الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نحافة الجزء العلوي من الجسم وسمنة الجزء السفلي عند النساء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادئ ذي بدء أشكركم على اهتمامكم وحرصكم على إجابة المرضى، وأسأل الله أن يعظم لكم المثوبة والأجر.

سوف أعرض لكم حالتي وأتمنى منكم تشخيصها، وإعطائي ولو إشارات حول ماهيتها وكيفية التخلص منها:

تزوجت من بنت في الثلاثينات من العمر، وبعد الزواج ورؤية الأهل لها مدحوها لي، وبالفعل حصل الزواج، ولكني رأيت فيها شيئاً جعلني أشك أنها تخفي مرضاً وراثياً أو جينياً.

الحالة:
هي نحيفة من الخصر، وما فوق نحيفة، وخاصة يديها، ورأسها صغير ووجهها، ولكنها من منطقة الخصر وما دون فيها متن كبير، مقارنة بباقي الجسم، وخاصة الأرداف ومنطقة الوسط، ولكن يقل المتن قليلاً قليلاً حتى يصل إلى الأقدام، فرجلاها صغيرتان، مقارنة بجسمها.

عندما أراها من منطقة الوسط أقول متينة، وعندما ترى من غير ذلك تقول نحيفة!

هل لهذه الحالة مدلولات مرضية أو وراثية؟ وهل هناك خطر من الإصابة بالأمراض مستقبلياً، وينتقل ذلك إلى الأولاد؟

أرجو التكرم بالإجابة علي ونصيحتي فيما أتخذه حيال هذه الحالة، سواء بنوع من التحاليل أو الإجراءات الطبية التي ممكن تفيد في هذا المجال.

ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائماً.
من المعروف بأن نضج الهيكل العظمي عند الأنثى يكتمل عند عمر الثامنة عشرة، حيث يكتسب جسمها الشكل الأنثوي المعروف، ويتميز بتوضع الشحوم في الورك والفخذين، مما يؤدي إلى أن يكون الحوض أعرض من الخصر، وهو ما يقال له الشكل (الإجاصي)، أي الذي يشبه (الإجاصة) فهذا الشكل في حدود معقولة هو شكل طبيعي وفيزيولوجي عند الأنثى.

عندما يكون هذا الشكل زائداً عن الطبيعي بشكل ملحوظ فلا يعني بالضرورة هذا وجود مرض عضوي أو وراثي، بل غالباً ما يكون بسبب استعداد وراثي في الجسم لتخزين الشحوم، والخلايا الشحمية في أماكن أكثر من أخرى.

تتوضع مثلاً في الورك أكثر من البطن أو الصدر، ورغم أنه استعداد وراثي، لكنه ليس مرضاً، ويمكن تشبيهه بلون البشرة أو لون العيون، فكما أن لها درجات كذلك يكون لشدة توضع الدهون درجات، وتكون الفتاة قد ورثت هذه الصفة من أمها أو جدتها أو خالاتها أو عماتها.

إذن: أكرر بأنها ليست مرضاً وراثياً، ولكنها صفة وراثية، وهنالك فرق بين المرض والصفة، فالمرض هنالك خلل ما في الجسم، أما الصفة فهي تقع ضمن التغيرات المقبولة الطبيعية.

شكل توزع الشحوم في الجسم يتبع أحد نمطين، فإن كان القسم العلوي من الجسم نحيفاً والقسم السفلي سميناً، فيقال له شكل (الإجاصة)، مثل حالة زوجتك، وإن كان القسم العلوي سميناً والقسم السفلي نحيفاً أو عادياً، فيقال له شكل التفاحة، وأحب أن أطمئنك بأنه ومن ناحية صحية فإن النساء اللواتي يكون لهن شكل (الإجاصة) يكن أكثر صحة وأكثر خصوبة، وأقل إصابة بالأمراض بإذن الله.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك وعلى زوجك الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً