الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج ضيق التنفس الناتج عن الغضب والانفعال الشديد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من ضيق شديد في التنفس عند بذل مجهود متوسط.

حالتي غريبة فعند ممارستي للرياضة مثل المشي لأي مدة، أو الهرولة لمدة 5 دقائق أو 10 دقائق لا أعاني من ضيق تنفس شديد، ولكن مجرد إحساس بإرهاق، وبذل مجهود بسيط مثل أي شخص.

حصل لي موقف وتخاصمت مع شخص لمدة دقيقتين فقط، كدت أن أموت ليس لأنه ضيق تنفس طبيعي، بل إن الهواء كان شبه منقطع! أحسست أني أستنشق الهواء من خرم إبرة -بدون مبالغة- ولا أستطيع استنشاق الهواء إلا وأنا طريح الأرض في وضعية السجود لمدة (15) دقيقة، وإذا وقفت أو انقلبت على ظهري لا أستطيع التنفس إطلاقاً.

علماً بأني تخاصمت أيضاً مرتين غيرها، ولكن نفس الإحساس في كل مرة، والله إنه إحساس لا يوصف، أقرب إحساس للموت بدون مبالغة! وهذه المشكلة تأتيني إذا عصبت، وارتفع صوتي، ولكن يأتيني ضيق تنفس بسيط فقط، ولكن ليس مثل الشجار، ولو لمدة دقيقة فقط، علماً بأني لست مدخناً، وأمارس الرياضة.

أتمنى شرح المشكلة بالتفصيل بدون اللجوء إلى المستشفيات، وعمل الكشوفات والفحوصات لظروف طارئة فقط، أريد توقعاتكم الأكيدة بمشكلتي.

جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بندر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

عند الانفعالات السلبية مثل الغضب والتشاجر يحدث تغير فسيولوجي كبير جداً في جسم الإنسان، هذا التغيير الفسيولوجي ناتج من إفراز مادة تسمى بـ(الأدرنالين) ومعها مواد أخرى، هذه المادة تؤدي إلى شيء من تسارع في ضربات القلب، وفي نفس الوقت تحدث انقباضات عضلية شديدة، هذه الانقباضات العضلية تُشعر الإنسان بالغصة أو كأن نفسه قد انقطع تماماً.

الذي يحدث لك أيها الفاضل الكريم! هو تفاعل نفسي فسيولوجي، والأمر واضح جدّاً، وهذه ليست حالة عضوية إنما هي حالة نفسية.

هذا هو التشخيص، ولا أعتقد أنك في حاجة لأي نوع من الفحوصات أو الكشوفات، ربما فقط أن تتأكد من نسبة قوة الدم لديك، وهذا فحص بسيط جدّاً يمكن إجراؤه في أي مختبر.

أيها الفاضل الكريم: الحالات القلقية مثل هذا النوع تعالج بممارسة الرياضة، وأنت الحمد لله تمارس الرياضة، وتعالج أيضاً بالتدرب على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج، وأنت الحمد لله تعالى في بدايات الشباب، وهنا يكون استيعاب الرئتين للأكسجين مرتفعاً جدّاً، فدرب نفسك على تمارين الاسترخاء هذه وخذها بجدية وسوف تحس أن هذه الغصة وهذه الضيقة التي تحدث لك بصورة غير طبيعية سوف تنتهي تماماً.

للتدرب على تمارين الاسترخاء أنصحك بأن تتحصل على كتيب أو شريط أو (CD) من إحدى المكتبات في المملكة العربية السعودية مثل مكتبة جرير، يمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت لتتدرب على تمارين التنفس المتدرج وكذلك تمارين قبض وشد العضلات واسترخائها بصورة متدرجة. هذه التمارين سوف تفيدك جدّاً.

بقي أن أقول لك: لابد أن تتدارس أيضاً ما ورد في السنة المطهرة حول علاج الغضب، هذا مهم جدّاً أخي الكريم، الإنسان إذا غضب يجب أن يستغفر الله تعالى، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن تغير مكانك، وأن تغير وضعك، وأن تتفل ثلاثاً على شقك الأيسر، وأن تتوضأ وأن تصلي ركعتين.

هذا أخي الكريم! مفيد جدّاً ومن جربه مرة واحدة وجد أنه حين تأتيه مؤشرات الانفعال والغضب الأولى فيتذكر حقيقة هذا العلاج النبوي الكريم تفرج أموره تماماً ولا يحس بالتوتر والقلق الشديد، عليك أخي الكريم أن تأخذ بهذا.

الأمر الآخر أخي الكريم! التشاجر مع الناس أصلاً ليس بالأمر الطيب، الإنسان قد يضطر وقد ينفعل وقد تأتيه عصبية شديدة، ولكن يجب أن تعرض عن الجاهلين، يجب أن تكون متسامحاً، أن تتحمل الأذى، وأن تتجنب أصحاب الشر، فالتشاجر في حد ذاته يجب أن لا يكون منهجاً لك في التعامل مع الآخرين أبداً.

بقي أن أقول لك: إنه سيكون من الجيد لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق، والذي يؤدي إلى استرخاء عضلي جيد، وهو دواء غير إدماني غير تعودي، الدواء يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول)، ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول)، يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها يومياً لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفعها إلى حبة صباحاً ومساءً لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية البسيطة والجيدة والفعالة وغير الإدمانية.

نصائح عامة: وهي أن تركز في دراستك وأن تتواصل بصورة إيجابية مع أصدقائك، وأن تطور من مهاراتك، وأن تكون متسامحاً، وأن لا تنجرف وراء هذه المنازعات وهذه الشجارات.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب العلوي هند

    جزاكم الله خيرا

  • مصر ابراهيم

    من مصر بارك الله فيكم

  • المغرب aya

    وانا مثلك تماما شكرا

  • ليبيا ناني

    بارك الله فيك

  • قويني بيك

    بجد جزاكم الله كل خير مش مصدقه ان لسه في ناس بتهتم بالشكل ده دمتم بكل ود

  • الإمارات عمر سيف

    جزاك الله خير
    نصائحك مريحة ومطمئنة ما شاء الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً