الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام الرقبة والظهر وارتباطها بالعامل النفسي

السؤال

السلام عليكم.

أُعاني منذ سنين من آلامٍ شديدة في الرقبة وأسفل الظهر والرجل اليمنى، وكانت تزداد وتقل حسب الجهد الذي أبذله، ولكن في السنين الأربع الأخيرة زاد الألم، وامتد إلى أطراف اليد؛ حيث يصعب الضغط على اليد، وخمس دقائق من الوقوف كفيلة بمعاناة وألم لمدة يومين، ولم أعد قادرة على أداء واجباتي وفرائضي؛ مما يسبب لي معاناة نفسية وآلاماً في القولون والمعدة، وصداعاً، وكثرة تبول بشكل مزعج، وقلة نوم، ودواراً، وأعراضاً أخرى، وقد اختلف الأطباء في تشخيص أمراضي، والأشعة أوضحت انحناءً بسيطاً في آخر العمود الفقري وضعف العضلات، ولكن ليس هذا سبب تعب أعصاب الجسم كاملاً وتشنج الرقبة، وقمت بعدة جلسات علاج طبيعي لكن دون جدوى!
وعملت منظاراً على المعدة وعدة تحاليل وكشف على المثانة، لكن علاجها كان دون فائدة! وهناك من الأطباء من طلب مني مراجعة طبيب نفسي أو طبيب أعصاب، وأنا في حيرة من أمري، فأرجو منكم النصيحة لأني أخاف من تفاقم آلامي فتمنعني عن الحركة.
وجزاكم الله عنا ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلا شك أن حالتك فيها الكثير من الأعراض التي يمكن تفسيرها نفسياً، فآلام القولون العصبي، والصداع، وكثرة التبول، وقلة النوم، والدوار، هذه لا شك أنها أعراض قلقية نفسية.
أما بالنسبة للآلام الشديدة في أسفل الظهر، فهذه ربما تكون أيضاً ذات صلة بحالة القلق النفسي؛ لأن التقلصات العضلية كثيراً ما تنتج من التوترات النفسية، لكن وبما أن لديك أعراضاً هامة مثل التنميل في أطراف الأصابع، فهذه أعتقد أن أمر الصور المقطعية أو صور أشعة الرنين المغناطيسي مهمة ومطلوبة، والذي فهمته من رسالتك أنك قد قمت بذلك، وقد طمأنك الأطباء أنه لا توجد أي علة أساسية.
أما إذا لم تقومي بعمل الرنين المغناطيسي فمن الأفضل التواصل مع طبيب الأعصاب كما ذُكر لك؛ وذلك من أجل التأكد من حالة الأعصاب ووضعها، وإن كان هناك ضغط حقيقي أم لا، لكن الجانب النفسي واضح، ولا يمكننا تجاهله، وأنا أنصح لك بدواء متميز ومعروف وممتاز يُساعد في علاج هذه الحالات، يُعرف تجارياً باسم (سيبرالكس) والجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناوليها ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرة مليجرام – أي حبة كاملة – وهذه جرعة بسيطة وليست الجرعة القصوى التي يمكن أن تصل إلى عشرين أو ثلاثين مليجراماً في اليوم، لكنك لست بحاجة لهذه الجرعة.
استمري على جرعة العشرة مليجرام لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضيها إلى خمسة مليجرام، تناوليها يومياً لمدة شهر، ثم اجعليها نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
بجانب السيبرالكس هنالك دواء آخر يُعرف تجارياً باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي هو (فلوبنتاكسول) أرجو أن تتناوليه أيضاً بجرعة حبةٍ واحدة (نصف مليجرام) تناوليها في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء، واستمري على السيبرالكس حسب ما وُصف لك.
هذه أدوية طيبة تحسن المزاج، وتؤدي إلى استرخاء عضلي، وتزيل القلق والتوتر، وسوف تُساعدك إن شاء الله حتى في كثرة التبول.
من المهم جدّاً أن تمارسي بعض التمارين الرياضية، هذه مهمة جدّاً، ويجب أن تتدربي أيضاً على تمارين الاسترخاء، وفي مثل حالتك أفضل أن تقوم أخصائية نفسية بتدريبك على هذه التمارين، فهي مُفيدة جدّاً، وسوف تجني منها الخير الكثير –إن شاء الله-.
أؤكد لك مرة أخرى أن العامل النفسي واضح جدّاً في حالتك، لكن لنطمئن جميعاً أرجو أن تقابلي طبيب الأعصاب أيضاً، ويمكن أن تعرضي عليه ما أوردناه لك من أفكار حول حالتك والعلاج المطلوب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً