الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاجات سلوكية للطفل المشاغب

السؤال

ابنتي الكبيرة عمرها 9 سنوات، تدرس في الصف الثالث، ذكية جداً، لكنها مشاغبة بشكل غير طبيعي، وعنيدة لدرجة أن المدرسات يشتكين منها، وقالوا عندما جاءت إلى مدرستنا أثرت على البنات، وجعلتهن مشاغبات، ولا تحترم أحداً، لا كبيراً ولا صغيرا، وتضرب من هو أصغر منها، جربت معها عدة أساليب للعقاب، لكن كل أسلوب له عندها حل، حتى الضرب استخدمته بدون أي فائدة، علاقتها مع والدها معدومة، لا هو يحبها ولا هي تحبه، ودائماً يضربها، ولا يتفاهم معها، والمدرسة الآن أعطتني مهلة أسبوعا، لو لم تتعدل فسيفصلونها، الرجاء ساعدوني على التفاهم معها، وطريقة معاملتها، كيف أتعامل معها لأنني مللت، وأحس أن لا حل لحالتها؟

كثيرا ما تستخدم الكذب، وإخوتها أربعة، ولدان، واحد عمره 7 سنوات، والثاني شهر ونصف، وأخواتها ثنتان، واحدة أربع سنوات، والثانية سنتان ونصف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ففي الحقيقة الأسس التربوية معروفة، فالطفل حين يُصبح معانداً ومشاغباً ومتمرداً هذا دليل قاطع على أنه اكتسب هذا السلوك؛ لأنه لا يحس بالأمان والطمأنينة في داخل البيت، هذا مع احترامي الشديد لكم كأسرة، ولابد أن تجلسي مع والد ابنتك وتبلغيه هذه الحقيقة، أن الطفل يحتاج للأمان، يحتاج للحب، يحتاج للاعتبار، يجب أن لا يُهمّش، يجب أن يُحفّز، يجب أن يُساعد، يجب أن نشعره بكيانه ووجوده داخل الأسرة، هذه هي الأسس الرئيسية، ولا توجد أي حلول تربوية غير ذلك.

وهذه مفهومة تماماً للأمهات، والتطبيق ليس صعباً، هذه الابنة الآن في هذا العمر مدركة، وبشيء من التناصح معها، وأن تجلسي معها، وأن تطمئنيها، وأن تحفزيها ولا تضربيها، الضرب لن يفيدها أبداً، الضرب سوف يزيد من عنادها ومن تمردها، وسوف يجلب لها العناء النفسي، بل الاكتئاب النفسي، فأرجو أن لا تضربي ابنتك.

أرجو أن تجلسي معها جلسات يومية، تحدثي معها بلطف وحنان، واجعليها تعرف أنك تريدينها أن تكون أفضل منك في كل شيء، علميها أن تقرأ معك شيئاً من القرآن الكريم يومياً، دعيها تدخل معك المطبخ، ودعيها تحضر كوباً من الشاي لوالدها، حتى وإن كان لا يحبها، اجعليها هي التي تبدأ بهذا الحب نحوه، وكما ذكرت لك لابد أن يتم التفاهم مع الوالد، ولابد أن تكون معاملتكما لها واحدة، التحفيز، الإثابة، التشجيع، هذه هي الأسس العلاجية، ولا توجد أي أسس غير ذلك كما ذكرت لك، اجعليها تشعر أنها هي الأكبر، وأنها هي التي يُرجى منها أن تقود وأن تساعد، هذه الأسس التي أكررها لك.

طريقة النجوم هي طريقة جيدة جدّاً فيما يخص إثابة الطفل وتشجيعه، أظن هذه الطريقة معروفة لديك، ثبتي لوحة على الحائط بالقرب من سرير الطفلة، واتفقي معها، ويجب أن يُشرح لها عملية الإثابة والعقاب بشكل واضح، حينما تقوم بتصرف إيجابي لا تشاغب لا تضرب، مثلاً نثبت لها ثلاث نجوم، وحينما تقوم بعمل خاطئ تُسحب منها نجمة أو نجمتان، وفي نهاية الأسبوع يتم استبدال ما اكتسبته من نجوم بهدية معقولة بالنسبة لها، وذلك اعتماداً على ما اكتسبته من نجوم.

أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أيضاً أن تجعلي ابنتك تمارس بعض التمارين الرياضية داخل البيت، فالرياضة تمتص كثيراً من انفعالات الطفل السلبية، وتقلل من دوافعه نحو العدوان ونحو الانفعال السلبي.

هنالك معلومة مهمة أخيرة أود أن أذكرها، وهي أن بعض الأطفال الذين يعانون من مرض يعرف بداء فرط الحركة، أي أن الطفل يكون كثير الحركة بصورة مزعجة جدّاً، هؤلاء الأطفال أيضاً يكون لديهم سمات العناد والمشاغبة وربما التعانف، لكن هؤلاء الأطفال مرضى، ولابد أن يعالجوا ببعض الأدوية المعروفة لدى الأطباء المختصين.

إذا كانت طفلتك كثيرة الحركة، قليلة الانتباه، هنا أقول لك: يجب أن تعرضيها على طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب أو في الطب النفسي للأطفال، ومن ثم سوف يقوم الأطباء بإعطائها الدواء اللازم مع بعض التوجيهات السلوكية الضرورية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً