الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخفقان والرعشة.. بين الحالة النفسية والإصابة العضوية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من (5) شهور من خفقان ورعشة في الجسم ودوخة، كأن رأسي خفيف! وصعوبة في التنفس، وهبوط في الضغط، وكنت طريح الفراش، ذهبت خلال هذه الفترة تقريباً إلى (20) طبيباً، وعملت تخطيطاً تقريباً (6) مرات، وأشعة تلفزيونية مرتين، وركبت جهاز هولتر لمدة (24) ساعة، وعملت تحاليل عند أكثر من طبيب، وكان كل شيء سليماً -الحمد لله- ثم عانيت من احتكاك الأسنان وحكها في بعض، ذهبت لاستشاري أعصاب، وعمل فحصاً سريرياً، وقال بأني سليم، وبأني أعاني من توتر!
نفس الكلام مع الأطباء السابقين، قالوا بأني أعاني من قلق، أحد الأطباء صرف لي دواء (سيبراليكس) استخدمته لمدة ثلاثة أيام، وسبب لي خمولاً شديداً، وتوقفت عنه، ثم صرف لي دواء (سيروكسات)، وكان نفس المشكلة، سبب لي خمولاً لكن أخف من الأول، توقفت عنه، وصرف لي طبيب الأعصاب دواء Amitriptyline 10m استخدمته ثلاثة أيام ثم أصبت بالتهاب في الملتحمة، وكنت قد توقفت عن الـ Amitriptyline وبعدها بشهر رجعت له، واستخدمته، والتهبت عندي الملتحمة مرة أخرى، ذهبت لطبيب عيون، وقال بأنه من الدواء، وقال لي: توقف عنه، ورجعت للطبيب، وقال لي: استخدم دواء (بوسبار)، لكن لم أستخدمه لحد الآن.

الآن الأعراض خفت كثيراً، لم يرجع لي هبوط، والضغط والخفقان أخف من أول بكثير؛ حيث كان في تلك الفترة يصل أحياناً لـ(150)، لكن الآن أصبحت أراقب جسمي بشكل مبالغ فيه؛ حيث أضع يدي على عنقي أو الرسغ لأراقب دقات قلبي حتى وأنا في الصلاة، كثير التفكير في الأمراض والخوف؛ حيث أني كلما قرأت عن أعراض أي مرض أشعر بأني مصاب به، عملت قبل أسبوع تحاليل شاملة، وكانت سليمة -والحمد لله- ما زلت أتوجس كثيراً، وأخاف الخروج من البيت، خوفاً من رجوع الحالة.
الآن أحس بألم في ظهري، وألم في كف اليد اليسرى، هل هذا راجع للتوتر أم يجب أن أراجع الطبيب مرة أخرى.

إذا كان هناك دواء بدون أعراض جانبية مزعجة فماذا تنصحونني به، علماً بأنه قبل هذه الحالة بثلاثة أشهر تقريباً توفي لي قريب عزيز علي، وبعده بشهر خسرت وظيفتي، فهل لها علاقة بما أمر به؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحال التي حدثت لك هي نوع من حالات القلق الحاد والمفاجئ، وتشبه هذه النوبة ما نسميه بنوبات الهرع، وهو نوع من القلق النفسي، ويظهر أن الظروف الحياتية التي مررت بها من حدوث هذا القريب -عليه رحمة الله- وفقدان الوظيفة قد تكون أثرت عليك سلبياً، وأدت إلى ظهور هذه الحالة التي هي من حالات القلق والتوتر، وبعد ذلك تطور الأمر قليلاً، ودخلت في الوساوس المرضية، وذلك نسبة لوجود الأعراض الفسيولوجية من خفقان ودوخة، وهذه كلها راجعة إلى القلق النفسي وليس إلى أي سبب آخر.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تقتنع قناعة مطلقة أن هذه الحالة حالة نفسية، وهي من الحالات البسيطة، وهذا يعني أن لا تتردد على الأطباء كثيراً، حتى الألم الذي في الظهر، والألم الذي في كف اليد اليسرى راجع للقلق والتوتر، وهنالك دراسة تشير أن حوالي 40 % من الذين يشتكون من آلام في أسفل الظهر، ويترددون على عيادات العظام وأطباء الروماتيزم، هم في الحقيقة يعانون من توتر عضلي ناشئ من توترات نفسية من أهمها القلق والمخاوف.

يا أخي الكريم: أرجو أن يكون هذا الكلام مطمئناً، وأرجو أن يكون مقنعاً لك، وأعتقد أن ذلك هو نصف العلاج.
قبل أن أتحدث عن الأدوية أريدك أن تمارس الرياضة، الرياضة تجعل الإنسان يحس ببناء طاقات نفسية وجسدية جديدة، والرياضة تعمل من خلال إنعاش وتنشيط إفرازات كيميائية داخلية تعالج مثل هذه الحالات.

أخي الكريم: احرص عليها مثل رياضة المشي، الجري، كرة القدم، أي شيء متاح لك، المهم هو الانتظام عليها وسوف تشعر -إن شاء الله تعالى- بقيمتها.

أرجو أن تبحث عن عمل، فالعمل مهم جدّاً والإنسان يؤهل نفسياً وجسدياً ومعنوياً من خلال العمل، ولا تيأس أبداً، اطرق كل الأبواب المتاحة، واسأل الله تعالى أن ييسر أمرك.

يجب أن تستفيد من وقتك، حتى وإن لم يكن لك عمل في الوقت الحاضر، ولكن يجب أن تكون فعالاً، لا تركن إلى الخمول والتكاسل، تواصل مع أصدقائك، مارس الرياضة، اذهب إلى حلقات العلم وتحفيظ القرآن، انضم إلى أي عمل خيري أو اجتماعي، وحين تجد الوظيفة هذا أيضاً سوف يأخذ حيزاً جيداً من وقتك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الأدوية التي وصفت لك مثل السيبرالكس والزيروكسات هي أدوية طيبة وجيدة، ولكن يظهر أنك لم تصبر على أعراضها البسيطة، هذه الأدوية قد تؤدي إلى أعراض جسدية بسيطة في بداية العلاج، خاصة الذين لديهم شيء من الحساسية النفسية، تجدهم لا يتحملون هذه الأدوية؛ ولذا يفتقدون فائدتها ونفعها.

أيها الفاضل الكريم: سأصف لك أدوية بسيطة جيدة وفاعلة ولن تحدث لك أي آثار جانبية، عقار بسبار الذي وصفه لك الطبيب هو عقار جيد، لكن الدواء الأفضل كبديل له هو عقار يعرف تجارياً باسم (دوجماتيل)، ويعرف علمياً باسم (سلبرايد)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ في تناول الدواء بجرعة خمسين مليجراماً، أي كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحاً وكبسولة مساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناولها.

بجانب الدوجماتيل هناك دواء عُشبي طبيعي يحمل نفس المواد التي هي متوفرة في الزيروكسات والسيبرالكس، لكن بدرجة أقل، هذا الدواء يعرف باسم (عشبة القديس جون)، أو (عشبة عصبة القلب) وهو متوفر في الصيدليات في المملكة العربية السعودية، كلا الدواءين – أي الدوجماتيل وعشبة القديس جون -لا يحتاجان إلى وصفة طبية، فأرجو أن تتحصل على هذه العشبة وتتناولها بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناولها، وإن شاء الله تعالى هذا الدواء مع عقار دوجماتيل سوف يقضي تماماً على حالة القلق والتوتر التي تعاني منها، وعليك أيضاً أن تأخذ بالطبع بالإرشادات الأخرى التي أوردناها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكر لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر أبوبكر

    طهور إنشاء الله

    لكن أنصحك بأن تتجنب الوحدة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً