الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الخاطب بسبب اختلاف جنسيته عن جنسية الفتاة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكم يسعدني أن أرى إخوة مثلكم يمدون لغيرهم أياديهم في سبيل تقديم النصح والإرشاد لهم في زمن أصبح الموجهون فيه قلائل.

الإخوة والمشايخ الفضلاء! أكتب لكم وأعتصر من الألم مما لحق بي، فأنا شاب في عمر الزهور، بدأت مشوار حياتي للتو، ولكن كما يعلم الجميع رغبة كل شاب في الزواج فيمن يرضى بها خلقاً وديناً.

وأنا -ولله الحمد- شاب طموح، فتح الله عليَّ في مجال الحاسب، فتعلمته جيداً وأجدته ودرست العلم الشرعي ووعيته، ولكن مأساتي بدأت عندما أعجبت بفتاة وأعجبت بي، فلقد منّ الله على والدها بالحصول على جنسية البلد الذي نعيش فيه، وأنا لم أحصل عليه لصعوبة ذلك، إلا أننا من نفس القبيلة، فلما عرفت ذلك وجهتها أن تتعرف على أخواتي كي نذهب إلى منزلهم لخطبتها ونأتي البيوت من أبوابها، فتكلمت الفتاة مع أخواتي ودعتهن لمنزلهم ودعتها أخواتي فتعرفوا عليها، فقالوا: إنها ذات خلق ودين، ولكنني كنت متخوفاً من موقف أبويها لسبب الجنسية التي يحملونها، إلا أنها أصرت وقالت بإذن الله سيوافق والداها، وتقدمت لخطبتها عن طريق أمي وأخواتي فذهبوا لمنزلها وكلموا أمها، وبعد أسبوع تقريباً اتصلت أم البنت بالوالدة وقالت: لا يوجد نصيب، حيث قامت أختي بإرسال رسالة للفتاة هل ممكن نعرف السبب؟

فقامت الفتاة مباشرة بالاتصال عليَّ؛ لأنها أخذت رقمي من أخواتي، فقالت: إن أمها ردت علينا من غير علمها رغم سؤالها، وقالت لهم: إنها موافقة، ولكن الأم رفضت؛ لعدم وجود الجنسية، مع الرغم أن نظام البلاد لا يمانع ذلك كوني من مواليد ذلك البلد.

لكن الآن مشكلتي أني تعلقت بالفتاة وتعلقت بي، وكلمتني وقالت: أرجوك حاول مرة أخرى وأن لا أتركها، وأنا نفس الشيء لا أريد تركها، ولكن أمي انصدمت كثيراً وربما لا تذهب مرة أخرى وتكلم أهلها.
وللمعلومة فأنا أدرس حالياً في المرحلة الجامعية، وتبقى لي سنتان، فهل بعد أن أنتهي من المرحلة الجامعية أحاول مجدداً أم ماذا أفعل؟

والفتاة تتصل على أخواتي وتقول لهن: ظلمني أهلي، وإذا لنا نصيب بإذن الله سيوفق الله بيننا، وتقول أنها لن ترضى بعريس غيري حتى لو أتاها؛ لأنهم صدموها بما فعلوا، ولكن قناعتي أنها لن تستطيع أن تعمل شيئاً مع أبويها.

أساتذتي ماذا أفعل؟ أشيروا عليّ، وما هي الخطوات التي يجب عليَّ أن أتبعها؟ وهل أنتظر حتى أكمل دراستي وأعود؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بن محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه لا مانع أن تكرر الطلب عن طريق شقيقاتك أو خالاتك أو من شئت؛ لأن في ذلك دعماً وتقوية لموقف الفتاة، وفيه دليل على بقاء الرغبة في الارتباط، ومهما كانت الردود فلن يضر، ولكن المهم هو تكرار المحاولات وإدخال الوساطات بعد التوجه لرب الأرض والسموات، وقد صدق من قال: ( ولابد لمطرق الأبواب أن يلج).

ولا يخفى عليك أن الشرع الحنيف يجعل الرأي الأول والأخير للفتاة ما لم يكن المتقدم للفتاة عنده خلل في دينه، ولا شك أن الفتاة هي التي ستعيش مع الزوج وليس أهلها.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أن البكر تستأذن وإذنها صماتها، فهي صاحبة الرأي في القبول أو الرفض، وإذا كان الشاب صاحب دين وخلق ومال إليها ومالت إليه فلم ير للمتحابين مثل النكاح، و(الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

وقد (قيل للنبي صلى الله عليه وسلم عندنا يتيمة خطبها رجلان ـ موسر وفقير ـ ونحن نريد لها الغني وهي تهوى الفقير، فقال: زوجوها بمن تحب، فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح)، وإذا كانت القوانين تسمح بالزواج فلا معنى للتردد والمنع.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأتمنى أن تجد معاونة الفضلاء والعقلاء، ونسأل الله أن يهدي والديها إلى الحق والصواب.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ونتمنى أن تجد الفتاة أيضاً من يتفهم وضعها من أهلها.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً