الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر السيبرالكس على الحمل

السؤال

أصبت قبل أربع سنوات بأرق شديد، سبب لي الاكتئاب، وبعد ذهابي للطبيب صرف لي سبرالكس 10 ملجرام، وبعدها تحسنت حالتي -ولله الحمد- وتم التدرج في الدواء، حتى تركته، لكن أحياناً إذا أردت النوم، وتأخرت في الدخول للنوم، تأتيني حالة هلع فآخذ حبة سبرالكس، وبعد أخذها مباشره يرتاح بالي وأتمكن من النوم، وأنا متأكدة أنه لم يتم امتصاص الجسم لها، ولكنها تشعرني بالاطمئنان، ومن الغد قد آخذها وقد لا أحتاجها، وأستمر في الانقطاع عنها فترة.

سؤالي: أنا الآن حامل في الشهر الأول، وقد استخدمتها عندما تنتابني حالة الهلع فقط، أي مرة أو مرتين خلال أسبوعين، وأنا خائفة على الجنين منها، وفي نفس الوقت لا أستطيع تركها إذا أصابني أرق.

أنتظر مشورتكم، وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الفجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

الطريقة التي تتناولين بها السبرالكس ليست طريقة صحيحة، مع احترامي الشديد لمشاعرك، السبرالكس من الأدوية ذات الفعالية التراكمية، وتناوله بصورة متقطعة هذا أمر ليس سليماً، والكثير من الناس تحدث لهم مناعة من استعمال هذا الدواء في المستقبل، ويفقد هنا فائدته، والبعض قد تحدث لديهم الأعراض الانسحابية كنوع من رد الفعل، والأعراض الانسحابية تظهر في شكل قلق وتوتر.

أعتقد أنك تقومين بتناول الدواء وتحسين بالراحة، وبعد ذلك تتوقفين عن تناول الدواء وتحدث آثاره الانسحابية التي تظهر في شكل قلق، مما يضطرك لتناول الجرعة الأخرى، هذا لا يعني أنك لا تعانين في الأصل من قلق، ولكن أرى أن هذه الطريقة ليست طريقة صحيحة.
الأمر الثاني: فيما يخص الحمل، السبرالكس لم يثبت أبداً أنه يسبب تشوهات في الأجنة، ولكن أيضاً الشركة لم تعطه الترخيص أو البراءة الكاملة، لذا نعتبره من الأدوية التي يجب أن لا تستعمل في الأربعة أشهر الأولى للحمل، إلا في حالات الاضطرار، ويجب أن يكون الإنسان تحت الملاحظة الطبية، وفي حالتك حبة أو حبتان أو ثلاثاً، لن يكون لها أي أثر سلبي على تكوين الأجنة، فاطمئني تماماً، فقط أدعوك ألا تتناولينه خلال هذه الفترة.
هنالك بديل جيد جداً ويعتبر من الأدوية السليمة، وهو عقار يعرف باسم تفرانيل Tofranil والاسم العلمي هو أمبرمين Imipramine وهو من الأدوية القديمة، ولكن من الأدوية السلمية في أثناء الحمل وبجرعة (25) مليجرام يومياً، أعتقد أنه سوف يكون كافياً، والتفرانيل ربما يسبب لك جفافاً بسيطاً في الحلق، فإذا حدث هذا فلا تستغربي له.
إن استطعت الصبر دون تناول أدوية خلال هذه الفترة فهذا هو الأفضل، وإن لم تستطيعي فالأمبرمين هو الأفضل، لكن لا تتناولي السبرالكس، وما مضى لا تنزعجي حياله؛ لأن هذه جرعة بسيطة جداً، وأنصحك بمتابعة الحمل مع طبيبة النساء والتوليد.

حاولي أن تكوني أكثر إيجابية في تفكيرك، وهذا من أفضل وسائل علاج الاكتئاب، ونظمي وقتك، وكوني دائماً متفائلة، والنوم دائماً يحسن من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء، وعدم النوم في فترة النهار، وممارسة الرياضة البسيطة، والحرص على أذكار النوم، وتهيئة المكان المحيط حول الإنسان عند النوم، هذا - إن شاء الله - يساعدك كثيراً.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق، وأن يرزقك الله الذرية الصالحة، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر منار

    ماشاء الرد جميل وبسيط جزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً