الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج الدوائي والسلوكي للرهاب ذي الدرجة اليسيرة

السؤال

تحية طيبة على الجهود الجبارة، وجزاكم الله ألف خير.

أعاني من رهاب اجتماعي في بعض المواقف، ويصاحب ذلك أعراض مزعجة مثل الخوف، والتلعثم في الكلام، واضطراب عضلات الوجه، ولكنني اجتماعي بشكل عام، وأعاني من قلق في أغلب الأحيان، وتوتر، وقد ذهبت إلى طبيب نفسي ووصف لي سيروكسات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

يظهر أن درجة الرهاب الاجتماعي التي تعاني منها هي درجة بسيطة، وبالنسبة للقلق المصاحب للرهاب الاجتماعي هو نفسه نوع من القلق النفسي، فأرجو ألا تنزعج لذلك، أي أن تشخيصك هو تشخيص واحد، وليست تشخيصات متعددة.

بالنسبة للعلاج الدوائي لا شك أن (الزيروكسات) علاج ممتاز، وعلاج فاعل وأنصحك بتناوله، وأنت لم توضح الجرعة التي أُعطيت لك، ولكن في معظم حالات الرهاب الاجتماعي يحتاج الإنسان إلى تناول حبتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.

الجرعة بالطبع تبدأ كجرعة صغيرة، كنصف حبة أو حبة يومياً لمدة شهر تقريباً، بعد ذلك ترفع إلى حبتين يومياً لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، ثم تخفض إلى حبة ونصف لمدة شهر، ثم تخفض إلى حبة لمدة شهرين، ثم إلى نصف حبة لمدة أسبوعين ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، وهومفيد جدّاً.

بجانب العلاج الدوائي أيها الفاضل الكريم أرجو أن تكون أكثر ثقة في نفسك، أرجو أن تصحح مفاهيمك حول هذا الخوف، فأنت لست بأضعف من الآخرين، وأنا أؤكد لك أن لا أحد يقوم بمراقبتك، وأن لا أحد يسخر منك وأنك لن تفشل أمام الآخرين، وما يأتيك من تصور حول التلعثم واضطراب عضلات الوجه لا أقول: إنها أوهام؛ لأن هذا ليس بصحيح، لكن هنالك مبالغة في مثل هذه المشاعر، وهذه السمة نشاهدها كثيراً لدى الإخوة الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي.

إذن التجاهل سوف يساعدك كثيراً في عدم الالتفات لمثل هذه الأعراض، وأنت -الحمد لله- بطبعك رجل اجتماعي، وهذه خاصية طيبة جدّاً، فأنصحك أن تكثر من اللقاءات الاجتماعية، وأن ترفع من مهاراتك الاجتماعية، وذلك بأن تنظر إلى الناس في وجوههم، أن تكون أنت البادئ بالسلام، وعليك أيضاً أن تمارس بعض العلاج السلوكي الجماعي، مثل ممارسة الرياضة مع مجموعة من الأصدقاء، هذه تفيد كثيراً، حضور حلقات التلاوة أيضاً هو علاج اجتماعي جماعي فيه الكثير من الخير، المشاركة في الأنشطة الثقافية والاجتماعية أيضاً فيها فائدة كبيرة جدّاً.

هنالك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تمارسها، وللتدريب على هذه التمارين يمكنك أن تتحصل على كتيب أو شريط من أحد المكتبات الكبرى لتطبق هذه التمارين، أو إذا ذهبت للطبيب في المرة القادمة دعه يدربك على هذه التمارين، أي: تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة كبيرة جدّاً.

أود أن أطمئنك أيها الفاضل الكريم أن الحالة حالة بسيطة، وأن الدواء الذي كتبه لك الطبيب دواء سليم جدّاً، وبتطبيقك للإرشادات التي ذكرناها -إن شاء الله تعالى- سوف تُشفى تماماً من هذه الحالة.

لمزيد من الفائدة يرجى مراجعة التالي: العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 )

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً