الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس وشكوك في الدين، كيف الخلاص؟

السؤال

لديّ وساوس سبّ وشكّ، وكل ما تتخيل، في الله والدين وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، المشكلة أني سألت أناساً كثيرين ودخلت مواقع كثيرة، كلهم قالوا لي إن أفضل وسيلة للتخلص من الوساوس هي الإعراض عنها، لكني لا أعرف كيف أعرض عنها، فهي مستحوذة عليّ بقوة، وفي أوقات كثيرة أحس بالكفر، وأحس أن ربي يكرهني، والله لا أعرف ماذا أعمل، ولا أعرف كيف أعرض عن هذه الوساوس.

أريد حلاً عملياً وسريعاً، مع العلم أني ذهبت لدكتور نفساني، وصرف لي أدوية، وتناولتها لمدة 6 أشهر، وتركتها؛ لأنني لم أجد منها فائدة، بالعكس كنت أحس المشاكل تزيد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه وساوس قهرية، وكما ذكر لك الوساوس تعالج بالتحقير وبالرفض وبالتجاهل، وبأن تستبدلها بفكرة مضادة لها، متى ما أتتك فكرة كفرية يجب أن تستبدلها بفكرة مضادة لها، وتكرر الفكرة المضادة عشر مرات على الأقل.

التمرين الآخر هو ما يسمى بإيقاف الأفكار، حين تأتيك هذه الأفكار أو حتى يمكنك أن تستجلبها بقصد العلاج وتقول لها: (قفي، قفي، قفي) أي تخاطب الفكرة مخاطبة مباشرة أن تقف، وهذا التمرين يكرر عشر مرات متتالية صباحاً ومساءً.

التمرين الآخر وهو يسمى بالتمرين التنفيري، وهو أن تربط بين الفكرة الوسواسية وعمل مكروه أو فعل مقزز، مثلاً تخيل هذه الفكرة الوسواسية الدينية التي تأتيك، وفي نفس الوقت قم بالضرب على يدك بقوة شديدة حتى تحس بالألم، والهدف هو أن تربط ما بين الألم وما بين الفكرة الوسواسية، وقد وجد أن وقوع الألم ينفر ويضعف الفكرة الوسواسية.

هذا التمرين يجب أن يُؤخذ بجدية لأنه هام وفعال، كرر التمرين عشر مرات أيضاً في الصباح، وعشر مرات في المساء، ومعظم الدراسات تشير أن الإنسان بعد مضي أسبوعين سوف يحس براحة كبيرة.

أخي الكريم: تمارين الاسترخاء وجد أنها ذات قيمة كبيرة جدّاً في تخفيف الوساوس؛ لأن الوساوس مرتبطة بالقلق النفسي الشديد، وعليك أن تتحصل على كتيب أو شريط أو (CD) من إحدى المكتبات، أو تذهب إلى الأخصائي النفسي ليدربك على تمارين الاسترخاء، أو تتصفح أحد المواقع على الإنترنت لتتعلم تطبيق هذه التمارين.

الجزء الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، والأدوية مفيدة ومفيدة جدّاً، وحتى إن كانت لك تجارب سلبية سابقة مع الأدوية فسوف نصف لك وصفة دوائية علاجية مجربة، لكن تتطلب منك الالتزام ومواصلة العلاج؛ لأن العلاج يقوم على تغيرات كيميائية في داخل الدماغ؛ حيث أن المواد التي يُعتقد أن اضطرابها يسبب الوساوس القهرية يتم تعديلها بالتدريج من خلال هذه الأدوية، فالأدوية مفيدة لكنها تتطلب الالتزام.

من أفضل الأدوية التي تعالج مثل هذه الحالات، دواء يعرف تجارياً باسم (فلوزاك) واسمه العلمي هو (فلوكستين) تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، بعد الأكل لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، وبعد أسبوعين اجعلها ثلاث كبسولات في اليوم، تناول كبسولة واحدة في الصباح وكبسولتين ليلاً، واستمر على هذه الجرعة -وهي الجرعة العلاجية- لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، بعد ذلك توقف عن تناول الفلوزاك.

هنالك دواء آخر نعتبره دواءً مساعداً يعرف تجارياً باسم (رزبريادال) ويعرف علمياً باسم (رزبريادون) تناوله بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر فقط، ثم توقف عن تناوله.

أخي الكريم: أنا على ثقة تامة بأن هذه الوصفة العلاجية الدوائية سوف تساعدك وتتحسن كثيراً، وبعد أن تحس بهذا التحسن يجب أن تكثف من التمارين السلوكية التي ذكرناها لك.

هذا هو العلاج، والوساوس يمكن أن تعالج ويمكن أن يتم الشفاء منها، فقط عليك بالتطبيق واتباع ما ذكرناه.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج وساوس العقيدة سلوكياً (244914 - 260030 - 263422 - 259593 - 260447 - 265121).

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيراً على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً