الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات الهلع والقلق وآثارها العضوية على الجسم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر القائمين في هذا الموقع الطيب، وأسأل الله أن يجعل أعمالهم في موازين حسناتهم.
في البداية كنت أُعاني من نوبات هلع بعد أن أصبت بأول نوبة هلع مفاجئة عند ذهابي إلى النوم في أحد الأيام، والحمد لله تخلصت من نوبات الهلع.

الآن أُعاني من أعراض جسدية، ألا وهي الشعور بألم في الصدر، وبالذات في الجانب الأيسر، وظننته في القلب، فذهبت إلى المستشفى وأجروا لي الفحوصات، وكانت النتيجة أنني سليم، ولكن ما زالت هناك آلام تراودني، وكنت مشغول البال، وأحدث نفسي هل الفحوصات التي أجروها كانت كافية، وهي تخطيط القلب وفحص الدم، وطبعاً تشخيص الطبيب لي كان بالسماعة، وأصبحت كثير التردد على الأطباء، وكل طبيب أدخل عنده يقول: أنت سليم، وهذه أعراض نفسية.

مشكلتي الآن بالضبط هي آلام الصدر، وعند النوم أتضايق كثيراً بسبب أني أشعر بضربات القلب في جميع أنحاء جسدي، ولا أستطيع النوم براحة، وأحياناً أستمر في جس نبض قلبي، وتارةً أجده سريعاً وتارةً عادياً، وتارةً لا أشعر به أبداً، فهو متقلب، وأسأل نفسي: هل حقاً سليم؟ وأخاف كثيراً، وآخذ دواء إندرال 10 ملجم.

الآن ما هو الحل بعد أن مضى ما يقارب السنة؟ وهل حقاً أنا سليم؟ أريد أن أمارس حياتي الطبيعية، وقد منعت عني المشروبات الغازية والمنبهات بشكل عام؛ لأنها تسبب الخفقان، فكيف أتخلص من هذا الذي أنا فيه حتى آكل وأشرب على راحتي، وأنام وأنا مرتاح؟

أفيدوني -بارك الله فيكم-، ونحمد الله على كل حال، فإنني موقن بأن هذا ما هو إلا بلاء من الله، وأسأل

الله العظيم أن يخلفني به أجراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: الأعراض التي ذكرتها هي أعراض واضحة جداً، ونعتبرها مثالية، وأقصد أنها مطابقة تماماً للوصف الطبي لنوبات الهرع والقلق، وهي من الحالات النفسية المنتشرة جداً، ولا علاقة لها أبداً بمرض عضوي في القلب أو في أي عضو آخر من الجسد، والذي يحدث لك هو أن هذا القلق يؤدي إلى إفراز في بعض المواد الكيميائية في الجسم، ومنها مادة تعرف باسم أدرينالين، وهذه بالطبع تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، والشعور بعدم الارتياح، والبعض قد يحس برعشة أو رجفة، ودواء إندرال سوف يساعدك كثيراً –إن شاء الله- لكن أعتقد أنه من الأفضل أن ترفع الجرعة إلى (20) مليجراماً صباحاً ومساء، وتتناوله لمدة شهر، وبعد ذلك اجعل الجرعة (10) مليجراماً صباحاً ومساء لمدة شهر ثم (10) مليجراماً يومياً لمدة شهرين، وبجانب الإندرال هنالك دواء من الأدوية الممتازة جداً والمزيلة للقلق والهرع والخوف، أرجو أن تتناوله بانتظام مع الإندرال، يعرف باسم زيروكسات، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، ابدأ بتناول الدواء نصف حبة يومياً (10 مليجرام بعد الأكل) ويمكنك أن تتناول الجرعة في المساء، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك خفضها إلى نصف حبة مرةً أخرى، وهذه استمر عليها لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه الأدوية سوف تفيدك كثيراً بإذن الله تعالى، والآن أنت فهمت حالتك أنها حالة نفسية بسيطة ولا علاقة لها أبداً بأمراض القلب.
من المهم جداً أن تمارس الرياضة؛ فالرياضة سوف تفيدك كثيراً؛ لأن الرياضة تجدد الطاقات الجسدية والطاقات النفسية، وذلك من خلال التأثير الإيجابي على الكيمياء في الجسم، فكن حريصاً عليها، وهنالك أيضاً تمارين الاسترخاء، ونحن دائماً ننصح بها؛ لأنها مجربة ومفيدة جداً، وهذه التمارين يمكنك أن تتدرب عليها من خلال تصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، وأرجو أيضاً الاجتهاد في دراستك، وأن تكون إيجابياً في تفكيرك، والحالة حالة بسيطة جداً، كما أرجو أيضاً أن لا تتردد كثيراً على الأطباء؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى التوهم المرضي في بعض الأحيان، وللفائدة يمكنك أيضاً أن تطلع على هذه الاستشارة (278994).

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس حنان

    انا عندي نفس شيء الله يشفناء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً