الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية العلاج السلبي في حالات الشرى الفيزيائي بالتوازي مع استخدام مضادات الحساسية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إني أواجه مشكلة ولم أجد لها حلاً إلى الآن، حساسية جلدية تبدأ بمجرد تعرضي للشمس لفترة أكثر من خمس دقائق أو عند الارتباك أو التعرض لموقف محرج؛ حيث ينتشر على منطقة الوجه، والصدر، والذراعين، بشكل أحمر شديد، وأحس بحرقان شديد حتى عندما أرتدي الملابس، وقد ذهبت للكثير من أطباء الجلد، وجميعهم يقولون بأنها حساسية، وقد أخذت الكثير من مضادات (الهيستامين) مثل: (الزرتك، ونيورين، والكلارتين، والفنستل، ولا يوجد أي نتيجة).

أرجو أن أجد العلاج لهذه الحالة؛ لأني أشعر بأني محطمة بسبب هذا الشيء، شاكرة لك كل الجهود التي تبذلها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فيبدو أن إجابتنا عن سؤالكم الأول جاءت بعد سؤالكم الثاني، إن الحالة التي تشتكين منها هي حالة تحسس تسمى بالشرى، والشرى له أنواع، منه ما له علاقة بالناحية النفسية، ومنه ما له علاقة بنواح مادية محسوسة معروفة.

إن الشرى (الكولينيرجي) يجمع بين الاثنين، مضادات الهيستامين جيدة، ولكن يجب التوجه إلى العلاج الوقائي والعلاج السببي، ويشرح ذلك ما أوردناه في إجابتنا السابقة قبل أيام، والتي سنورد نسخة منها من باب التأكيد على المعلومات التي وردت فيها الإشارات التي حولناكم إليها، وهذا هو النص والذي أظن أنه يحتاج إلى دراسة وروية، والاطلاع عليه بإخلاص، وفهم الكلمات التي في الأسطر، وتحري ما بين الأسطر أيضاً؛ لأن الاطلاع السريع قد يفوت الكلمة المفيدة التي يمكن أن تكون هي سر العلاج، وهذا ينطبق على كل النص والإشارات التي فيه.

وإليكم النص من جديد:

(((قد يغيب عن أذهان الناس أن العلاج السببي مقدم على العلاج الكيميائي، فإن كنت مثلاً أعاني من التحسس بعد الوقوف في الغبار، ويضيق نفسي، وتحدث عندي اندفاعات جلدية شديدة وحكة، وأعطاني الطبيب مضادات هيستامين، والتي هي فعلاً علاج لما حدث معي، أليس من المنطقي أن أبتعد عن الغبار قبل أن آخذ الدواء؟ أليس من المنطقي أن الدواء سيعمل بطريقة غير فعالة؟ خاصة إن دام وقوفي في هذا الجو الذي تحسست منه.

إن الوصف المذكور يتماشى مع ما يسمى بـ(الشرى الفيزيائي) (Physical urticaria)، وقد يكون بسبب الحرارة أو البرودة أو الضغط أو (الشرى الكولينيرجي) الناتج عن الجهد والتعرق، وقد تظهر الحالة بعد الاستحمام بسبب حرارة أو برودة الماء أو بسبب قوة ضغط الماء من الدُّش أو بسبب الدلك والفرك بالليفة أو الكيس؛ ولذلك من الممكن تجنب الحرارة وتجنب الدلك أو قد يكون بسبب الانفعالات أو الخجل.
كنوع من العلاج العرضي من الممكن تناول حبة مضاد هيستامين، غير المنومة قبل التعرض لأحد هذه الأسباب مثل الاستحمام أو موقف الانفعال، فهي إن لم تمنع فستخفف.

أما العلاج فينقسم إلى سببي وعلاجي؛ فأما العلاج السببي فيأتي في الدرجة الأولى، وهو تجنب السبب من ارتفاع أو انخفاض الحرارة، وتجنب الحركة المسببة للشرى، وتجنب الاحتكاك أو الضغط للجلد، وكذلك اختيار الموضع المناسب، واستعمال اللباس المناسب لأي نشاط.

أما العلاج بالدرجة الثانية فهو باستعمال مضادات الهيستامين قبل اللزوم والتوقع، مثل الكلاريتين (10مليجرام)، أو الزيرتيك أو الأتاراكس (10مليجرام)، أو التلفاست (180مليجرام) مرة يومياً لأيٍّ من هذه الأدوية، ولكن في الحالات الشديدة يمكن أخذ أكثر من واحدٍ يتم توزيعها على النهار، فمثلاً تأخذ الزيرتيك صباحاً والأتاركس مساءً، وبعد التحسن يتم إيقاف أحدهما، ويفضل أن يكون الدواء الخاص في الوقت الذي لا تحدث فيه الأعراض، وبعد فترةٍ أخرى إيقاف الدواء الثاني أو أخذه في الأوقات التي يتوقع أن تزيد الأعراض فيها -أي أن يُؤخذ بشكل مسبق- كما يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبيبٍ على الأقل عند بدء العلاج.

في الحالات الأكثر إزعاجاً قد تُعطى أدوية أكثر تعقيداً مثل الكورتيزون أو الدانازول أو معدلات المناعة مثل السايكلو سبورين أو الأشعة فوق البنفسجية، ولكن كل هذه العلاجات تُعطى فقط بيد الطبيب وتحت إشرافه، وتحتاج إلى المتابعة.

يجب التأكيد على العلاج السببي، والمعتمد أساساً على تجنب الأسباب))).

ومن باب التوسع يمكن أيضاً الاطلاع على موضوع الشرى بشكل عام، والذي فصلناه في الاستشارة رقم (235453).

وأختم بأن مضادات الهيستامين كثيرة، ومنها ما يفيد أكثر من الآخر ويختلف ذلك من شخص لآخر، ولا مانع من تجريب أكثر من نوع ولكن بعد الوقاية.

نورد أدناه قائمة أوسع من مضادات الهيستامين لعلها تفيد، وننصح قبل كل شيء بالمتابعة مع طبيب أخصائي مشهود له بالكفاءة المهنية.

وهذه هي أسماء مضادات الهيستامين الممكن استعمالها: الكلاريتين (10 مليجرام)، أو الزيرتيك (10 مليجرام)، أو الأورياس (5 مليجرام)، أو الزيزال (5 مليجرام)، أو التلفاست (120 مليجرام أو 180 مليجرام)، ومنها ما له تأثير مهدئ مثل الهايدروكسيزين (10 مليجرام أو 25 مليجرام).

أيٌ من هذه المضادات تؤخذ مرة واحدة يومياً، وعند اللزوم، كما يمكن المشاركة بين أكثر من نوع، ولكن ليس في نفس الوقت.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة ب

    سلام

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً