا الاحتمال - أي احتمال وجود هذه الحالة العصبية - ضعيفة وضعيفة جدًّا، لكن منهجنا هو دائمًا أن نحاول أن نتحرى الدقة بقدر ما نستطيع، وأن نقدم شيئا من الخدمة ذات الكفاءة، فإن أمكن لك مقابلة الطبيب لعمل الصورة المقطعية -إن كانت متوفرة- فهذا سوف يكون أمرًا جيدًا ومطمئنًا، لكن الموضوع ليس له علاقة أبدًا بالجلطات، وإن لم تتمكني من عمل الصورة المقطعية فأرجو أن تتناسي الموضوع تمامًا، فالقلق هو المسبب الرئيسي، ووجود الشعور بالخوف من الموت هو دليل مطمئن بالنسبة لنا من الناحية التشخيصية -أي أن الأمر كله متعلق بالقلق والقلق قد يتولد منه ما يعرف بقلق المخاوف-.


هنالك أدوية جيدة جدًّا تساعد -إن شاء الله- في زوال مثل هذه الأعراض التي تعانين منها، من هذه الأدوية دواء يعرف تجاريًا باسم (لسترال) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) أرجو أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة في اليوم، وقوة الحبة هي خمسون مليجرامًا، تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك ارفعيها إلى حبتين في اليوم، يمكن تناولها كجرعة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، أو يمكنك أن تتناوليها بمعدل جرعة في الصباح وجرعة في المساء، واستمري عليها بالطبع لمدة ثلاثة أشهر أيضًا، ثم خفضيها إلى حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أيضًا، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أنصح به، وأرجو أن تطمئني تمامًا أن هذه الحالة في الغالب هي حالة قلقية، وعليك أيضًا باستثمار وقتك بصورة صحيحة، ومحاولة تطوير مهاراتك الاجتماعية، والاهتمام ببيتك وزوجك وأسرتك.

عليك أيتها الفاضلة الكريمة أيضًا أن تنضمي إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن؛ هذا إن شاء الله يجعلك تتفاعلين اجتماعيًا بصورة فاعلة جدًّا، وإذا كان هنالك أيضًا إمكانية لممارسة أي نوع من التمارين الرياضية كرياضة المشي مثلاً فهذا سوف يكون مفيدًا لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية انامل مبدعه

    الله يجزاك الجنه ياااادكتور

  • ليبيا Ryad

    شكرا جزيلا لتفصيل الحاله وشكرا علي هذا الرد المقنع وبارك الله فيك اخي الفاضل علي وقتك الثمين ان شاء الله في ميزان حسناتك يادكتور

  • رومانيا اسيل

    شكرا ردكم واسلوبكم جدآ رائع

  • الأردن علي

    صارت معي بس اعسب بس

  • مجهول ام راشد

    جزاكم الله خيرا على هذا التفصيل والأمانة العلمية والإرشادات الحياتية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً