السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي طفلان: الأولى بنت وعمرها سنتان وخمسة أشهر، والثاني ولد وعمره سنة وثلاثة أشهر.

بالنسبة للطفلة وزنها (9.2) كجم، وتعاني من غيرة شديدة من أخيها الصغير بدون أن يكون هنالك اهتمام أو دلال مبالغ فيه لأخيها، وعندها خوف شديد من الأصوات العالية، حتى أنه عند دق الباب بصوت مرتفع تهرب وهي تبكي، وتعاني من نحافة شديدة في جسمها، وطولها أقصر من طول الأطفال الذين في سنها، وهي أيضاً لا تتكلم، وعندها نوع من نقص الفهم أو الاستجابة الفورية كحال بقية أقرانها في نفس سنها.

بالطبع كان كل شيء يسيراً بشكل طبيعي حتى ولد أخوها، وعمرها إذ ذاك سنة وشهران، ثم لاحظنا استعمال العنف والعدوانية مع أخيها، وخاصة الضرب في الوجه حتى يبكي، وعندما بدأ يمشي كانت تدفعه حتى يقع وتقوم بجر شعره وضربه، ونلاحظ ذلك جلياً عندما نلعب أو نضاحك أخاها الأصغر، فاضطررنا أنا وأمها ألا نضاحك أو نلاعب أخاها في وجودها, وخف عنفها وعدوانيتها تجاه أخيها كثيراً بسبب هذا الأسلوب، ولكن كما قلت: عندها خوف وطاقة زائدة بالجسم.

اتضح لنا أنه عند ذهابها إلى بيت جدتها ومبيتها هناك لعدة أيام فإنها تقوم باللعب معهم بشكل متواصل، حيث يوجد أطفال أكبر منها سناً (5 - 15 سنة) ويحبونها ويدللونها كثيراً، وهي أصغر واحدة من بينهم، كما نلاحظ أنها تهدأ كثيراً وتذهب عنها أعراض الخوف تماماً، ونلاحظ أنها تكون مسالمة وهادئة وليست عدوانية، حتى إذا باتت معنا ثلاثة أيام أو أكثر تعود لها جميع تلك الأعراض بالتدريج.

أما بالنسبة لأخيها فطوله 67 سم، ووزنه 7.6 كجم، ويعاني من تقزم فهو صغير الجسم وكأن عمره 9 أشهر, وهو مليء الجسم وليس نحيفاً.

أرجو معرفة تشخيص وعلاج أولادي الاثنين؛ لأنني لا أجد إجابة شافية لحالة أولادي، خاصة وأنه في محافظتنا لا يوجد أطباء استشاريين في طب الأطفال.

وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أبرار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

موضوع الغيرة أمر نشاهده كثيراً مع الأطفال، وأنتم حقيقةً انتهجتم المنهج الصحيح في التقليل من غيرة هذه الابنة -حفظها الله تعالى- ولكن يظهر أنها تعاني من بعض المحدودية في مستوى إدراكها، ولا أقول أنها تعاني من تخلف عقلي، لكن هذه المحدودية جعلتها تحصر سلوكها كله حيال أخيها، وبصورة سلبية.

هذا يمكن تخطيه من خلال أن نجعلها توسع مداركها وذلك بالتعامل مع الألعاب، هنالك ألعاب ودُمى جيدة جدّاً مثل التي تصدر أصواتاً مثلاً أو حركة معينة، هذه ربما تجعل هذه الطفلة تتفاعل بصورة أفضل، وفي الوقت ذاته تزيد -إن شاء الله تعالى- من قوتها المعرفية.

وأعتقد أيضاً إن إشراكها في أمر الاهتمام بأخيها سوف يقلل -إن شاء الله تعالى- من غيرتها، مثلاً أن تحضر له ملابسه، أن تشارك في التحضير لحليب التغذية الذي يتناوله وشيء من هذا القبيل، هذا يجعلها أقل غيرة وسوف تحس بالأمان، وسوف تحس أنها محط اهتمام من جانبكم، وأعتقد أنه سيكون أيضاً من الجيد ومن المفيد لها أن تجد فرصة للاختلاط مع أطفال آخرين، وأنت -كما ذكرت- وتفضلت حين تذهب إلى بيت جدتها ونسبة للتفاعل البيئي المتوفر فإنها تكون في مزاج أفضل.

بالنسبة لموضوع حجمها وكذلك قصر قامة الابن، هذه الأمور -أيها الفاضل الكريم- ربما تكون مرتبطة بعوامل وراثية، أو ربما يكون هنالك ضعف في إفراز هرمون النمو، أو ربما تكون ناتجة من ضعف في التغذية، وبالطبع أنت على وعي وإدراك وكذلك الأم في كيفية توفير التغذية الصحيحة للطفل.

إذن: يبقى موضوع هرمون النمو، أنا أفضل كثيراً أن يتم فحص هذا الهرمون، وهذا الفحص لا أقول لك أنه فحص معقد ومن الصعوبة القيام به إلا في مختبرات تخصصية، أقول لك أنه يمكن أن يتم هذا الفحص في أي مختبر ذو مستوى معقول، وإذا لم يُوجد طبيب أطفال، إذا كان هنالك طبيب مختص في أمراض الغدد أيضاً يستطيع أن يقوم بهذا الفحص، وحتى إذا لم يتوفر الطبيب المختص يمكن للطبيب الممارس العام ذي الخبرة المعقولة أن يطلب هذا الفحص، فحص هرمون النمو، وكذلك فحص وظائف الغدة الدرقية، هذه فحوصات أساسية لتقييم مثل هذه الحالات.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله تعالى العافية والشفاء لهما وأن يجعلهما قرة عين لكما، ونشكركم على التواصل مع إسلام ويب.