الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لوم الذات وكيفية التخلص من تشتت الذهن

السؤال

السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب بالصف الثالث الثانوي، أواجه مشكلة نفسية كبيرة، حيث أكتم ما بداخلي من أحاسيس ومشاعر دون أن أخبر أحداً؛ ما أدى إلى تراكم أكثر من عشرين إحساس سلبي، وأصبحت لا أفكر إلا بها وكيفية حلها، ومعظمها مرتبطة ببعض، ولم ألجأ إلى شخص ما لحلها، وقد أصبحت مكتئباً، والسبب في ذلك أني أريد حل مشاكلي بنفسي.

أيضاً أخاف من أن يستخف أحد أو يحقر شعوري وأن يخبر الآخرين بأمري، بالإضافة إلى هاجس الوقت، فكثيراً ما أسمع عن (الوقت، الوقت)، فأصبحت شديداً على نفسي، ولا أفكر إلا في الدراسة والقراءة والكتابة، دون أن أعطي أهلي ونفسي ورغباتي مساحة حرة، وهنا تظهر مشكلة أخرى، وهي أني عندما أخرج لأروّح عن نفسي، ينتقدني أحد أصحابي الملتزمين ويقول لي هذه سفاسف أمور، رغم أني أكون قد أنهيت ما عليّ (دراسة، قرأت كتاباً، صليت، ذهبت مع أهلي)، وجاء وقت التسلية، وفي الحقيقة لديّ الكثير، لكن مخي ملخبط وتركيزي مشوش، فأرجو الإفادة بمعلومات دقيقة وكثيرة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد ذكرت أنك تواجه مشاكل نفسية كثيرة، وأن لديك فوق عشرين إحساساً سلبياً، هذه هي مشكلتك الأساسية، وقد لمحت في رسالتك وذكرت ضمنياً أنك حصرت نفسك في أمور معينة دون أن توسّع من درجة أنشطتك اليومية؛ مما جعلك تعيش حياة فيها الرتابة وافتقاد الحيوية.

هذا الذي يحدث لك لا يعتبر مرضاً نفسياً، إنما هو تعبير عن سمات شخصيتك، فيظهر أن شخصيتك من النوع الكتوم، الحساس، المتوجس، وبالتفكير السلبي، وهذا يصحح من خلال إدراك هذه المشكلة، وإدراك المشكلة يصل إليه الإنسان بالتفكر والتمعن، والتقييم الصحيح لسلوكه.

عليك أن تبدأ بتأكيد ذاتك، فأنت لا شك لديك مقدرات، لا شك أن لديك آمالا وطموحات، وأنت في حاجة لإدارة وقتك بصورة صحيحة، وإدارة الوقت تتطلب الالتزام، والالتزام التام، وأعرف أن هناك ثلاثة ملامح رئيسية للأنشطة التي يجب أن يقوم بها الإنسان في أثناء اليوم، أولاً هناك أنشطة غريزية بيولوجية كالأكل، والشرب، والنوم.. هذه مفروغ منها، ويجب أن تكون تحت التحكم الكامل، وأن لا نسرف فيها على حساب النشاطات الأخرى.

القسم الثاني من الأنشطة يشتمل على الأمور الحياتية التي تتطلبها حياة كل إنسان، وهذه تختلف من إنسان إلى آخر، فالطالب لا بد أن يخصص وقتاً للدراسة، والرياضي لا بد أن يخصص وقتاً للرياضة، والعامل لا بد أن يخصص وقتاً للعمل، بشرط أن يشعر الإنسان بشيء من الرضا فيما يفعل.

والقسم الثالث من الوقت هو ما يمكن أن يقضيه الإنسان في الأمور الفكرية والإبداعية والترويحية والترفيهية المشروعة.

هذا هو التقسيم الصحيح للوقت، فعليك أن تلتزم بهذه الأقسام الثلاثة، وتجبر نفسك على ذلك، وتكون لك نية صادقة أن لا تحيد أبداً عن هذه المواقف، أي التقسيم الصحيح للوقت، واعلم أن كل عمل في الدنيا يتطلب عقد النية، النية للعبادات، النية للعمل، النية للدراسة، النية للزيارة، هذه أمور تتطلب النية والإصرار، ومتى ما نوى الإنسان وأصر على عمل شيء ما فسوف تأتيه المقدرة والقوة الفكرية.

عليك أيضاً أن تُحسن الظن، وعليك أيضاً أن تكون متواصلاً مع أصدقائك، عليك أن تعرف أنك في فترة شبابية فيها الكثير من الطاقات يجب أن تستفيد منها، عليك بالرفقة والصحبة الطيبة، هذا هو المطلوب منك وليس أكثر من ذلك.

هناك بعض الكتب الجيدة حول التعامل مع الذات، مثل كتاب الدكتور بشير صالح الرشيدي، أرجو أن تتحصل عليه واسم الكتاب هو: (التعامل مع الذات) هذا يتيح لك فرصة لمزيد من الاطلاع حول ما ذكرناه.

الفكر السلبي يجب أن يستبدل بفكر إيجابي، فكل فكرة سلبية يجب أن تدقق في الفكرة الإيجابية المقابلة لها وتركز عليها، وتبني قناعاتك أنها هي الأصلح بالنسبة لك وليست الفكرة السلبية، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً