الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة تشكو من نظر الصدفة والفجأة

السؤال

الشيخ الفاضل أحمد الفودعي، أشكرك على اهتمامك وردك على استشارتي، أحببت أن أخبرك أني - ولله الحمد - هذه السنة تخلصت من مشكلة إطلاق البصر، والشبان الذين أعجب بهم أراهم بالصدفة، وهذا هو الذي يقلقني، وأشكرك على تفهمك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yussra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك ابنتنا العزيزة في إسلام ويب، ونحن نشكر لك دوام تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

لاشك أيتها البنت العزيزة بأن ما سبق في الاستشارة السابقة هو بيان للطرق التي ينبغي أن تسلكيها للتخلص من هذا التعلق، ولقد سررت جداً حينما قرأتُ ما كتبته أخيراً من أنك تخلصت من مسألة إطلاق البصر، فهذا من فضل الله تعالى عليك، ونسأل الله تعالى أن يثبتك عليه على الدوام.

وأما نظر الفجأة والنظرة التي تكون بالصدفة فهذه لست مؤاخذة بها ولا ما يترتب عليها، فإن الشارع الحكيم تسامح في نظرة الفجأة وأمر بغض البصر بعدها، والتعلق الذي يترتب على تلك النظرة لست مؤاخذة أيضاً به لأنه غير داخل تحت قدرة الإنسان، والله عز وجل لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولكن بلا شك أيتها الكريمة هذا التعلق وإن لم يكن عليك فيه إثم فإنه يضرك لا محالة، فيؤثر على اهتماماتك، ويؤثر على أولوياتك، ويؤثر على فكرك ومشاغلك.

ومن ثم فإن الخير كل الخير لك أن تحاولي جاهدة التخلص من هذا التعلق، وهو ما قد سبق وأن قلناه في الاستشارة السابقة، ولكننا هنا نؤكد على أمر مهم وهو أن النفس البشرية طبيعتها النسيان للشيء الذي تيأس للوصول إليه، ولذلك يقال: (النفس إذا يئست من شيء نسته) فاستحضري أنت دائماً اليأس من الوصول إلى هذه الصور التي ترينها أنت، وبالضرورة أنه لن تقدري على كل الصور التي تتمنينها، فإذا استحضرت هذا اليأس وعلمت أن التعلق بالشيء الذي لا يستطيع الإنسان الوصول إليه إنما هو خلل في عقل الإنسان وفي كيفية تناوله للأمور، وهو كما يقول بعض العلماء: أشبه بمن يعشق الشمس ويريد الوصول إليها، فاستحضار اليأس من الوصول إلى هذا المنظر الذي تعلقت به النفس أمر مهم إن شاء الله في معالجتها.

ثم هناك أمر آخر أيتها الأخت الكريمة والبنت العزيزة وهو أن النفس بطبيعتها إن لم تُشغل بالحق شغلت صاحبها بالباطل، فهي كالرحى تدور دون توقف لكنها تطحن ما يُلقى إليها، فحاولي أن تشغلي نفسك في نافع في دين أو دنيا، فتعلمي أمور دينك، واصطحبي من الخيرات من الفتيات، وحاولي الإكثار من حضور مجالس الذكر والعلم والاستماع للنافع مما يذكرك بالآخرة، ففي هذا شغل للنفس عن التعلق بالباطل، وهو خير علاج لها بإذن الله تعالى.

نسأل الله تعالى لك كل توفيق ونجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً